نوفمبر 2024 | الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|
| | | | | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | اليومية |
|
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى | |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر | |
|
| " يوم عاشوراء" للشيخ عبد الرزاق البدر, حفظه الله, | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ام آسية مراقبة عامة
الدولة : الجزائر الجنس :
عدد المساهمات : 394 نقاط : 4867 تستحق : 11 تاريخ التسجيل : 09/11/2013
| موضوع: " يوم عاشوراء" للشيخ عبد الرزاق البدر, حفظه الله, الثلاثاء نوفمبر 12 2013, 02:40 | |
| ﻳـــﻮْﻡ ﻋَــــــﺎﺷُﻮﺭَﺍﺀ ﺧﻄﺒﺔ ﺟﻤﻌﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ / 1433-1-7 ﻫـ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻧﺤﻤﺪﻩ ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ﻭﻧﺴﺘﻐﻔﺮﻩ ﻭﻧﺘﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺳﻴﺌﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ، ﻣﻦ ﻳﻬﺪﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﻪ ، ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻱ ﻟﻪ ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ؛ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ . ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ : ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ، } ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺣَﻖَّ ﺗُﻘَﺎﺗِﻪِ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﻤُﻮﺗُﻦَّ ﺇِﻟَّﺎ ﻭَﺃَﻧْﺘُﻢْ ﻣُﺴْﻠِﻤُﻮﻥَ { ]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ [102: . ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ : ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻳﻮﻣﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎً ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ؛ ﺇﻧﻪ ﻳﻮﻡٌ ﻟﻪ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﺣﺮﻣﺔٌ ﻗﺪﻳﻤﺔ ، ﺇﻧﻪ ﻳﻮﻡ ﺃﻫﻠﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻴﻪ ﺃﺷﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﻃﻐﻴﺎﻧﺎ ﻭﺃﻋﻈﻤﻬﻢ ﺇﺟﺮﺍﻣﺎ ﻭﺃﻛﺒﺮﻫﻢ ﻋﺘﻮﺍً ﻭﺍﺳﺘﻜﺒﺎﺭﺍ ، ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻫﻠﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻏﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻜﺒﺮ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﺃﻫﻠﻚ ﻓﻴﻪ ﻣﻌﻪ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻫﻼﻙ ﻧﻔﺲٍ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﺁﻳﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﻋﺒﺮﺓٍ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﺁﻳﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ . ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ : ﻟﻘﺪ ﻋﺎﺵ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ، ﺍﻟﺒﺎﻏﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻜﺒﺮ ؛ ﻋﻴﺸﺔ ﻃﻐﻴﺎﻥ ﻭﻋﺘﻮ ﻭﺍﺳﺘﻜﺒﺎﺭ ﻭﺗﻤﺮﺩ ﻭﻃﻐﻴﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﺑﻪ ﻃﻐﻴﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ﻟﻘﻮﻣﻪ : } ﻣَﺎ ﻋَﻠِﻤْﺖُ ﻟَﻜُﻢْ ﻣِﻦْ ﺇِﻟَﻪٍ ﻏَﻴْﺮِﻱ { ]ﺍﻟﻘﺼﺺ [38: ، ﻭﺃﻥ ﻗﺎﻝ : ﴿ ﻭَﻣَﺎ ﺭَﺏُّ ﺍﻟْﻌَﺎﻟَﻤِﻴﻦ ﴾ ]ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ [23: ، ﻭﺃﻥ ﻗﺎﻝ : ﴿ ﺃَﻧَﺎ ﺭَﺑُّﻜُﻢُ ﺍﻷَﻋْﻠَﻰ﴾ ] ﺍﻟﻨﺎﺯﻋﺎﺕ [24: ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ، ﻛﺎﻥ ﺟﺒﺎﺭﺍً ﻃﺎﻏﻴﺔ ﻣﺘﻌﺎﻟﻴﺎً ﻣﺘﻐﻄﺮﺳﺎ ﻣﺴﺘﺨِﻔًّﺎ ﺑﻘﻮﻣﻪ ، ﻳﺮﻯ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﻌﻤﻪ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭﻋﻄﺎﻳﺎﻩ ﺍﻟﺠﺴﺎﻡ ﻓﻼ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺇﻻ ﺑُﻌﺪﺍ ﻭﺇﻋﺮﺍﺿﺎ ﻭﺻﺪﻭﺩﺍً ﻭﺍﺳﺘﻜﺒﺎﺭﺍ ؛ ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻪ ﺣﻮَّﻝ ﻋﻨﺪ ﻗﻮﻣﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨِّﻌَﻢ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺑﺮﻫﺎﻧﺎً ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻘﻴَّﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﺻﺪﻕ ﻣﺎ ﻳﺪَّﻋﻲ } ﻓَﺎﺳْﺘَﺨَﻒَّ ﻗَﻮْﻣَﻪُ ﻓَﺄَﻃَﺎﻋُﻮﻩُ { ] ﺍﻟﺰﺧﺮﻑ [54: ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻤﺎ ﻳﻔﺨﺮ ﺑﻪ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻪ ، ﻭﻟﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻫﻼﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﺃﻫﻠﻜﻪ ﻫﻼﻛﺎً ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺮﺓٌ ﻟﻠﻤﻌﺘﺒﺮﻳﻦ ﻭﺁﻳﺔ ﻟﻠﻤﺘَّﻌﻈﻴﻦ ؛ ﺣﻴﺚ ﺃﺫِﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﻭﺻﻔﻴﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻛﻠﻴﻤﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻥ ﻳﺴﺮﻱ ﺑﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻟﻴﻼ ، ﻓﺨﺮﺝ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻴﻼً ﻗِﺒَﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﻋﻠِﻢ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﺑﺨﺮﻭﺝ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﻓﺄﻣﺮ ﺃﻥ ﻳُﺤﺸﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻥ ﻳُﺠﻤﻊ ﻟﻪ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺋﻦ ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﻗﺎﺕ ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺑﺠﻨﻮﺩﻩ ﻭﻋﺘﺎﺩﻩ ﻓﻲ ﺃﺛﺮ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻣﻌﻪ ﻗﻮﻣﻪ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺗﺮﺍﺀﻯ ﺍﻟﺠﻤﻌﺎﻥ - ﻭﺗﺄﻣﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﺼﻴﺐ ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﻫﻴﺐ - ﴿ ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺗَﺮَﺍﺀَﻯ ﺍﻟْﺠَﻤْﻌَﺎﻥِ ﻗَﺎﻝَ ﺃَﺻْﺤَﺎﺏُ ﻣُﻮﺳَﻰ ﺇِﻧَّﺎ ﻟَﻤُﺪْﺭَﻛُﻮﻥَ ﴾ ]ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ [61: ﺃﻱ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ﺇﻥ ﺧُﻀﻨﺎﻩ ﻏﺮﻗﻨﺎ ، ﻭﺍﻟﻌﺪﻭ ﺧﻠﻔﻨﺎ ﺇﻥ ﻭﻗﻔﻨﺎ ﺃﺩﺭﻛَﻨﺎ ؛ ﻓﺄﻳﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮ ؟ ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ : ﴿ ﻛَﻠَّﺎ ﺇِﻥَّ ﻣَﻌِﻲَ ﺭَﺑِّﻲ ﺳَﻴَﻬْﺪِﻳﻦِ ﴾ ] ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ [62: ؛ ﺗﺄﻣﻞ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ : ﴿ ﻛَﻠَّﺎ ﺇِﻥَّ ﻣَﻌِﻲَ ﺭَﺑِّﻲ ﺳَﻴَﻬْﺪِﻳﻦِ ﴾ ﻗﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﻗﺎﺋﻞ : ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ؟ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ !! ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻣﻦ ﺗﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻔﺎﻩ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﺩﻩ ﻣَﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ } ﺃَﻟَﻴْﺲَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑِﻜَﺎﻑٍ ﻋَﺒْﺪَﻩُ { ]ﺍﻟﺰﻣﺮ [36: ، } ﻭَﻣَﻦْ ﻳَﺘَﻮَﻛَّﻞْ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻓَﻬُﻮَ ﺣَﺴْﺒُﻪُ { ] ﺍﻟﻄﻼﻕ [3: . ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺛﻘﺘﻪ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﺗﻮﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻈﻴﻢ ، ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮ ؛ ﻓﺄﻣﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﻌﺼﺎﻩ ﺍﻟﺒﺤﺮ - ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ - ﺿﺮﺏ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻌﺼﺎﻩ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﺎﻧﻔﻠﻖ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻋﻦ ﺍﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﻃﺮﻳﻘﺎً ، ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺃﺭﺿﺎً ﻳﺒﺴﺎ ﻻ ﻭﺣﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﺯﻟَﻖ ، ﻭﺻﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴَّﺎﻝ ﻭﺍﻗﻔﺎً ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﻗﻮﻑ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ - ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ -!! ﺛﻢ ﻳﻤﻀﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻬﻢ ﻭﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻗﻒٌ ﻭﻗﻮﻑ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺗﺤﺘﻬﻢ ﺃﺭﺽ ﻳﺒﺲ ، ﻓﻤﻀﻰ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﺎﻣﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻗﻮﻣﻪ ﺗﻜﺎﻣﻠﻮﺍ ﺧﺎﺭﺟﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﺍﻷﺧﺮﻯ ، ﻭﺗﻜﺎﻣﻞ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺩٍ ﻭﻋﺘﺎﺩ ﺩﺍﺧﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺣﺘﻰ ﺍﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻕ ؛ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ، ﻓﻬﻠﻚ ﻫﻮ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﻫﻼﻙ ﻧﻔﺲٍ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﺨﺮ ﺑﻪ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ : } ﻭَﻫَﺬِﻩِ ﺍﻟْﺄَﻧْﻬَﺎﺭُ ﺗَﺠْﺮِﻱ ﻣِﻦْ ﺗَﺤْﺘِﻲ { ] ﺍﻟﺰﺧﺮﻑ [51: ﻓﺄﻫﻠﻜﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻏﺮﻗﺎً ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ . ﺇﻧﻬﺎ ﺁﻳﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ، ﺇﻧﻬﺎ ﺁﻳﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ، ﺃﺩﺭﻙ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻨَّﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻄﻴﺘﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ﺣﻴﺚ ﺃﻫﻠﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ؛ ﻓﺼﺎﻣﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺷﻜﺮﺍً ﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ . ﺛﻢ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ : ﺇﻥ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻤﺎ ﻗﺪِﻡ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻬﺎﺟﺮﺍً ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻳﺼﻮﻣﻮﻥ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ - ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ - ﻓَﻘَﺎﻝَ ﻣَﺎ ﻫَﺬَﺍ ؟ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ : ﻫﺬﺍ ﻳﻮﻡ ﺻﺎﻟﺢ ﻧﺠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻗﻮﻣﻪ ﻓﺼﺎﻣﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﺷﻜﺮﺍً ﻟﻠﻪ ، ﻗﺎﻝ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ : ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺣﻖ ﺑﻤﻮﺳﻰ ﻣﻨﻜﻢ ، ﻓﺼﺎﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺼﻴﺎﻣﻪ . ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺧﺒﺮ ﻋﻦ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﺛﻮﺍﺏٍ ﺟﺰﻳﻞ ﻟﻤﻦ ﺻﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ ؛ ﻓﻔﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻗﺘﺎﺩﺓ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺎﻝ : )) ﺻِﻴَﺎﻡُ ﻳَﻮْﻡِ ﻋَﺎﺷُﻮﺭَﺍﺀَ ﺃَﺣْﺘَﺴِﺐُ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃَﻥْ ﻳُﻜَﻔِّﺮَ ﺍﻟﺴَّﻨَﺔَ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﻗَﺒْﻠَﻪُ(( ؛ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺘﻜﻔﻴﺮ : ﺃﻱ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ } ﺇِﻥْ ﺗَﺠْﺘَﻨِﺒُﻮﺍ ﻛَﺒَﺎﺋِﺮَ ﻣَﺎ ﺗُﻨْﻬَﻮْﻥَ ﻋَﻨْﻪُ ﻧُﻜَﻔِّﺮْ ﻋَﻨْﻜُﻢْ ﺳَﻴِّﺌَﺎﺗِﻜُﻢْ { ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ [31: ، ﻭﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ - ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺎﻝ : )) ﻟَﺌِﻦْ ﺑَﻘِﻴﺖُ ﺇِﻟَﻰ ﻗَﺎﺑِﻞٍ ﻟَﺄَﺻُﻮﻣَﻦَّ ﺍﻟﺘَّﺎﺳِﻊَ (( ﺃﻱ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔً ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ . ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻳﺴﻦُّ ﻟﻨﺎ -ﻣﻌﺎﺷﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ - ﺃﻥ ﻧﺼﻮﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﺷﻜﺮﺍً ﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻭﺃﻥ ﻧﺼﻮﻡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔً ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻫﺪﻱ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ . ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ : ﺛﻢ ﺇﻥَّ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ - ﻭﻟﻪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ - ﺍﺑﺘﻠﻰ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﺍً ﺳﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺳﺘﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﺑﺘﻠﻰ ﻋﺒﺪﺍً ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭﻭﻟﻴًّﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀﻩ ﻭﺭﺟﻼً ﻋﻈﻴﻤﺎً ﺷﻬﺪ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ؛ ﺍﺑﺘﻼﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺎﺑﺘﻼﺀ ﻋﻈﻴﻢ ؛ ﺣﻴﺚ ﻗُﺘﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﻣﻈﻠﻮﻣﺎً ﺷﻬﻴﺪﺍً ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺭﻓﻌﺔ ﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻋﻠﻮﺍً ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻭﻣﻘﺎﻣﻪ ، ﻭ))ﺍﻟﻠَّﻪ ﻋَﺰَّ ﻭَﺟَﻞَّ ﺇِﺫَﺍ ﺃَﺣَﺐَّ ﻗَﻮْﻣًﺎ ﺍﺑْﺘَﻠَﺎﻫُﻢْ(( ؛ ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺘﻠﻪ ﻇﻠﻤﺎً ﻭﻋﺪﻭﺍﻧﺎً ﻭﺗﻌﺪِّﻳﺎ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺷﻬﻴﺪﺍً ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺘﻠﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﺪِﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﻪ ﻭﻧﻌﺘﻘﺪﻩ ﺃﻧﻪ ﻗُﺘﻞ ﺷﻬﻴﺪﺍً ﻭﺃﻧﻪ ﻗُﺘﻞ ﻇﻠﻤﺎ ﻭﺃﻥَّ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺕ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﺤﺴﻦ : ))ﺳَﻴِّﺪَﺍ ﺷَﺒَﺎﺏِ ﺃَﻫْﻞِ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔِ(( . ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﺑﺘﻼﺀ ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﺤﻨﺔ ﻭﺗﻤﺤﻴﺺ ؛ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺗﻔﺮَّﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺼﻞ ﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﺍﺋﻖ : ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻏﺎﻝٍ ﻣﺘﺠﺎﻭﺯ ﻟﺤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺑﻴﻦ ﺟﺎﻑٍ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﻝٍ ﺑﻤﻜﺎﻧﺔ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺻﻔﻴﺎﺋﻪ ، ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺗﻮﺳﻂٍ ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﻝ ﻭﻗﻮﺍﻡٍ ﻭﺳﺪﺍﺩ ﺃﻻ ﻭﻫﻢ : ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ؛ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﺳﻄﻴﺔ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﺑﻼ ﺗﻔﺮﻳﻂ ﻭﻻ ﺇﻓﺮﺍﻁ ﻭﻻ ﻏﻠﻮ ﻭﻻ ﺟﻔﺎﺀ . ﺃﻣﺎ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﺤﻮَّﻝ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﻣﻨﺎﺣﺔٍ ﻭﻣﺄﺗﻢ ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺃﻋﻤﺎﻻً ﻻ ﺗُﺮﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻞ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺘﺤﺮﻳﻤﻬﺎ ﻭﻣﻨﻌﻬﺎ ﻭﺗﺠﺮﻳﻤﻬﺎ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻓﺎﻋﻠﻬﺎ ؛ ﻣﻦ ﻧﻴﺎﺣﺔٍ ﻭﻟﻄﻢٍ ﻟﻠﺨﺪﻭﺩ ﻭﺷﻖٍّ ﻟﻠﺠﻴﻮﺏ ﻭﺩﻋﺎﺀٍ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺑﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺑﺎﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﺎﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﺍﻻﻟﺘﺠﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺳﺆﺍﻟﻪ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﻭﺗﻔﺮﻳﺞ ﺍﻟﻜﺮﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﻻ ﺗُﺴﺄﻝ ﻭﻻ ﻳﻠﺘﺠﺄ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﺭﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ . ﻭﺍﻟﻨﻴﺎﺣﺔ - ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ - ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ : ))ﺍﻟﻨَّﺎﺋِﺤَﺔُ ﺇِﺫَﺍ ﻟَﻢْ ﺗَﺘُﺐْ ﻗَﺒْﻞَ ﻣَﻮْﺗِﻬَﺎ ﺗُﻘَﺎﻡُ ﻳَﻮْﻡَ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﻭَﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﺳِﺮْﺑَﺎﻝٌ ﻣِﻦْ ﻗَﻄِﺮَﺍﻥٍ ﻭَﺩِﺭْﻉٌ ﻣِﻦْ ﺟَﺮَﺏٍ(( ، ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ : )) ﻟَﻴْﺲَ ﻣِﻨَّﺎ ﻣَﻦْ ﻟَﻄَﻢَ ﺍﻟْﺨُﺪُﻭﺩَ ﻭَﺷَﻖَّ ﺍﻟْﺠُﻴُﻮﺏَ ﻭَﺩَﻋَﺎ ﺑِﺪَﻋْﻮَﻯ ﺍﻟْﺠَﺎﻫِﻠِﻴَّﺔِ (( ، ﻓﺒﺪﻝ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ ﻳﻮﻡ ﺻﻴﺎﻡ ﺷﻜﺮﺍً ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺗﺤﻮَّﻝ ﻋﻨﺪ ﺃﻗﻮﺍﻡٍ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﻣﻨﺎﺣﺔ ﻭﻣﺄﺗﻢ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﻓﻴﻪ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺘﻘﺮَّﺏ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺄﻥ ﻳﺮﻳﻖ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﺩﻣﻪ ﺇﻣﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺻﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻇﻬﺮﻩ ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎً ﻟﻠﻐﻔﺮﺍﻥ ﻭﺭﻓﻌﺔ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ !! ﻭﻫﻴﻬﺎﺕ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﺮﻋﻪ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻤﺎ ﻳﺮﺿﺎﻩ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺳﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ . ﻭﻗﺎﺑﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﻐﻼﺓ ﺃﻗﻮﺍﻣﺎً ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﻠﻮﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﺎﻟﺠﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻨﻘُّﺺ ﻭﺍﻻﺣﺘﻘﺎﺭ ﻭﻋﺪﻡ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻗﺪﺍﺭﻫﻢ ؛ ﺃﻻ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻨﺎﺻﺒﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺎﺻﺒﻮﺍ ﺁﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ، ﻓﺠﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻮﻡ ﻓﺮﺡ ﻳﻮﺳِّﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻠﺒﺎﺱ ﻭﺑﺎﻷﻃﻌﻤﺔ ﻭﺑﺎﻟﺤﻠﻮﻯ ﻭﺑﺎﻟﺰﻳﻨﺔ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ . ﻭﻫﺬﻩ ﻃﺮﻳﻘﺔٌ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻀﺎﺩﺓ ﻟﻬﺎ ؛ ﻓﺎﻷﻭﻟﻮﻥ ﻏﻼﺓ ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺟﻔﺎﺓ . ﻭﺧﻴﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺃﻭﺳﺎﻃﻬﺎ ﻻ ﺗﻔﺮﻳﻄﻬﺎ ﻭﻻ ﺇﻓﺮﺍﻃﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﺑﺄﻥ ﻣﻀﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺼﻮﻣﻮﻧﻪ ﺷﻜﺮﺍً ﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻌﺪﻭﺩ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﻇﻠﻢ ﻭﻋﺪﻭﺍﻥ ، ﻭﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗُﺘﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺷﻬﻴﺪﺍً ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻟﻢ ﻧُﺆﻣﺮ ﻋﻨﺪ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻻ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻩ ﺃﻥ ﻧﺘﺨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺄﺗﻤﺎً ﺃﻭ ﻳﻮﻡ ﻣﻨﺎﺣﺔً ﺃﻭ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ؛ ﻓﻬﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ . ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ : ﻟﻨﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻋﻼ ﺃﻥ ﻫﺪﺍﻧﺎ ﻭﺃﻥ ﺷﺮﺡ ﺻﺪﻭﺭﻧﺎ ﻟﻠﺤﻖ ﻭﺃﻥ ﺟﻨَّﺒﻨﺎ ﻃﺮﺍﺋﻖ ﺍﻟﻐﻼﺓ ﻭﺍﻟﺠﻔﺎﺓ ﻭﺃﻥ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﺃﻫﻞ ﻭﺳﻄﻴﺔ ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﻝ ، ﻭﻟﻨﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ - ﺑﺤﺐِّ ﺁﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻟﻨﻌﺮﻑ ﻟﻬﻢ ﻗﺪﺭﻫﻢ ﻭﻟﻨﺮﻋﻰ ﻟﻬﻢ ﺣﻘﻬﻢ ﺑﻼ ﻏﻠﻮ ﻭﻻ ﺟﻔﺎﺀ ﻭﻻ ﺇﻓﺮﺍﻁ ﻭﻻ ﺗﻔﺮﻳﻂ . ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻳﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﻭﻳﺎ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﻭﺇﻟﻬﻨﺎ ﻭﻓِّﻘﻨﺎ ﻟﻠﺤﻖ ﻭﺍﻟﺴﺪﺍﺩ ﻭﺃﻋِﻨَّﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺘﻚ ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﻧﺒﻴﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻭﺍﺟﻤﻌﻨﺎ ﻣﻊ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻚ ﻭﺃﺻﻔﻴﺎﺋﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻭﺁﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺕ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﺳﻤﻴﻊ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻭﺃﻧﺖ ﺣﺴﺒﻨﺎ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ . ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭﺍﺳﻊ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻹﻣﺘﻨﺎﻥ ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ؛ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ . ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ : ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ . ﺛﻢ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ : ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺔ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻇﻠﻤﺎً ﻭﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺁﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﻟﻬﻢ ﺣﻘﻬﻢ ﻭﺃﻥ ﻧﺮﻋﻰ ﻟﻬﻢ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻢ ، ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺇﺣﻘﺎﻗﺎً ﻟﻠﺤﻖ ﻭﺑﻴﺎﻧﺎً ﻟﻠﺼﻮﺍﺏ ﺃﺷﻴﺮ ﻫﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﻣﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻭﻋﻠَﻢٍ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﻭﻣﺠﺪِّﺩٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺪﺩﻳﻦ ﺃﺻﻠﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻫﺪﻯ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺟﺪَّﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻠﺔ ﺇﻧﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ؛ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﻌﺮﻭﻑٌ ﺑﻤﻮﺍﻗﻔﻪ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﻭﺟﻬﻮﺩﻩ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻭﻧﺼﺮﺗﻪ ﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ . ﻭﻟﻘﺪ ﺍﺩَّﻋﻰ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻣﺎﻡ - ﻭﺣﺎﺷﺎﻩ - ﻳﺒﻐﺾ ﺁﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻭﺍﺩَّﻋﻮﺍ ﻇﻠﻤﺎ ﻭﻛﺬﺑﺎ ﻭﺯﻭﺭﺍ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺐ ﺁﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻟﻬﻢ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻭﻻ ﻳﺮﻋﻰ ﻟﻬﻢ ﻗﺪﺭﺍ } ﻛَﺒُﺮَﺕْ ﻛَﻠِﻤَﺔً ﺗَﺨْﺮُﺝُ ﻣِﻦْ ﺃَﻓْﻮَﺍﻫِﻬِﻢْ ﺇِﻥْ ﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﺇِﻟَّﺎ ﻛَﺬِﺑًﺎ { ]ﺍﻟﻜﻬﻒ [5: ، ﻭﺣﺎﺷﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺃﻭ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻔﻬﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺮﻓﻌﺔ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻨﺒﻞ . ﻭﻣﻦ ﻳﻘﺮﺃ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻭﻳﻄَّﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ ﻳﺠﺪ ﺑﺠﻼﺀٍ ﻭﻭﺿﻮﺡ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺒﻮﺃﻩ ﺁﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ؛ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻛﺘﺒﻪ ﺛﻨﺎﺀً ﻋﺎﻃﺮﺍً ﻵﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺑﻴﺎﻧﺎً ﻟﻤﻜﺎﻧﺘﻬﻢ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻭﻣﻨﺰﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﻭﺑﻴﺎﻧﺎً ﻟﺤﻘﻮﻗﻬﻢ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻧﺤﻮﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ ، ﺑﻞ ﺇﻧﻪ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ- ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺣﺒﻪ ﻵﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻋﻈﻴﻢ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﻤﻜﺎﻧﺘﻬﻢ ﺳﻤﻰ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺑﺄﺳﻤﺎﺀ ﺁﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ؛ ﻓﺄﻭﻻﺩﻩ -ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ- ﻫﻢ : ﻋﻠﻲ ﻭﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﻓﺎﻃﻤﺔ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺁﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺳﻤﻰ ﺇﺿﺎﻓﺔً ﻟﻬﺆﻻﺀ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ ﻭﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻵﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺪَّﻋﻲ ﺍﻷﻓّﺎﻛﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻳﺒﻐﺾ ﺁﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ !! } ﻭَﺳَﻴَﻌْﻠَﻢُ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻇَﻠَﻤُﻮﺍ ﺃَﻱَّ ﻣُﻨْﻘَﻠَﺐٍ ﻳَﻨْﻘَﻠِﺒُﻮﻥَ { ] ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ [227: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ : ﺻﻠُّﻮﺍ ﻭﺳﻠِّﻤﻮﺍ ﺭﻋﺎﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ : ﴿ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻠَﺎﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤﺎً ﴾ ]ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ [56: ، ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : )) ﻣَﻦْ ﺻَﻠَّﻰ ﻋَﻠَﻲَّ ﻭَﺍﺣِﺪَﺓً ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻋَﺸْﺮًﺍ(( . ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﻛﻤﺎ ﺻﻠﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺇﻧﻚ ﺣﻤﻴﺪ ﻣﺠﻴﺪ ، ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﻛﻤﺎ ﺑﺎﺭﻛﺖ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺇﻧﻚ ﺣﻤﻴﺪ ﻣﺠﻴﺪ ، ﻭﺍﺭﺽ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻴﻦ ؛ ﺃﺑﻰ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻋﻠﻲ ، ﻭﺍﺭﺽ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻭﻋﻨَّﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨِّﻚ ﻭﻛﺮﻣﻚ ﻭﺇﺣﺴﺎﻧﻚ ﻳﺎ ﺃﻛﺮﻡ ﺍﻷﻛﺮﻣﻴﻦ . ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻧﺼﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﺮ ﺩﻳﻨﻚ ﻭﻛﺘﺎﺑﻚ ﻭﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻚ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻧﺼﺮ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻛﻦ ﻟﻬﻢ ﻧﺎﺻﺮﺍً ﻭﻣﻌﻴﻨﺎ ﻭﺣﺎﻓﻈﺎً ﻭﻣﺆﻳﺪﺍ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺑﺄﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺠﺰﻭﻧﻚ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺠﻌﻠﻚ ﻓﻲ ﻧﺤﻮﺭﻫﻢ ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭﻫﻢ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻳﺎ ﻗﺎﺻﻢ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺠﺒﺎﺑﺮﺓ ﺍﻟﻌﺘﺎﺓ ﻭﺍﻟﻈﻠَﻤﺔ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺄﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺎ ﺣﻲ ﻳﺎ ﻗﻴﻮﻡ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺠﺰﻭﻧﻚ . ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﻓِّﻖ ﻭﻟﻲ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺧﺎﺩﻡ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﻟﻤﺎ ﺗﺤﺒﻪ ﻭﺗﺮﺿﺎﻩ ﻣﻦ ﺳﺪﻳﺪ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻛﻦ ﻟﻪ ﻣﻮﻓِّﻘﺎً ﻭﻣﻌﻴﻨﺎ ﻭﻫﺎﺩﻳﺎً ﻭﻣﺴﺪﺩﺍ ﻳﺎ ﺣﻲ ﻳﺎ ﻗﻴﻮﻡ ﻳﺎ ﺫﺍ ﺍﻟﺠﻼﻝ ﻭﺍﻹﻛﺮﺍﻡ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﻓﻖ ﺟﻤﻴﻊ ﻭﻻﺓ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﻜﺘﺎﺑﻚ ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﻝِّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺧﻴﺎﺭﻫﻢ ﻭﺍﺻﺮﻑ ﻋﻨﻬﻢ ﺷﺮﺍﺭﻫﻢ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ . ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﺕ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﺗﻘﻮﺍﻫﺎ ، ﻭﺯﻛﻬﺎ ﺃﻧﺖ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺯﻛﺎﻫﺎ ، ﺃﻧﺖ ﻭﻟﻴﻬﺎ ﻭﻣﻮﻻﻫﺎ . ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺻﻠﺢ ﺫﺍﺕ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺃﻟّﻒ ﺑﻴﻦ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻭﺍﻫﺪﻧﺎ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻭﺃﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﺭ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﻭﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻨﺎ ﻭﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺕ . ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﻨﺎ ﻛﻠﻪ ؛ ﺩﻗﻪ ﻭﺟﻠّﻪ ، ﺃﻭﻟﻪ ﻭﺁﺧﺮﻩ ، ﺳﺮﻩ ﻭﻋﻠﻨﻪ . ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺑﺄﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺣﻲ ﻳﺎ ﻗﻴﻮﻡ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﻭﻧﺤﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺳﻘﻨﺎ ﺍﻟﻐﻴﺚ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻄﻴﻦ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺳﻘﻨﺎ ﺍﻟﻐﻴﺚ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺎﺋﺴﻴﻦ . ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻳﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﻧﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻚ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺻﻔﺎﺗﻚ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺑﺄﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﺠﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﻥ ﺗﺴﻘﻴﻨﺎ ﺍﻟﻐﻴﺚ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻄﻴﻦ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺳﻘﻨﺎ ﺍﻟﻐﻴﺚ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺎﺋﺴﻴﻦ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻏِﺜﻨﺎ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻏِﺜﻨﺎ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻏِﺜﻨﺎ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ ﺗﻨﻘُﺼﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ . ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ . ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ : ﺍﺫﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ ، ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ ، ( ﻭَﻟَﺬِﻛْﺮُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃَﻛْﺒَﺮُ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻳَﻌْﻠَﻢُ ﻣَﺎ ﺗَﺼْﻨَﻌُﻮﻥَ) . ﻣﻦ ﻫﻨـــــﺎ | |
| | | ام عبد الرحمن مديرة الموقع
الدولة : الجزائر الجنس :
عدد المساهمات : 794 نقاط : 5586 تستحق : 7 تاريخ التسجيل : 30/10/2013 الموقع : في ارض الله الواسعة
| موضوع: رد: " يوم عاشوراء" للشيخ عبد الرزاق البدر, حفظه الله, الأربعاء نوفمبر 20 2013, 20:31 | |
| جزاك الله خيرا على هذا الموضوع | |
| | | | " يوم عاشوراء" للشيخ عبد الرزاق البدر, حفظه الله, | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|