ام عبد الرحمن مديرة الموقع
الدولة : الجزائر الجنس :
عدد المساهمات : 794 نقاط : 5586 تستحق : 7 تاريخ التسجيل : 30/10/2013 الموقع : في ارض الله الواسعة
| موضوع: فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر الأحد أكتوبر 16 2016, 21:41 | |
| فقه الأسماء الحسنى ٭●•┈┈┈┈•●●●•┈┈┈┈•●٭ ● (٥٢)(( القوي ، المتين )) وقد جاء اسم الله (القوي) في عدة مواضع من القرآن الكريم ،منها قوله تعالى :{ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ } ، وقوله: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [المجادلة: ٢١] واسم الله (المتين) لم يرد إلا في موضع واحد مقرونًا بوصف الله بأنه ذو القوة ،قال الله تعالى :{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }. ومعنى (المتين ) : أي :شديد القوة ،ومعنى (القوي): أي:الذي لا يعجزه شيء ، ولا يغالبه غالب ، ولا يرد قضاءه راد ، ينفذ أمره و يمضي قضاؤه في خلقه ، يعزّ من يشاء ، ويُذلّ من يشاء ، وينصر من يشاء ، ويخذل من يشاء ، فالقوة لله جميعا ،لا منصور إلا من نصره ، ولا عزيز إلا من أعزه، قال الله تعالى :{ إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ} . هذا ومن شواهد قوته نصره لأنبيائه وتأييده لأوليائه وفي قصص الأنبياء في القرآن خير شاهد على هذا ، قال تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) [ هود: ٦٦] ، وقال تعالى: ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [ الحج : ٤٠]. ومن شواهد قوته إهلاكه للظالمين وانتقامه من المجرمين وإحلاله بهم أنواع العقوبات وصنوف المثلات ، قال تعالى: (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ ۙ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [ اﻷنفال: ٥٢]. ومن شواهد قوته قيام السماء والأرض بأمره وحفظه لهما ولما فيهما بقدرته فلا يعجزه شيئ ، قال تعالى: ( وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [ البقرة: ٢٥٥] ، وقال تعالى: (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا) [ فاطر: ٤٤]. ومن شواهد قوته أن الرزق بيده يؤتيه من يشاء ، قال تعالى: (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) [ الشورى: ١٩] ، وقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [ الذاريات: ٥٨]. هذا وإن إيمان العبد بهذا الاسم يثمر فيه انكسارًا بين يدي الله وخضوعًا لجنابه وخوفًا منه سبحانه ولجوءًا إليه وحده ،وحسن توكل عليه ،واستسلامًا لعظمته ،وتفويض الأمور كلها إليه ،والتبرؤ من الحول والقوة إلا به .
| |
|