قال أبو عبد الله ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى كما في: "مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة" 443/1: "والقلب يتوارده جيشان من الباطل جيش شهوات الغي وجيش شبهات الباطل، فأيما قلب صغا اليها وركن اليها تشربها وامتلأ بها، فينضح لسانه وجوارحه بموجبها، فإن اشرب شبهات الباطل تفجرت على لسانه الشكوك والشبهات والإيرادات فيظنُّ الجاهل أنَّ ذلك لسعة علمه وإنَّما ذلك من عدم علمه ويقينه.
وقال لي شيخ الاسلام رضى الله عنه وقد جعلت اورد عليه إيرادا بعد إيراد؛ لا تجعل قلبك للايرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته.
وإلا فاذا اشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرا للشبهات أو كما قال.
فما اعلم أنِّي انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك".