الـغــيـــرة
الغيرةُ التي صار كثيرٌ من أبناءِ عصرنا لايفتقدونها فحسب ، بل يعتبرونها من مظاهرِ التخلفِ والجهلِ ، فعمت بذلك المصائبُ ، وكثرُ الانحطاط الأخلاقيُ ، واسْتُرخصت الأعراضُ ، وأصبحت النساءُ كأنهن عارضاتُ أزياء بل أقل من ذلك ، إلا من رحم الله . وأما الشباب اليوم فيرى الواحد منهم أختَه أو زوجته تلبس البنطالَ الضيقَ ، قد أبرزت مفاتنها وتعطرت ، وتعددت ألوان ملابسها وتزخرفت ، وقد مزقت ثوب الحياءِ ورائها وتركته ، ولا يحرك ذلك فيه شيئا ! . أميتٌ هو ؟ أليس تثارُ شهوته عندما يرى امرأة تلبس كلباس أخته أو زوجته ؟ بل ربما دفعته حرارة الشهوة إلى التحرش والاغتصاب ؟ وإلا فليس أقل من أن تكون مادة حلمه في ليله . أستحضر هذا الواقع الأليم ، ثم أقارنه بحال أعرابيٍ رجلٍ من أعراب الجاهلية ، لما رأى من ينظرُ إلى زوجتِهِ نظرَ الشهوة طلق زوجته ، فعوتب في ذلك فأنشد : وأتـرك حبـهـــا مــن غيـــر بغــــضٍ وذاك لكثــــرة الشركــــاء فيــــــــه إذا وقـــع الذبــــاب علـــى طعــــامٍ رفعـــت يــــدي ونفســـي تشتهيه وتجـتنـــب الأســــود ورود مــــــــاءٍ إذا رأت الكـــــلاب ولغـــــن فيــــــه