ﺍﻟﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﻡ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ ، ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻫﺎ –
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺧﻄﺮﻫﺎ ﻭﺷﺮﺡ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ .
ﻣﺎ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ؟
ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻛﻤﺎ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻭَﻗَﺎﺗِﻠُﻮﻫُﻢْ ﺣَﺘَّﻰ ﻻ ﺗَﻜُﻮﻥَ ﻓِﺘْﻨَﺔٌ ﻭَﻳَﻜُﻮﻥَ ﺍﻟﺪِّﻳﻦُ ﻛُﻠُّﻪُ ﻟِﻠَّﻪِ [1] ﺃﻱ ﺣﺘﻰ ﻻ
ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺮﻙ ﻭﻗﺎﻝ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ : ﻳَﺴْﺄَﻟُﻮﻧَﻚَ ﻋَﻦِ ﺍﻟﺸَّﻬْﺮِ ﺍﻟْﺤَﺮَﺍﻡِ ﻗِﺘَﺎﻝٍ ﻓِﻴﻪِ ﻗُﻞْ ﻗِﺘَﺎﻝٌ ﻓِﻴﻪِ
ﻛَﺒِﻴﺮٌ ﻭَﺻَﺪٌّ ﻋَﻦْ ﺳَﺒِﻴﻞِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﻛُﻔْﺮٌ ﺑِﻪِ ﻭَﺍﻟْﻤَﺴْﺠِﺪِ ﺍﻟْﺤَﺮَﺍﻡِ ﻭَﺇِﺧْﺮَﺍﺝُ ﺃَﻫْﻠِﻪِ ﻣِﻨْﻪُ ﺃَﻛْﺒَﺮُ ﻋِﻨْﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ
ﻭَﺍﻟْﻔِﺘْﻨَﺔُ ﺃَﻛْﺒَﺮُ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻘَﺘْﻞِ [2] ﻭﺗﻘﻊ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻖ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺟﻞ
ﻭﻋﻼ : ﺫُﻭﻗُﻮﺍ ﻓِﺘْﻨَﺘَﻜُﻢْ ﻫَﺬَﺍ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﺑِﻪِ ﺗَﺴْﺘَﻌْﺠِﻠُﻮﻥَ [3] ﻭﻗﺎﻝ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ : ﺇِﻥَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ
ﻓَﺘَﻨُﻮﺍ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﻭَﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨَﺎﺕِ ﺛُﻢَّ ﻟَﻢْ ﻳَﺘُﻮﺑُﻮﺍ ﻓَﻠَﻬُﻢْ ﻋَﺬَﺍﺏُ ﺟَﻬَﻨَّﻢَ ﻭَﻟَﻬُﻢْ ﻋَﺬَﺍﺏُ ﺍﻟْﺤَﺮِﻳﻖِ [4]
ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻖ ﻓﺘﻨﻮﻫﻢ ﻳﻌﻨﻲ ﻋﺬﺑﻮﻫﻢ . ﻭﺗﻄﻠﻖ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﻭﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ : ﻭَﻧَﺒْﻠُﻮﻛُﻢْ ﺑِﺎﻟﺸَّﺮِّ ﻭَﺍﻟْﺨَﻴْﺮِ ﻓِﺘْﻨَﺔً [5] ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﺍ
ﻭﺍﻣﺘﺤﺎﻧﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ : ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﺃَﻣْﻮَﺍﻟُﻜُﻢْ ﻭَﺃَﻭْﻻﺩُﻛُﻢْ ﻓِﺘْﻨَﺔٌ [6] ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﺍ ﻭﺍﻣﺘﺤﺎﻧﺎ ﺣﺘﻰ
ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﺎﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺘﺠﻨﺐ
ﻣﺤﺎﺭﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻤﻦ ﻳﻨﺤﺮﻑ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﺘﺒﻊ ﻫﻮﺍﻩ . ﻭﺗﻘﻊ ﺃﻳﻀﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻭَﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﻓِﺘْﻨَﺔً ﻻ ﺗُﺼِﻴﺒَﻦَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻇَﻠَﻤُﻮﺍ ﻣِﻨْﻜُﻢْ
ﺧَﺎﺻَّﺔً [7] ﻳﻌﻨﻲ : ﺑﻞ ﺗﻌﻢ .
ﺟﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺃﻧﻬﻢ
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ) ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻈﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻴﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻭﻗﻌﺖ ( ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻘﺘﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﻓﺈﻥ ﻗﻮﻣﺎ ﺟﻬﻠﺔ ﻭﻇﻠﻤﺔ ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﺘﺄﻭﻝ ﺧﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﺷﺘﺒﻬﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻣﻮﺭ
ﻓﺘﺎﺑﻌﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﺸﺒﻪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﺛﻢ
ﻋﻤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﻋﻈﻤﺖ ﻭﺃﺻﺎﺑﺖ ﻗﻮﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﺑﻬﺎ ﺻﻠﺔ ﻭﻟﻴﺴﻮﺍ ﻓﻲ ﺯﻣﺮﺓ
ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺟﺮﻯ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﺑﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻣﺎ
ﺣﺼﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻭﻳﻮﻡ ﺻﻔﻴﻦ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ
ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺑﻌﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺎﻡ ﻗﻮﻡ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ
ﺑﺪﻡ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻗﺪ ﺑﺎﻳﻌﻪ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺭﺍﺑﻌﺎ ﻭﺧﻠﻴﻔﺔ ﺭﺍﺷﺪﺍ ﺗﺴﻠﻴﻤﻬﻢ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﻭﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ
ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻻ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﻭﻭﻋﺪﻫﻢ ﺧﻴﺮﺍ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ
ﺳﻴﺘﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﺍﻵﻥ ﻭﺟﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻞ
ﻭﻳﻮﻡ ﺻﻔﻴﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﺇﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ . ﻭﻫﺬﻩ ﺃﻭﻝ ﻓﺘﻨﺔ ﻭﻗﻌﺖ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﻧﺒﻴﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﺄﺻﺎﺑﺖ ﺟﻤﺎ ﻏﻔﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﻗﺘﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻤﺎﺭ ﺑﻦ ﻳﺎﺳﺮ ﻭﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ
ﺍﻟﻤﺒﺸﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﻗﺘﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻊ ﻏﻔﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻭﻓﻲ ﺻﻔﻴﻦ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ .
ﻭﺗﻘﻊ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﻓﺘﻦ ﻭﻗﻌﺖ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺑﺸﺒﻬﺎﺕ ﻻ ﺃﺳﺎﺱ ﻟﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﻟﻠﺠﻬﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺟﺌﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ
ﻃﻮﺍﺋﻒ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻓﺘﻨﻮﺍ ﺑﺸﺒﻬﺎﺕ ﺃﺿﻠﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺑﺄﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﻓﺘﻨﺔ ﻟﻬﻢ ﻭﻟﻐﻴﺮﻫﻢ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺻﻨﻮﻑ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺴﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﻤﺎ ﺭﻭﻱ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺘﻦ . ﻗﻴﻞ : ﻣﺎ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ؟ ﻗﺎﻝ : ))ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﻧﺒﺄ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﻭﺧﺒﺮ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻛﻢ ﻭﻓﺼﻞ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻜﻢ ((..
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ . ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻓﺘﻦ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﻓﺘﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻛﻞ
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻔﺘﻦ – ﻻ ﺗﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻨﻬﺞ ﺳﻠﻒ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻣﻦ
ﺳﻠﻚ ﺳﺒﻴﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﻬﺪﻯ .
ﻭﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺸﺒﺚ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺳﻠﻤﻬﻢ
ﻭﺣﺮﺑﻬﻢ ﻭﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻣﻮﺭﻫﻢ – ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺎﻝ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ : ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺃَﻃِﻴﻌُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ
ﻭَﺃَﻃِﻴﻌُﻮﺍ ﺍﻟﺮَّﺳُﻮﻝَ ﻭَﺃُﻭﻟِﻲ ﺍﻟْﺄَﻣْﺮِ ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﻓَﺈِﻥْ ﺗَﻨَﺎﺯَﻋْﺘُﻢْ ﻓِﻲ ﺷَﻲْﺀٍ ﻓَﺮُﺩُّﻭﻩُ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺍﻟﺮَّﺳُﻮﻝِ
ﺇِﻥْ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﺗُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺍﻟْﻴَﻮْﻡِ ﺍﻟْﺂﺧِﺮِ ﺫَﻟِﻚَ ﺧَﻴْﺮٌ ﻭَﺃَﺣْﺴَﻦُ ﺗَﺄْﻭِﻳﻠًﺎ [8] ﻳﻌﻨﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﻋﺎﻗﺒﺔ
ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻓﺎﻟﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ
ﻭﺍﻟﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺇﻟﻰ ﺳﻨﺘﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ
ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ : ﻓَﻼ ﻭَﺭَﺑِّﻚَ ﻻ ﻳُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺣَﺘَّﻰ ﻳُﺤَﻜِّﻤُﻮﻙَ ﻓِﻴﻤَﺎ ﺷَﺠَﺮَ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺛُﻢَّ ﻻ
ﻳَﺠِﺪُﻭﺍ ﻓِﻲ ﺃَﻧْﻔُﺴِﻬِﻢْ ﺣَﺮَﺟًﺎ ﻣِﻤَّﺎ ﻗَﻀَﻴْﺖَ ﻭَﻳُﺴَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ [9] ﻭﺗﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻫﻮ ﺗﺤﻜﻴﻢ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺃَﻓَﺤُﻜْﻢَ ﺍﻟْﺠَﺎﻫِﻠِﻴَّﺔِ ﻳَﺒْﻐُﻮﻥَ ﻭَﻣَﻦْ ﺃَﺣْﺴَﻦُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺣُﻜْﻤًﺎ ﻟِﻘَﻮْﻡٍ
ﻳُﻮﻗِﻨُﻮﻥَ [10] ﻓﻤﺎ ﻋﺪﺍ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻗﺎﻝ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ : ﻭَﻣَﻦْ ﻟَﻢْ ﻳَﺤْﻜُﻢْ
ﺑِﻤَﺎ ﺃَﻧْﺰَﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻓَﺄُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢُ ﺍﻟْﻜَﺎﻓِﺮُﻭﻥَ [11] ﻭَﻣَﻦْ ﻟَﻢْ ﻳَﺤْﻜُﻢْ ﺑِﻤَﺎ ﺃَﻧْﺰَﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻓَﺄُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢُ
ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤُﻮﻥَ [12] ﻭَﻣَﻦْ ﻟَﻢْ ﻳَﺤْﻜُﻢْ ﺑِﻤَﺎ ﺃَﻧْﺰَﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻓَﺄُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢُ ﺍﻟْﻔَﺎﺳِﻘُﻮﻥَ [13] ﻓﺎﻟﻤﺨﻠﺺ ﻣﻦ
ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﺍﻟﻤﻨﺠﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺘﻮﻓﻴﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺑﺘﺤﻜﻴﻢ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﺼﻞ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﺑﺴﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺩﺭﺳﻮﻫﻤﺎ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ
ﻭﻋﺮﻓﻮﺍ ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﻤﺎ ﻭﺳﺎﺭﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻓﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﺇﻧﺲ ﻭﻣﻦ ﺟﻦ ﻭﻋﺠﻢ ﻭﻋﺮﺏ ﻭﻣﻦ
ﺭﺟﺎﻝ ﻭﻧﺴﺎﺀ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺤﻜﻤﻮﺍ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺃﻥ ﻳﺴﻴﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ ﺳﻠﻒ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ
ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﻭﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﺍﻓﺘﺮﻕ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﻨﺸﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ
ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺜﻴﺮﻫﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﻭﻣﻦ ﻳﺴﺘﻌﺎﻥ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻌﺎﻥ ﺑﻪ ﻛﻠﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
ﻳﻌﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ . ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ – ﻋﺎﻣﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﺎ
ﻳﺴﺘﺤﻖ – ﻓﻲ ﻋﺪﻭﺍﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻭﺍﺟﺘﻴﺎﺣﻪ ﻟﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻦ ﺗﻬﺪﻳﺪﻩ ﻟﻬﺬﻩ
ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺩﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬـﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻨﺔ
ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ .
ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻔﺎﺟﺮ ﻗﺪ ﺃﺗﻰ ﻣﻨﻜﺮﺍ ﻭﺇﺛﻤﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ
ﻭﻋﺪﻭﺍﻧﺎ ﺳﺎﻓﺮﺍ ﻻ ﻣﺒﺮﺭ ﻟﻪ . ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻣﺤﻜﻤﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻟﻢ ﻳﺠﺰ ﻟﻪ
ﺃﻥ ﻳﻐﺰﻭ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺒﻪ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﻋﻴﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻣﺪﻯ ﺗﺤﻜﻴﻤﻪ ﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ . ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻐﺰﻭ ﺑﻼﺩﺍ ﺁﻣﻨﺔ ﻭﻳﻘﺘﻞ
ﻭﻳﻨﻬﺐ ﻭﻳﺴﺒﻲ ﻭﻻ ﻳﺒﺎﻟﻲ ﻓﺬﻟﻚ ﻣﻨﻜﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﻋﺪﻭﺍﻥ ﺃﺛﻴﻢ ﻻ ﻳﻘﺪﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻳﺆﻣﻦ
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﻠﺒﺲ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻳﻨﺎﻓﻖ ﻭﻳﺪﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ
ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺤﻤﻲ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﺒﻮﺍﺡ ﻭﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ . ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﻋﻦ ﺣﺰﺏ
ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﺑﺬﺓ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻛﺎﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﻠﻬﺎ
ﺿﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﺃﻛﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ . ﻷﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺗﺒﺎﺡ ﺫﺑﺎﺋﺤﻬﻢ
ﻭﻳﺒﺎﺡ ﻃﻌﺎﻣﻬﻢ ﻭﻧﺴﺎﺅﻫﻢ ﺍﻟﻤﺤﺼﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﺪﺓ ﻻ ﻳﺤﻞ ﻃﻌﺎﻣﻬﻢ ﻭﻻ ﻧﺴﺎﺅﻫﻢ ﻭﻫﻜﺬﺍ
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﻨﺴﻬﻢ ﻻ ﺗﺒﺎﺡ ﻧﺴﺎﺅﻫﻢ ﻭﻻ ﻳﺒﺎﺡ ﻃﻌﺎﻣﻬﻢ . ﻓﻜﻞ ﻣﻠﺤﺪ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ
ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻫﻮ ﺷﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ . ﻓﺎﻟﺒﻌﺜﻴﻮﻥ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺒﺬﻭﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻭﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻣﻦ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻴﻦ ﻭﻳﺴﻤﻮﻥ
ﺑﺎﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﻴﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻔﺮﻫﻢ
ﻭﺷﺮﻫﻢ ﺃﻛﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻭﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﻋﺒﺎﺩ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ
ﻭﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﺃﻛﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻣﻴﺰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﻢ ﻭﺇﻥ ﺍﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺮ
ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﻣﺼﻴﺮﻫﻢ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﺇﻥ ﺟﻤﻌﻬﻢ
ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ﻓﻤﺼﻴﺮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ . ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﻮﻥ : ﻓﺈﺫﺍ
ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺒﻌﺜﻲ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻠﻴﻨﺒﺬ ﺍﻟﺒﻌﺜﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻭﻳﺘﺒﺮﺃ ﻣﻨﻬﺎ
ﻭﻳﺘﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻠﻢ ﺻﺪﻗﻪ ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﻭ
ﺍﻟﻔﺎﺟﺮ ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ : ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻢ ﻭﻳﺘﻮﺏ ﻓﻠﻴﻨﺒﺬ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺒﻌﺜﻴﺔ ﻭﻳﺘﺒﺮﺃ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻳﻌﻠﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻳﺮﺩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﻳﺮﺩ ﺍﻟﻤﻈﺎﻟﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ
ﻭﻳﺘﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﻌﻠﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﺴﺤﺐ ﺟﻴﺸﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻭﻳﻌﻠﻦ ﺗﻮﺑﺘﻪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺤﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺻﺪﻗﻪ . ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺃﻥ ﺟﻬﺎﺩﻩ ﻣﻦ
ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﻫﻮ ﺟﻬﺎﺩ ﻟﻌﺪﻭ ﻣﺒﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺘﻘﻢ ﻣﻨﻪ ﻭﺗﺮﺩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺣﺘﻰ ﺗﻬﺪﺃ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺛﺎﺭﻫﺎ ﻭﺑﻌﺜﻬﺎ ﻭﺳﺒﺐ ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﻓﺠﻬﺎﺩﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺘﻌﻴﻦ
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﻣﻦ ﺳﺎﻋﺪﻫﺎ ﺟﻬﺎﺩﻫﻢ ﻟﻪ ﺟﻬﺎﺩ
ﺷﺮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺮﺟﻰ ﻟﻪ ﺇﺫﺍ ﺻﻠﺤﺖ ﻧﻴﺘﻪ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺇﻥ ﻗﺘﻞ ﻭﺍﻷﺟﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺇﻥ
ﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻠﻤﺎ . ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻬﺬﺍ ﺣﻜﻤﻪ ﻣﻌﺮﻭﻑ
ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻷﺩﻟﺔ ﻓﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﻪ ﻗﺮﺍﺭ ﻫﻴﺌﺔ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻠﻀﺮﻭﺭﺓ ﺇﺫﺍ ﺩﻋﺖ ﺇﻟﻰ
ﺫﻟﻚ ﻟﺮﺩ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﻐﺎﺷﻢ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺷﺮﻩ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ
ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﺮﺩﻋﻪ ﺟﺎﺯ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻤﻦ ﻳﻈﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﻨﻮﻥ ﻭﻳﺴﺎﻋﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻒ
ﺷﺮﻩ ﻭﺭﺩﻉ ﻋﺪﻭﺍﻧﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ ﺑﻪ ﻳﻬﻮﺩﻳﺎ ﺃﻭ ﻧﺼﺮﺍﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﻭﺛﻨﻴﺎ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ
ﺭﺃﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻧﺠﺪﺓ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻟﺼﺪ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ . ﻭﻗﺪ
ﻭﻗﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﺍﺳﺘﻌﺎﻥ ﺑﻤﻄﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺪﻱ ﻟﻤﺎ
ﺭﺟﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻭﺧﺎﻑ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﻋﻤﻪ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺭ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﻓﻠﻢ
ﻳﺴﺘﺠﻴﺒﻮﺍ ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺭ ﺑﺎﻟﻤﻄﻌﻢ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺣﻤﺎﻩ ﻟﻤﺎ ﺩﻋﺖ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ
ﺫﻟﻚ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻰ
ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺠﻴﺮﻭﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻎ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺭﺑﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻮﻉ
ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﻥ ﺑﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺭﻳﻘﻂ ﻓﻲ ﺳﻔﺮﻩ ﻭﻫﺠﺮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ – ﻭﻫﻮ ﻛﺎﻓﺮ –
