ﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻨﺠﻤﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺍﻧﺪﺛﺮﺕ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﺎ ، ﺣﺘﻰ ﺃﺣﻴﺎﻫﺎ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻈﻼﻝ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﻛﺘﺒﻪ ،
) ﻓﻬﻮ ﻳﺴﻤﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﺩﻳﻦ ﺍﻧﻘﻼﺑﻲ ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺃﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﻠﻬﺎ ﻗﺪ
ﺍﺭﺗﺪﺕ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻨﻪ ، ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺃﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻭﻻ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺴﻠﻢ ، ﺷﺮﻳﻌﺔ
ﺍﻟﺘﺤﺎﻛﻢ ﻓﻴﻪ ﻫﻲ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ( .
ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ ، ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ ، ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،
ﻭﺣﺼﻞ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ) ﺍﻟﺘﻌﺜﻖ ( ) 1 ( ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺣﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ
ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺿﺮﻳﺢ ﻳﻌﺒﺪ ﻭﻻ ﻗﺒﺮ ﻳﺰﺍﺭ ﺯﻳﺎﺭﺓ
ﺷﺮﻛﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻔﺘﻮﻥ ، ﻧﺴﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ .
ﻓﺎﻟﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﻤﻦ ﺗﻠﻘﻮﺍ ﻛﺘﺒﻪ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﻝ ، ﻭﻗﺮﺅﻭﻫﺎ ﻭﺍﺗﺨﺬﻭﻫﺎ ﻧﺒﺮﺍﺳﺎً ﻟﻬﻢ ، ﻣﻌﻈﻤﻴﻦ
ﻟﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﻟﻠﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ، ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ
ﺷُﺠﻌﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀﻫﺎ ﻭﻣﻦ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻟﻜﻨﻪ ﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻧﺎﺱ ﻟﻬﻢ
ﻫﻮﻯ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ، ﻓﻨﺸﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﻣﻦ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ، ﻧﺸﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﻢ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﻭﺍﻷﺧﺬ ﻣﻦ
ﻛﺘﺒﻪ ، ﻭﺑﺎﻷﺧﺺ ﺍﻟﻈﻼﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺣﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺿﻼﻝ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ .
ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺑﺬﺭﺓ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺟﺪﺩﺗﻬﺎ ، ﻭﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺍﻛﺘﺴﺒﻮﺍ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺭ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻛﺬﺏ ﻭﺍﻓﺘﺮﻯ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ
ﻛﺬﺏ ﻭﺍﻓﺘﺮﻯ ، ﺇﺫ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺭﺟﻞ ﻣﺼﻠﺢ ،
ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺣﺼﺮ ﻟﻌﺪﺩﻫﺎ ﺗﻨﻌﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﺷﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻓﺮ
. ﻭﺃﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﻫﺎﺑﻂ ، ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ) ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﺃُﻭﺣِﻲَ ﺇِﻟَﻴْﻚَ
ﻭَﺇِﻟَﻰ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻠِﻚَ ﻟَﺌِﻦْ ﺃَﺷْﺮَﻛْﺖَ ﻟَﻴَﺤْﺒَﻄَﻦَّ ﻋَﻤَﻠُﻚَ ﻭَﻟَﺘَﻜُﻮﻧَﻦَّ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺨَﺎﺳِﺮِﻳﻦَ ( ) 65 ﺍﻟﺰﻣﺮ ( ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ : ) ﻓَﻠَﺎ ﺗَﺪْﻉُ ﻣَﻊَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻟَﻬًﺎ ﺁَﺧَﺮَ ﻓَﺘَﻜُﻮﻥَ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻤُﻌَﺬَّﺑِﻴﻦَ ( ) 213 ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ( ، ﻭﺁﻳﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻛﺜﻴﺮﺓ
ﺟﺪﺍ ً ، ﻣﻊ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﺷﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻓﺮ ﺣﻼﻝ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ، ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻗﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﻭﺟﻌﻞ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﺠﺔ ، ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ
ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻠﺒَﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺷﺮﻃﺎ ًﻓﻲ ﺍﺳﺘﺤﻼﻝ ﺩﻣﺎﺀﻫﻢ ، ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ .
ﻫﺬﻩ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀ ﺑﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻭﺃﺣﻴﺎﻫﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺳﺎﻧﺪﻩ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ ً ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺸﺮﻭﺍ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﺣﻴﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﺎﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﻧﺼﻴﺤﺔ : ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻋﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺤﻮﺍ ﻭﺃﻥ ﻳﻨﺒﺬﻭﺍ ، ﻣﻦ ﺃﺻﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﺒﺬ ، ﻭﻣﻦ ﻇُﻔﺮ
ﺑﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﺭﺍﻕ ﺩﻣﺎ ،ً ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺒﺎﺡ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﻢ
ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ ، ﻫﺬﺍ ﻳﻘﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ، ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .
ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺮ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﻳﻌﻠﻲ ﻛﻠﻤﺘﻪ ، ﻭﺁﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .