ﺍﻟﺤﻤﺪُ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ,
ﺃﻣّﺎ ﺑﻌﺪُ ﻓﻬﺬﺍ ﺑﻌﺾٌ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺷﻴﺦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ :
ﻗﺎﻝ ﺭﺣﻤﻪُ ﺍﻟﻠﻪُ :
" ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻇﻬﻮﺭًﺍ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺃﻇﻬﺮﻫﺎ ﺫَﻣًّﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ : ﺑﺪﻋﺔ ﺍﻟﺤﺮﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺎﺭﻗﺔ؛ ﻓﺈﻥ ﺃﻭﻟﻬﻢ ﻗﺎﻝ
ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ : ﺍﻋﺪﻝ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ، ﻓﺈﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻌﺪﻝ، ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺑﻘﺘﻠﻬﻢ ﻭﻗﺘﺎﻟﻬﻢ، ﻭﻗﺎﺗﻠﻬﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻊ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ .
ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺴﺘﻔﻴﻀﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﻢ ﻭﺫﻣﻬﻢ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺑﻘﺘﺎﻟﻬﻢ . ﻗﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ
ﺣﻨﺒﻞ : ﺻَﺢَّ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻭﺟﻪ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : » ﻳَﺤْﻘﺮُ ﺃﺣﺪﻛﻢ
ﺻﻼﺗﻪ ﻣﻊ ﺻﻼﺗﻬﻢ، ﻭﺻﻴﺎﻣﻪ ﻣﻊ ﺻﻴﺎﻣﻬﻢ، ﻭﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ﻣﻊ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﻢ، ﻳﻘﺮﺅﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﻳﺠﺎﻭﺯ ﺣﻨﺎﺟﺮﻫﻢ،
ﻳﻤﺮﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﺮﻕ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮَّﻣِﻴَّﺔ، ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻟﻘﻴﺘﻤﻮﻫﻢ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﻫﻢ؛ ﻓﺈﻥ ﻓﻲ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﺃﺟﺮًﺍ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻟﻤﻦ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .«
ﻭﻟﻬﻢ ﺧﺎﺻﺘﺎﻥ ﻣﺸﻬﻮﺭﺗﺎﻥ ﻓﺎﺭﻗﻮﺍ ﺑﻬﻤﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺃﺋﻤﺘﻬﻢ :
ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ : ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﺟﻌﻠﻬﻢ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺴﻴﺌﺔ ﺳﻴﺌﺔ، ﺃﻭ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺤﺴﻨﺔ ﺣﺴﻨﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﻇﻬﺮﻭﻩ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺫﻭ ﺍﻟﺨُﻮَﻳْﺼِﺮَﺓ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ : ﺍﻋﺪﻝ ﻓﺈﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻌﺪﻝ،
ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : » ﻭﻳﻠﻚ! ﻭﻣﻦ ﻳﻌﺪﻝ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺃﻋﺪﻝ؟ ﻟﻘﺪ ﺧﺒﺖُ ﻭﺧﺴﺮﺕُ ﺇﻥ ﻟﻢ
ﺃﻋﺪﻝ .« ﻓﻘﻮﻟﻪ : ﻓﺈﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻌﺪﻝ ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﻔﻬًﺎ ﻭﺗﺮﻙ ﻋﺪﻝ، ﻭﻗﻮﻟﻪ :
ﺍﻋﺪﻝ ﺃﻣﺮ ﻟﻪ ﺑﻤﺎ ﺍﻋﺘﻘﺪﻩ ﻫﻮ ﺣﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺼﻠﺢ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺗﺸﺘﺮﻙ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ
ﻟﻠﺴﻨﺔ، ﻓﻘﺎﺋﻠﻬﺎ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﻣﺎ ﻧﻔﺘﻪ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻳﻨﻔﻲ ﻣﺎ ﺃﺛﺒﺘﺘﻪ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﻳﺤﺴﻦ ﻣﺎ ﻗﺒﺤﺘﻪ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻭ ﻳﻘﺒﺢ ﻣﺎ
ﺣﺴﻨﺖ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﺇﻻ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺪﻋﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻗﺪ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺧﻄﺄ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ، ﻟﻜﻦ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻳﺨﺎﻟﻔﻮﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ .
ﻭﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺟﻮﺯﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﻮﺭ ﻭﻳﻀﻞ ﻓﻲ ﺳﻨﺘﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻮﺟﺒﻮﺍ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ
ﺻﺪﻗﻮﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻠﻐﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺩﻭﻥ ﻣﺎ ﺷﺮﻋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﺑﺰﻋﻤﻬﻢ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .
ﻭﻏﺎﻟﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻳﺘﺎﺑﻌﻮﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ؛ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﺑﺨﻼﻑ
ﻣﻘﺎﻟﺘﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﺍﺗﺒﻌﻮﻩ، ﻛﻤﺎ ﻳﺤﻜﻰ ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﺼﺪﻭﻕ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺪﻓﻌﻮﻥ ﻋﻦ
ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺍﻟﺤﺠﺔ؛ ﺇﻣﺎ ﺑﺮﺩ ﺍﻟﻨﻘﻞ، ﻭﺇﻣﺎ ﺑﺘﺄﻭﻳﻞ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ، ﻓﻴﻄﻌﻨﻮﻥ ﺗﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻦ، ﻭﺇﻻ
ﻓﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﺘﺒﻌﻴﻦ ﻭﻻ ﻣﺆﺗﻤﻴﻦ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ، ﺑﻞ ﻭﻻ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .
ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ : ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻜﻔﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ . ﻭﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻔﻴﺮﻫﻢ
ﺑﺎﻟﺬﻧﻮﺏ ﺍﺳﺘﺤﻼﻝ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ، ﻭﺃﻥ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﺍﺭ ﺣﺮﺏ، ﻭﺩﺍﺭﻫﻢ ﻫﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ .
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ، ﻭﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ، ﻭﺍﻟﺠﻬﻤﻴﺔ، ﻭﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﻏﻼﺓ ﺍﻟﻤﻨﺘﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﻣﺘﻜﻠﻤﻴﻬﻢ . ﻓﻬﺬﺍ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺛﺒﺖ ﺑﻨﺺ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺇﺟﻤﺎﻉ
ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺪﻋﺔ، ﻭﻫﻮ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﺳﻴﺌﺔ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻛﻔﺮًﺍ .
ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻷﺻﻠﻴﻦ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﻴﻦ، ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺫﻣﻬﻢ
ﻭﻟﻌﻨﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﺤﻼﻝ ﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ .
ﻭﻫﺬﺍﻥ ﺍﻷﺻﻼﻥ ﻫﻤﺎ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﻓﻤﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺗﺖ ﺑﻪ ﺃﻭ ﺷﺮﻋﺘﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﺒﺘﺪﻉ ﺧﺎﺭﺝ
ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﻣﻦ ﻛَﻔّﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﺫﻧﺒًﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺩﻳﻨًﺎ ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺩﻳﻨًﺎ ﻭﻋﺎﻣﻠﻬﻢ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻬﻮ
ﻣﻔﺎﺭﻕ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ . ﻭﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻨﺸﺄ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻷﺻﻠﻴﻦ . ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﺸﺒﻪ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﺃﻭ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ؛ ﺇﻣﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﻠﻐﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺤﻴﺤًﺎ، ﺃﻭ ﺃﺛﺮ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻗﻠﺪﻩ ﻓﻴﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻣﺼﻴﺒًﺎ، ﺃﻭ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺗﺄﻭﻟﻪ ﻣﻦ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻭ ﺿﻌﻴﻒ، ﺃﻭ ﺃﺛﺮ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﺃﻭ ﻣﺮﺩﻭﺩ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺻﺤﻴﺤًﺎ، ﻭﺇﻣﺎ ﻗﻴﺎﺱ ﻓﺎﺳﺪ، ﺃﻭ ﺭَﺃْﻱ ﺭﺁﻩ
ﺍﻋﺘﻘﺪﻩ ﺻﻮﺍﺑًﺎ ﻭﻫﻮ ﺧﻄﺄ .
ﻓﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﺬﻭﻕ ﻫﻮ ﻋﺎﻣﺔ ﺧﻄﺄ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﺼﻮﻓﺔ ﻭﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻔﻘﻬﺔ .
ﻭﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺧﻄﺄ ﻃﻮﺍﺋﻒ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘﻠﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﺼﻮﻓﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺘﻔﻘﻬﺔ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﺑﺬﻧﺐ، ﺃﻭ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺳﻨﻲ ﻓﻬﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ .
ﻭﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎﺩ ﺳﻨﻲ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺪﻋﻲ ﻓﻘﺪ ﺑﻴﻨﺘﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ، ﻭﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻗﺪ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻐﺾ ﻭﺍﻟﺬﻡ
ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﺑﺒﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻼﺕ ﻣﺎ ﻻ
ﻳﺴﻮﻍ، ﻭﺟﻤﺎﻉ ﺫﻟﻚ ﻇﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻭ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ، ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻨﺘﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ؛ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ
ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ : ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺨﻄﺊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ". ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻣُﻪُ - ﺭﺣﻤﻪُ
ﺍﻟﻠﻪُ -
ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ 19 ﺻﻔﺤﺔ 71