ﻟﻤﺎ ﻋﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﺻﺎﻟﺢ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﺃﻥ ﻻ ﺧﻄﺮ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻳﻮﻡ ﺑﺪﺭ )) ﻻ
ﺃﺳﺘﻌﻴﻦ ﺑﻤﺸﺮﻙ(( ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻻ ﺗﺴﺘﻌﻴﻨﻮﺍ ﺑﻞ ﻗﺎﻝ : )) ﻻ ﺃﺳﺘﻌﻴﻦ(( ﻷﻧﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺘﺎﺝ ﻟﻬﻢ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻣﻌﻪ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺬﻱ
ﺭﺩﻩ ﺣﺘﻰ ﺃﺳﻠﻢ . ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﺳﺘﻌﺎﻥ ﺑﺪﺭﻭﻉ ﻣﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ ﺑﻦ ﺃﻣﻴﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ
ﻗﻮﻣﻪ ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻏﺼﺒﺎ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻘﺎﻝ : )) ﻻ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﺎﺭﻳﺔ ﻣﻀﻤﻮﻧﺔ (( ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﻥ ﺑﺎﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ
ﺧﻴﺒﺮ ﻟﻤﺎ ﺷﻐﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺙ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﺗﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻓﻲ ﺧﻴﺒﺮ
ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻮﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻧﺨﻴﻠﻬﺎ ﻭﺯﺭﻭﻋﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺼﻒ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ﻟﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﻬﻮﺩ ﻟﻤﺎ
ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ . ﻓﺎﺳﺘﻌﺎﻥ ﺑﻬﻢ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺃﻗﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺧﻴﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﺮﻍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ
ﻷﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺧﻴﺒﺮ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻋﻤﺮ ﻓﺄﺟﻼﻫﻢ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ . ﺛﻢ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ : ﻭَﻗَﺪْ ﻓَﺼَّﻞَ ﻟَﻜُﻢْ ﻣَﺎ ﺣَﺮَّﻡَ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﺇِﻻ ﻣَﺎ ﺍﺿْﻄُﺮِﺭْﺗُﻢْ ﺇِﻟَﻴْﻪِ [14]
ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﺿﻄﺮﻭﺍ ﻟﻌﺪﻭ ﺷﺮﻩ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺃﻣﻜﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻭ
ﺁﺧﺮ ﺃﺷﺮ ﻣﻨﻪ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ . ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻼﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﺜﻴﻴﻦ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﻬﻢ ﺃﺷﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ
ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﺪﺓ ﻛﻠﻬﻢ ﺃﺷﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺷﺮﻫﻢ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻓﺎﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ
ﺍﻟﻌﺎﺭﺿﺔ ﺑﻄﻮﺍﺋﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻟﺼﺪ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻷﺷﺮ ﻭﺍﻷﺧﺒﺚ ﻟﺪﻓﻊ ﻋﺪﻭﺍﻧﻪ
ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺷﺮﻩ ﺃﻣﺮ ﺟﺎﺋﺰ ﺷﺮﻋﺎ ﺣﺴﺐ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﺍﻟﻘﻌﻮﺩ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻤﻌﺮﻭﻑ
ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺗﻔﺼﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ : ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ))ﺇﻧﻬﺎ
ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻓﺘﻦ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺷﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﺷﻲ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﺎﻋﻲ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺸﺮﻑ ﻟﻬﺎ ﺗﺴﺘﺸﺮﻓﻪ ﻓﻤﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺫ ﺑﻤﻠﺠﺄ ﺃﻭ ﻣﻌﺎﺫ ﻓﻠﻴﻔﻌﻞ ((
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ
ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻞ ﻫﻲ ﻣﻠﺘﺒﺴﺔ ﻓﻬﺬﻩ ﻳﺠﺘﻨﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺄﻱ ﻣﻠﺠﺄ ﻭﻣﻦ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : )) ﻳﻮﺷﻚ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﻴﺮ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﻏﻨﻢ ﻳﺘﺒﻊ ﺑﻬﺎ ﺷﻌﻒ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻭﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻘﻄﺮ ﻳﻔﺮ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻦ(( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻤﺎ ﺳﺌﻞ : ﺃﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻓﻀﻞ ؟ ﻗﺎﻝ
)) ﻣﺆﻣﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ (( ﻗﻴﻞ ﺛﻢ ﻣﻦ ؟ ﻗﺎﻝ )) ﻣﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﺷﻌﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺎﺏ
ﻳﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺪﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺷﺮﻩ(( ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻋﻨﺪ ﺧﻔﺎﺀ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ
ﺃﻥ ﻳﺠﺘﻨﺒﻬﺎ ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻇﻬﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻤﺒﻄﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻖ ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻥ
ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺤﻖ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﺿﺪ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻭﺿﺪ ﺍﻟﻤﺒﻄﻞ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ )) ﺍﻧﺼﺮ ﺃﺧﺎﻙ ﻇﺎﻟﻤﺎ ﺃﻭ ﻣﻈﻠﻮﻣﺎ(( ﻗﻴﻞ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻴﻒ ﺃﻧﺼﺮﻩ ﻇﺎﻟﻤﺎ ؟ ﻗﺎﻝ
)) ﺗﺤﺠﺰﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻓﺬﻟﻚ ﻧﺼﺮﻩ(( ﺃﻱ ﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺼﺮ . ﻭﻟﻤﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ
ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﺷﺘﺒﻬﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﺄﺧﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ
ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻛﺴﻌﺪ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻭﻗﺎﺹ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻤﺔ
ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻛﻤﻞ
ﻗﺎﺗﻠﻮﺍ ﻣﻊ ﻋﻠﻲ . ﻷﻧﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺘﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﻧﺎﺻﺮﻭﻩ ﺿﺪ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻭﺿﺪ ﺍﻟﺒﻐﺎﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻟﻤﺎ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺃﻥ ﻋﻠﻴﺎ ﻣﻈﻠﻮﻡ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺮ ﻭﺃﻧﻪ ﻫﻮ
ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻊ ﻭﺃﻥ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺑﻐﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻘﺘﻞ
ﻋﺜﻤﺎﻥ . ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ : ﻭَﺇِﻥْ ﻃَﺎﺋِﻔَﺘَﺎﻥِ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﺍﻗْﺘَﺘَﻠُﻮﺍ
ﻓَﺄَﺻْﻠِﺤُﻮﺍ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻤَﺎ ﻓَﺈِﻥْ ﺑَﻐَﺖْ ﺇِﺣْﺪَﺍﻫُﻤَﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﺄُﺧْﺮَﻯ ﻓَﻘَﺎﺗِﻠُﻮﺍ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﺗَﺒْﻐِﻲ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﺎﻋﺘﺰﻟﻮﺍ
ﻗﺎﻝ : ﻓَﻘَﺎﺗِﻠُﻮﺍ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﺗَﺒْﻐِﻲ ﺣَﺘَّﻰ ﺗَﻔِﻲﺀَ ﺇِﻟَﻰ ﺃَﻣْﺮِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻓَﺈِﻥْ ﻓَﺎﺀَﺕْ ﻓَﺄَﺻْﻠِﺤُﻮﺍ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻤَﺎ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ
ﻭَﺃَﻗْﺴِﻄُﻮﺍ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳُﺤِﺐُّ ﺍﻟْﻤُﻘْﺴِﻄِﻴﻦَ [15] ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ
ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ﻓَﻘَﺎﺗِﻠُﻮﺍ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﺗَﺒْﻐِﻲ ﺣَﺘَّﻰ ﺗَﻔِﻲﺀَ ﺇِﻟَﻰ ﺃَﻣْﺮِ ﺍﻟﻠَّﻪِ [16] ﻭﺍﻟﺒﺎﻏﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺍﻟﻤﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻲ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﺒﻬﺬﺍ ﻧﺼﺮﻫﻢ ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
ﻧﺼﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﺎ ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﻣﻌﻪ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ . ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ : ))ﺗﻤﺮﻕ ﻣﺎﺭﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻦ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺗﻘﺘﻠﻬﻢ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺘﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻓﻘﺘﻠﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﺎﺗﻀﺢ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻧﻬﻢ
ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺘﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﻖ .(( ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﻋﻤﺎﺭ : ))ﺗﻘﺘﻞ ﻋﻤﺎﺭﺍ
ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﺒﺎﻏﻴﺔ(( ﻓﻘﺘﻠﻪ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﻭﻗﻌﺔ ﺻﻔﻴﻦ . ﻓﻤﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﻐﺎﺓ ﻟﻜﻦ
ﻣﺠﺘﻬﺪﻭﻥ ﻇﻨﻮﺍ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺼﻴﺒﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺪﻡ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻇﻦ ﻃﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻭﻣﻌﻬﻢ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺼﻴﺒﻮﺍ ﻓﻠﻬﻢ ﺃﺟﺮ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭﻓﺎﺗﻬﻢ ﺃﺟﺮ
ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ . ﻭﻋﻠﻲ ﻟﻪ ﺃﺟﺮ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭﺃﺟﺮ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ
ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﺃﺩﻟﺘﻪ ﻣﻦ
ﻗﺎﺽ ﺃﻭ ﻣﺼﻠﺢ ﺃﻭ ﻣﺤﺎﺭﺏ ﻓﻠﻪ ﺃﺟﺮﺍﻥ ﺇﻥ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺃﺟﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﺇﻥ ﺃﺧﻄﺄ ﺍﻟﺤﻖ
ﺃﺟﺮ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ))ﺇﺫﺍ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﺎﺟﺘﻬﺪ ﻓﺄﺻﺎﺏ ﻓﻠﻪ
ﺃﺟﺮﺍﻥ ﻭﺇﺫﺍ ﺣﻜﻢ ﻓﺎﺟﺘﻬﺪ ﻭﺃﺧﻄﺄ ﻓﻠﻪ ﺃﺟﺮ(( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻪ ﻓﻜﻞ ﻓﺘﻨﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ
ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻋﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﻊ
