ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺮﺃﺱ ﺍﻟﺴَّﻨَﺔِ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻳﺔ (
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻛﺎﻣﻞ
ﻣﺎ ﺭﺃﻱُ ﺍﻹﺳﻼﻡِ ﻓﻴﻤﺎ ﻳُﻌﺮﻑ ﺍﻵﻥ ﺑﺎﺳﻢ: ) Bonne Année (؟ ﺃﺟﻴﺒﻮﻧﺎ ﻣﺄﺟﻮﺭﻳﻦ .
ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ
ﺍﻟﺤﻤﺪُ ﻟﻠﻪ ﺭﺏِّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﺭﺳﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪُ ﺭﺣﻤﺔً ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺃﻣّﺎ ﺑﻌﺪ :
ﻓﻴَﺠْﺪُﺭُ ﺍﻟﺘَّﻨﺒﻴﻪُ ﺃَﻭَّﻻً ﺇﻟﻰ ﺃﻧّﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﺭﺃﻱٌ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﺆﺍﻟﻜﻢ ﻛﺸﺄﻥ
ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐِ ﻭﺍﻟﻔِﺮَﻕِ، ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﻟﻪ ﺣُﻜْﻢٌ ﺷَﺮْﻋِﻲٌّ ﻳَﺘَﺠَﻠَّﻰ ﻓﻲ ﺩﻟﻴﻠﻪ ﻭﺃﻣﺎﺭﺗﻪ . ﺛﻢّ ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥّ ﻛﻞَّ ﻋﻤﻞٍ ﻳُﺮﺍﺩُ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻘﺮُّﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭِﻓْﻖَ ﺷَﺮْﻋِﻪِ ﻭﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ﺃﺩّﺍﻩ ﻧﺒﻴُّﻪُ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳَﻠَّﻢَ، ﻣُﺮﺍﻋﻴًﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻤِّﻴﺔَ
ﻭﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔَ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥَ ﻭﺍﻟﺰﻣﺎﻥَ ﺍﻟﻤﻌﻴَّﻨِﻴﻦ ﺷﺮﻋًﺎ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﻬﺘﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺘﺤﺼﻞ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺬَّﺭﻧﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲُّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳَﻠَّﻢَ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: » ﻭَﺇِﻳَّﺎﻛُﻢْ ﻭَﻣُﺤْﺪَﺛَﺎﺕِ ﺍﻷُﻣُﻮﺭِ ﻓَﺈِﻥَّ ﻛُﻞَّ ﻣُﺤْﺪَﺛَﺔٍ ﺑِﺪْﻋَﺔٌ ﻭَﻛُﻞَّ ﺑِﺪْﻋَﺔٍ ﺿَﻼَﻟَﺔٌ ﻭَﻛُﻞَّ ﺿَﻼَﻟَﺔٍ ﻓِﻲ
ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ «)1( ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﴿ﻭَﻣَﺎ ﺁﺗَﺎﻛُﻢ ﺍﻟﺮَّﺳُﻮﻝُ ﻓَﺨُﺬُﻭﻩُ ﻭَﻣَﺎ ﻧَﻬَﺎﻛُﻢْ ﻋَﻨْﻪُ ﻓَﺎﻧﺘَﻬُﻮﺍ﴾ ] ﺍﻟﺤﺸﺮ : [7 ، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﴿
ﻓَﻠْﻴَﺤْﺬَﺭِ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳُﺨَﺎﻟِﻔُﻮﻥَ ﻋَﻦْ ﺃَﻣْﺮِﻩِ ﺃَﻥ ﺗُﺼِﻴﺒَﻬُﻢْ ﻓِﺘْﻨَﺔٌ ﺃَﻭْ ﻳُﺼِﻴﺒَﻬُﻢْ ﻋَﺬَﺍﺏٌ ﺃَﻟِﻴﻢٌ﴾ ]ﺍﻟﻨﻮﺭ: .[63
ﻭﻣَﻮْﻟِﺪُ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢِ ﻻ ﻳَﺨْﺘَﻠِﻒُ ﻓﻲ ﺣُﻜْﻤِﻪِ ﻋﻦ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻤﻮﻟﺪِ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱِّ ﺇﺫ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻋُﺮْﻑِ ﺍﻟﻨَّﺎﺱ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩًﺍ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱِّ، ﻭﻻ ﻓﻲ ﻋَﻬْﺪِ ﺃﺻﺤﺎﺑِﻪ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﻔﻀَّﻠﺔ، ﻭﺇﻥّ ﻛﻞَّ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ ﺭﺳﻮﻝِ ﺍﻟﻠﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳَﻠَّﻢَ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑِﻪ ﺩﻳﻨًﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺩﻳﻨًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎﻟﻚٌ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ- ﻭﻗﺎﻝ : » ﻣَﻦِ ﺍﺑْﺘَﺪَﻉَ ﻓِﻲ
ﺍﻹِﺳْﻼَﻡِ ﺑِﺪْﻋَﺔً ﻳَﺮَﺍﻫَﺎ ﺣَﺴَﻨَﺔً ﻓَﻘَﺪْ ﺯَﻋَﻢَ ﺃَﻥَّ ﻣُﺤَﻤَّﺪًﺍ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭﺁﻟِﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻗَﺪْ ﺧَﺎﻥَ ﺍﻟﺮِّﺳَﺎﻟَﺔَ، ﻭَﺫَﻟِﻚَ ﻷَﻥَّ ﺍﻟﻠﻪَ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ
ﻗَﺎﻝَ : ﴿ﺍﻟﻴَﻮْﻡَ ﺃَﻛْﻤَﻠْﺖُ ﻟَﻜُﻢْ ﺩِﻳﻨَﻜُﻢْ ﻭَﺃَﺗْﻤَﻤْﺖُ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﻧِﻌْﻤَﺘِﻲ ﻭَﺭَﺿِﻴﺖُ ﻟَﻜُﻢْ ﺍﻹِﺳْﻼَﻡَ ﺩِﻳﻨًﺎ﴾] ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ: .«[3 ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺃﻥَّ
ﻣﺜﻞَ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝِ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺳُﻨَﻦِ ﺍﻟﻨَّﺼﺎﺭﻯ ﻣﻦ ﺃﻫﻞِ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﺬَّﺭﻧﺎ ﺍﻟﺸﺮﻉُ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻵﻣﺮﺓ
ﺑﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻬﻢ ﻭﻋﺪﻡِ ﺍﻟﺘﺸﺒُّﻪِ ﺑﻬﻢ، ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴُّﻨَّﺔ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩًﺍ ﻭﻋِﻠْﻤًﺎ ﻭﻋَﻤَﻼً؛ ﻷﻧّﻪ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞُ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪُ
ﻟﻠﺘﺨﻠُّﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺴﻴِّﺌﺔِ .
ﻭﺍﻟﻌﻠﻢُ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺁﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﻧﺎ ﺃﻥِ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏِّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴّﻨﺎ ﻣﺤﻤّﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ
ﻭﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺳﻠّﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤًﺎ .
ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻓﻲ : 24 ﺷﻌﺒﺎﻥ 1416ﻩ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ ﻝ: 15 ﺟﺎﻧﻔﻲ 1996 ﻡ
-1 ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻓﻲ » ﺳﻨﻨﻪ « ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﺑﺎﺏ ﻓﻲ ﻟﺰﻭﻡ ﺍﻟﺴﻨﺔ: ) 4607( ، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻓﻲ » ﺳﻨﻨﻪ « ﻛﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﺑﺎﺏ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﺒﺪﻉ: ) 2676( ، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻓﻲ » ﺳﻨﻨﻪ « ﺑﺎﺏ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ
ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻴﻦ: ) 42( ، ﻭﺃﺣﻤﺪ ﻓﻲ » ﻣﺴﻨﺪﻩ :« ) 17608( ، ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺽ ﺑﻦ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ،
ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺻﺤﺤﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﻠﻘﻦ ﻓﻲ »ﺍﻟﺒﺪﺭ ﺍﻟﻤﻨﻴﺮ :« ) 9/582( ، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ » ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺍﻟﺨﺒﺮ :« ) 1/136( ،
ﻭﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ »ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ :« ) 2735( ، ﻭﺷﻌﻴﺐ ﺍﻷﺭﻧﺎﺅﻭﻁ ﻓﻲ »ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﻟﻤﺴﻨﺪ ﺃﺣﻤﺪ :« ) 4/126( ، ﻭﺣﺴَّﻨﻪ
ﺍﻟﻮﺍﺩﻋﻲ ﻓﻲ » ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻤﺴﻨﺪ :« )938( .
-----------
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻓﺮﻛﻮﺱ - ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ -
www.ferkous.com