ﺣﻜﻢ ﺃﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ
ﻣﺎ ﻫﻮ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻓﻀﻴﻠﺘﻜﻢ ﻓﻲ ﺣﻔﻼﺕ ﺃﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ؟ ﻭﻣﺎ ﺭﺃﻳﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ؟
ﺣﻔﻼﺕ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻫﻲ ﺩﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: )) ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺙ
ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﺭﺩ (( [1] ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ . ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻳﻀﺎً: )) ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻼً ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻓﻬﻮ ﺭﺩ(( [2] ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ . ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ : ))ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ، ﻓﺈﻥ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺧﻴﺮ ﺍﻟﻬﺪﻱ ﻫﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺷﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﺤﺪﺛﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ(( [3] ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ. ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺻﺤﻴﺢ:
))ﻭﻛﻞ ﺿﻼﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ(( [4] .
ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ - ﺫﻛﻮﺭﺍً ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻭ ﺇﻧﺎﺛﺎً - ﺍﻟﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ، ﻭﻫﻮ
ﻛﺎﻣﻞ. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺍﻟْﻴَﻮْﻡَ ﺃَﻛْﻤَﻠْﺖُ ﻟَﻜُﻢْ ﺩِﻳﻨَﻜُﻢْ ﻭَﺃَﺗْﻤَﻤْﺖُ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﻧِﻌْﻤَﺘِﻲ ﻭَﺭَﺿِﻴﺖُ ﻟَﻜُﻢُ ﺍﻹِﺳْﻼَﻡَ ﺩِﻳﻨًﺎ [5]. ﻓﻘﺪ ﺃﻛﻤﻞ ﺍﻟﻠﻪ
ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻤﺎ ﺷﺮﻉ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ، ﻭﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﻫﻲ، ﻓﻠﻴﺲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﺪﻋﺔ ﻳﺒﺘﺪﻋﻬﺎ ﺃﺣﺪ، ﻻ
ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻤﻴﻼﺩ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻩ .
ﻓﺎﻻﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﺑﻤﻴﻼﺩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻭ ﺑﻤﻴﻼﺩ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺃﻭ ﻋﻤﺮ ﺃﻭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺃﻭ ﻋﻠﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ
ﺃﻭ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺠﻴﻼﻧﻲ ﺃﻭ ﻓﻼﻥ ﺃﻭ ﻓﻼﻧﺔ،ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ، ﻭﻛﻠﻪ ﻣﻨﻜﺮ، ﻭﻛﻠﻪ ﻣﻨﻬﻲ
ﻋﻨﻪ، ﻭﻛﻠﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ )):ﻭﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ .((
ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﻉ، ﻭﻟﻮ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎً ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ،
ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪﻭﺓ، ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻭﺍﻓﻖ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻓﺄﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻌﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ، ﻭﻫﻮ
ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻤﺎ ﻭﺍﻓﻘﻬﻤﺎ ﻗُﺒﻞ، ﻭﻣﺎ ﺧﺎﻟﻔﻬﻤﺎ ﺗُﺮﻙ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻓَﺈِﻥ ﺗَﻨَﺎﺯَﻋْﺘُﻢْ
ﻓِﻲ ﺷَﻲْﺀٍ ﻓَﺮُﺩُّﻭﻩُ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠّﻪِ ﻭَﺍﻟﺮَّﺳُﻮﻝِ ﺇِﻥ ﻛُﻨﺘُﻢْ ﺗُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺑِﺎﻟﻠّﻪِ ﻭَﺍﻟْﻴَﻮْﻡِ ﺍﻵﺧِﺮِ ﺫَﻟِﻚَ ﺧَﻴْﺮٌ ﻭَﺃَﺣْﺴَﻦُ ﺗَﺄْﻭِﻳﻼً [6]. ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻫﺪﻯ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺻﺮﺍﻃﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ.
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺑﺎﺯ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