الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:
فهذه الآية الكريمة فيها بيان حال أولياء الله، وأنهم لا خوف عليهم ولا حزن عليهم لإيمانهم وتقواهم يقول-جل وعلا-: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [يونس:62]
ثم فسرهم فقال: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ[يونس:63]
فأولياء الله هم أهل الإيمان والتقوى، هم الذين أخلصوا لله العبادة، واستقاموا على دينه واتقوه-جل وعلا-, فأدوا فرائضه وتركوا محارمه ووقفوا عند حدوده، هؤلاء هم أولياء الله، أهل الإيمان والتقوى، أهل البصيرة، أهل الصدق، الذين أخلصوا لله العبادة, ولم يشركوا به شيئا، ثم أدوا فرائضه، وابتعدوا عن محارمه, ووقفوا عند حدوده، هؤلاء هم أولياء الله، ليس عليهم خوف ولا حزن بل لهم الجنة والكرامة والسعادة، في هذه الآية الكريمة أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ[يونس:62-63]
لا خوف عليهم في المستقبل ولا يحزنون على ما خلفوا في الدنيا، وهم المذكورون في قوله- جل وعلا-: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (البينة:
وفي قوله-سبحانه-: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً (الكهف:107-108)، والآيات في هذا المعنى كثيرة.
رحم الله الشيخ بن باز و أحسن منزله عنده