ﺍﻟﻤﺤﻖ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﺿﺪ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻭﺿﺪ ﺍﻟﻤﺒﻄﻞ ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻳﻨﺼﺮ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺗﺴﺘﻘﻴﻢ ﺃﻣﻮﺭ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﺮﺗﺪﻉ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻋﻦ ﻇﻠﻤﻪ ﻭﻳﻌﻠﻢ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺤﻖ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺛﻢ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻋﻤﻼ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ﻭَﺗَﻌَﺎﻭَﻧُﻮﺍ
ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﺒِﺮِّ ﻭَﺍﻟﺘَّﻘْﻮَﻯ ﻭَﻻ ﺗَﻌَﺎﻭَﻧُﻮﺍ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﺈِﺛْﻢِ ﻭَﺍﻟْﻌُﺪْﻭَﺍﻥِ [17] ﻓﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﺒﺎﻏﻲ ﻭﻗﺘﺎﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ
ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻗﺘﺎﻝ ﻣﻦ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻈﻠﻤﻪ ﻭﻛﻔﺮﻩ ﺣﻖ ﻭﺑﺮ
ﻭﻧﺼﺮ ﻟﻠﻤﻈﻠﻮﻡ ﻭﺭﺩﻉ ﻟﻠﻈﺎﻟﻢ ﻓﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﺼﺪﺍﻡ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻬﺪﻯ
ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺒﺬﻟﻮﺍ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﻗﺘﺎﻟﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻴﻨﻮﺍ ﺑﺄﻱ ﺟﻬﺔ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻧﻬﺎ
ﺗﻨﻔﻊ ﻭﺗﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺭﺩﻉ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻭﻛﺒﺢ ﺟﻤﺎﺣﻪ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺗﺨﻠﻴﺺ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺷﺮﻩ
ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﻴﻦ ﻭﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﻟﻠﻈﺎﻟﻢ ﻳﻠﻌﺐ ﺑﻬﻢ ﺑﺄﻱ
ﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺑﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺮﺩﻉ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻭﺃﻥ ﻳﻨﺼﺮ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ .
ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻘﻬﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﻴﺮﺓ ﻓﻴﻤﺎ
ﻳﺄﺗﻮﻥ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺬﺭﻭﻥ ﻭﺃﻥ ﻳﺤﻜﻤﻮﺍ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ،
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﻣﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔﺘﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺷﺊ ﻓﺤﻜﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ [18] ﺍﻵﻳﺔ، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ ﻓﺈﻥ ﺗﻨﺎﺯﻋﺘﻢ ﻓﻲ ﺷﺊ ﻓﺮﺩﻭﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺍﻵﺧﺮ [19] ﺍﻵﻳﺔ، ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﺳﻮﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻟﻠﺤﻖ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪ ﻭﺟﻪ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺬ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﺤﺬﺭﻭﺍ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻳﻬﻮﻱ ﺑﺄﻫﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻭَﻻ ﺗَﺘَّﺒِﻊِ ﺍﻟْﻬَﻮَﻯ ﻓَﻴُﻀِﻠَّﻚَ ﻋَﻦْ ﺳَﺒِﻴﻞِ ﺍﻟﻠَّﻪِ [20]
ﻭﻗﺎﻝ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ : ﻓَﺈِﻥْ ﻟَﻢْ ﻳَﺴْﺘَﺠِﻴﺒُﻮﺍ ﻟَﻚَ ﻓَﺎﻋْﻠَﻢْ ﺃَﻧَّﻤَﺎ ﻳَﺘَّﺒِﻌُﻮﻥَ ﺃَﻫْﻮَﺍﺀَﻫُﻢْ ﻭَﻣَﻦْ ﺃَﺿَﻞُّ ﻣِﻤَّﻦَ
ﺍﺗَّﺒَﻊَ ﻫَﻮَﺍﻩُ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﻫُﺪًﻯ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻻ ﻳَﻬْﺪِﻱ ﺍﻟْﻘَﻮْﻡَ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤِﻴﻦَ [21] ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳﻈﻦ
ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺫﻭ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺻﺪﺍﻣﺎ ﺗﺮﻙ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻓﻌﺎﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻓﺴﺎﺩﺍ ﻭﺳﺎﻋﺪﻩ
ﻣﻦ ﻣﺎﻷﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻃﻠﻪ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻟﻮ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺧﻄﻄﻪ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﻓﻀﻠﻪ ﻭﺇﺣﺴﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﺗﻨﺒﻪ ﻭﻻﺓ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻟﺨﺒﺜﻪ ﻭﺷﺮﻩ ﻭﻣﺎ ﺍﻧﻄﻮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﻣﺎ ﺃﺳﺴﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﺎﺳﺘﻌﺎﻧﻮﺍ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﺑﻪ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﻭﺍﻟﺒﻼﺩ ﺣﺘﻰ ﺃﺑﻄﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻴﺪﻩ ﻭﺻﺪﻩ ﻋﻦ ﻧﻴﻞ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ . ﻭﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﺴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ
ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻔﻴﻨﺎ ﺷﺮﻩ ﻭﺷﺮ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺃﻥ ﻳﻨﺼﺮ ﺟﻴﻮﺷﻨﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺳﺎﻋﺪﻫﻢ
ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺟﻊ ﻋﻦ ﻇﻠﻤﻪ ﻭﻳﺴﺤﺐ ﺟﻴﺸﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻭﻳﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ
ﺣﺪﻩ ﻛﻤﺎ ﻧﺴﺄﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﻖ ﺟﻴﻮﺷﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻟﻠﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻔﻴﻨﺎ ﺷﺮ
ﺫﻧﻮﺑﻨﺎ ﻭﺷﺮ ﺗﻘﺼﻴﺮﻧﺎ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻔﻴﻨﺎ ﺷﺮ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻜﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻥ ﻳﺮﺩﻫﻢ
ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻭﻧﺤﻦ ﺳﺎﻟﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﺮﻫﻢ ﻭﺃﻥ ﻳﻬﺪﻱ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﺒﻘﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺃﻥ ﻳﻨﻘﺬﻫﻢ ﻣﻤﺎ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻳﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﺃﻥ ﻳﺮﺩﻫﻢ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻔﻴﻨﺎ ﺷﺮﻫﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺜﻴﻴﻦ ﻭﻧﺼﺎﺭﻯ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻳﻬﻢ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻭﻳﻜﻔﻴﻨﺎ ﺷﺮﻫﻢ ﻭﻳﺒﻌﺪ ﻣﻦ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩﻩ ﺑﻌﺪ
ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺟﻴﺸﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪ ﻟﻪ ﻭﺃﻥ
ﻳﺨﺘﺎﺭ ﻟﻠﻌﺮﺍﻕ ﺭﺟﻼ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻳﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﻢ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﻧﺴﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﻢ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻘﻮﺩﻫﻢ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻔﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺷﺮ ﻭﻻﺗﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺎﻟﻔﻮﻥ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﺼﻠﺢ ﻭﻻﺓ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻗﺎﺩﺗﻬﻢ ﻭﻳﻬﺪﻳﻬﻢ ﺻﺮﺍﻃﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ﻭﺃﻥ ﻳﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻲ
ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺧﻴﺎﺭﻫﻢ ﻭﺃﻥ ﻳﺼﻠﺢ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻔﻴﻨﺎ ﺷﺮ ﺫﻧﻮﺑﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ
ﻭﺃﻥ ﻳﻤﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻨﺼﻮﺡ ﻭﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﺑﺎﻟﻜﻮﻳﺖ ﻭﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ
ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻣﻮﻋﻈﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻭﺳﺒﺒﺎ ﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻳﻘﻈﺘﻬﻢ
ﻭﺃﻥ ﻳﻮﻓﻖ ﺣﻜﻮﻣﺘﻨﺎ ﻟﻜﻞ ﺧﻴﺮ ﻭﺃﻥ ﻳﻌﻴﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺠﻴﺶ
ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﻨﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻱ ﺟﻴﺮﺍﻧﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ
ﻟﻠﺘﻤﺴﻚ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﺠﻤﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﺃﻥ ﻳﻌﻴﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﻌﻴﺬﻫﻢ ﻣﻦ ﻣَﻦْ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺑﻴﻦ ﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺿﺪ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻟﻰ ﺿﺪ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ .
ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﻄﻞ ﻛﻴﺪ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻔﺮﻕ ﺷﻤﻠﻬﻢ ﻭﻳﻮﻓﻖ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺭﺿﺎﻩ
ﻭﺃﻥ ﻳﺼﻠﺢ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺃﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﻛﻠﻤﺘﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣﻌﺸﺮ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻬﺪﻯ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻔﻴﻨﺎ ﺷﺮ ﺃﻋﺪﺍﺋﻨﺎ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺇﻧﻪ ﺟﻮﺍﺩ
ﻛﺮﻳﻢ ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ
ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ .
-—————————————————————
[1] ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﻔﺎﻝ ﺍﻵﻳﺔ .39
[2] ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻵﻳﺔ .217
[3] ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﺍﺭﻳﺎﺕ ﺍﻵﻳﺔ .14
[4] ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﺮﻭﺝ ﺍﻵﻳﺔ .10
[5] ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻵﻳﺔ .35
[6] ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻐﺎﺑﻦ ﺍﻵﻳﺔ .15
[7] ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﻔﺎﻝ ﺍﻵﻳﺔ .25
[8] ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻵﻳﺔ .59
[9] ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻵﻳﺔ .65
[10] ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺍﻵﻳﺔ .50
[11] ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺍﻵﻳﺔ .44
[12] ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺍﻵﻳﺔ .45
[13] ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺍﻵﻳﺔ .47
[14] ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﺍﻵﻳﺔ .119
[15] ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﺕ ﺍﻵﻳﺔ .9
[16] ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﺕ ﺍﻵﻳﺔ .9
[17] ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺍﻵﻳﺔ .2
[18] ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﻵﻳﺔ .10
[19] ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻵﻳﺔ .59
[20] ﺳﻮﺭﺓ ﺹ ﺍﻵﻳﺔ .26
[21] ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻵﻳﺔ .50