بسم الله الرحمن الرحيم
بعض الفوائد من تفسير
الإمام العلامة محمد بن صالح العثيمين
للأية 62 من سورة البقرة
قال الله - سبحانه وتعالى -
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
الفوائد المنتقاه من تفسير العلامة العثيمين - رحمه الله - :
الفائدة الأولى :
قوله تعالى : (والصابئين) : اختلف فيهم على عدة أقوال ، فمن العلماء من يقول : إن الصابئين فرقة من النصارى ، ومنهم من يقول : إنها فرقة من اليهود ، ومنهم من يقول إنها فرقة من المجوس ، ومنهم من يقول إنها أمة مستقلة تدين بدين خاص بها ، ومنهم من يقول : إنهم من لا دين لهم : كانوا على الفطرة ، ولا يتدينون بدين - وهذا هو الأقرب ، فإذا أرسل إليهم الرسل فأمنوا بالله واليوم الآخر ثبت لهم انتفاء الخوف ، والحزن ، كغيرهم من الطوائف الذين ذكروا معهم .
الفائدة الثانية :
(الخوف) هو الهم مما يستقبل ، و(الحزن) هو الغم على ما فات من محبوب ، أو ما حصل من مكروه ، ولهذا يقال لمن أصيب بمصيبة : (إنه لمحزون) ، ويقال لمن يتوقع أمراً مرعباً ، أو مروعاً : (إنه خائف) ، وقد يطلق (الحزن) على الخوف مما يستقبل ، كقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه وهما في الغار : (لا تحزن إن الله معنا) فالمراد - والله أعلم - لا تخف ، فقوله تعالى : (ولا خوف عليهم) أي من كل مما يخاف في المستقبل : من عذاب القبر ، وعذاب النار ، وغير ذلك .
الفائدة الثالثة :
لا فرق في ذلك بين جنس وآخر ، فالذين هادوا ، والنصارى ، والصابئون مثل المؤمنين إذا آمنوا بالله ، واليوم الآخر - وإن كان المؤمنون من هذه الآية يمتازون على غيرهم بأنهم أكثر أجراً.
المصدر :
تفسير القرآن الكريم
[سورة الفاتحة والبقرة]
المجلد الأول صـ 222 - 223