ﺍﺑﻦ ﺑﺎﺯ : ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻭﺍﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻭﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ﻭﺧﻴﻤﺔ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻲ
ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ : ﻭَﻣَﻦْ ﻳَﻈْﻠِﻢْ ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﻧُﺬِﻗْﻪُ ﻋَﺬَﺍﺑﺎً ﻛَﺒِﻴﺮﺍً ] ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ : [19 ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ﻭَﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤُﻮﻥَ ﻣَﺎ ﻟَﻬُﻢْ ﻣِﻦْ ﻭَﻟِﻲٍّ ﻭَﻻ ﻧَﺼِﻴﺮٍ ] ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ : [8، ﻓﺎﻟﻈﻠﻢ
ﻣﻨﻜﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ﻭﺧﻴﻤﺔ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :- ) ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ (، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ - ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﺪﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩ
ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :- ) ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩﻱ! ﺇﻧﻲ ﺣﺮﻣﺖ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ،
ﻭﺟﻌﻠﺘﻪ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻣﺤﺮﻣﺎً ﻓﻼ ﺗﻈﺎﻟﻤﻮﺍ ( .
ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻷﻫﻠﻚ ﻟﺰﻭﺟﺘﻚ، ﻹﺧﻮﺍﻧﻚ ﻷﻭﻻﺩﻙ ﻷﻣﻚ
ﻷﺑﻴﻚ ﻟﺠﻴﺮﺍﻧﻚ ﻟﻐﻴﺮﻫﻢ ﺃﻭ ﻟﻌﻤﺎﻟﻚ ﻻ ﺗﻈﻠﻤﻬﻢ، ﺃﻋﻄﻬﻢ ﺃﺟﻮﺭﻫﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ، ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺷﻬﺮ
ﺃﻋﻄﻪ ﺃﺟﺮﺗﻪ ﺇﺫﺍ ﻃﻠﺐ ﺫﻟﻚ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺃﺟﺮﻩ، ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺃﺟﺮﻫﺎ، ﺗﻌﻄﻲ
ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺃﺟﺮﻩ، ﺗﻌﻄﻲ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻙ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻭﺯﻭﺟﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ
ﺃﻥ ﺗﺤﺬﺭ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺃﻭ ﻣﺎﻝ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ، ﻷﻱ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺮّﻡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻭﺃﻋﺮﺍﺿﻬﻢ، ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻦ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﺘﻘﻲ ﺭﺑﻪ، ﻓﻼ ﻳﻈﻠﻢ
ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻻ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ، ﻻ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﻭﻻ ﻓﻲ ﻣﺎﻝ ﻭﻻ ﻓﻲ ﻋﺮﺽ .
————————————
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﻫﻞ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﻠﻤﻈﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻇﻠﻤﻪ، ﻭﻫﻞ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻥ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺠﺎﺏ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ؟
ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ – ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ : ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻟﻤﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﻇﻠﻤﻪ
ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ » ﺍﺗﻘﻲ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻬﺎ
ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺠﺎﺏ «
ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻻ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻟﻤﻪ ﻭﻣﺼﺎﺭﺣﺘﻪ ﺇﻣﺎ ﻷﻧﻪ ﻗﺮﻳﺐ ﻟﻪ ﺃﻭ ﺻﺪﻳﻖ
ﺃﻭ ﺯﻋﻴﻢٌ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻣﻌﻪ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ .. ﻓﺤﻴﻨﺌﺬٍ ﻻ ﻣﻠﺠﺄ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻜﻦ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً
ﻳﺘﻬﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺷﺨﺼﺎً ﺑﺄﻧﻪ ﺃﺳﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻬﻞ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺘّﻬﻢ
ﺃﻭ ﻳﻘﻴّﺪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻼﻥ ﻇﻠﻤﻨﻰ ﺃﻭ ﺃﺳﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻓﻰ ﻛﺬﺍ ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺩﻋﻮﺗﻪ؟
ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ ﺃﻭ ﺍﻷﻭﻝ؟
ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ .. ﻳﻌﻨﻲ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﺜﻼً ﺑﺄﻧﻪ ﺃﺻﺎﺏ ﺷﺨﺼﺎً ﺑﻌﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﺻﺎﺏ ﺷﺨﺼﺎً
ﺑﺴﺮﻩ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻷﻧﻪ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻴﻨﺔ ﻭﻻ ﻋﻨﺪﻩ ﺩﻟﻴﻞ ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺋﻦ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﺳﺎﺀ ﻓﻬﻨﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﻞ
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻼﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﺻﺎﺑﻨﻲ ﻭﺗﺪﻋﻮ )ﺑﻤﺎ ﺗﺮﻯ ﺃﻧﻚ ﺳﺘﺪﻋﻮﻩ ( ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻮ ﺻﺒﺮ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﺣﺘﺴﺐ ﻭﻭﻛﻞ ﺃﻣﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﺧﻴﺮﺍ