تعانى كثير من الأمهات من "شقاوة الأبناء"، حيث يرفض الطفل البقاء فى مكان، وتزداد رغبته فى الحركة واللعب بكثرة، وتعتقد بعض الأمهات أن هذا عدم طاعة من الطفل فى حين أن تلك الحالة قد تكون مرضية، لذلك يجب على الأمهات أن يكن قادرين على التفريق بين "شقاوة الأطفال العادية"، وبين الإصابة النفسية التى تؤثر على حركة الطفل.
قال الدكتور هشام عبد الرحمن أخصائى الطب النفسى للأطفال والمراهقين، إن الطفل قد يعانى من مشاكل سلوكية والتى تظهر بسن مبكرة -غالبا قبل العاشرة- وتسمى تلك الإصابة بفرط الحركة وقصور الانتباه ADHD.
وأضاف أن كثيرا من الأطفال قد يعانون من ذلك المرض، إلا أن الآباء والمعلمين قد لا يدركون هذا بسبب قلة الخبرة، أو عن عدم المعرفة بالمرض.
وأشار إلى أن الطفل المصاب بفرط الحركة وتشتت الانتباه، دائما متهما بأنه "عديم الرباية" والمشاغبة، وأنه "بليد"، على الرغم من أن الطفل يكون مريضا، وتؤثر تلك الحالة على أدائه الدراسى، وعلاقاته الاجتماعية، وفى حاجة إلى دعم أسرى، مضيفا أن الأسرة أيضا تعانى من التعامل مع الطفل المريض، وتؤدى تصرفاته أحيانا إلى زيادة القسوة عليه، مما يسبب ضغطا نفسيا بدون طائل.
وعن أعراض إصابة الطفل بهذا المرض، أوضح دكتور هشام، أن الطفل يكون كثير الحركة بصورة غير طبيعية، بالإضافة إلى ضعف الانتباه، وعدم القدرة على التذكر، أو البقاء فى مكان ما لفترة قصيرة، مضيفا أن هؤلاء الأطفال لا يستطيعون إنهاء نشاط واحد مما يفعلونه، وعادة لا يتذكرون الأماكن التى وضعوا بها أدواتهم وأى تعليمات تطلب منهم، ويتحول أحيانا إلى عنف، بالإضافة إلى الحركة الزائدة.
وأكد أن هؤلاء الأطفال مندفعون فهم لا يستطيعون انتظار دورهم، بل يندفعون لأخذ ما لغيرهم، بالإضافة إلى أنهم لا ينتظرون أن يكمل الآخر حديثه، فهو يندفع متحدثا، مشيرا إلى أن الطبيب النفسى هو من يستطيع تشخيص هذه الإصابة، ويحتاج الطبيب فى تلك الحالة أن يقوم باجراء بعض الاستبيانات مع الطفل، وذلك لتحديد إصابته بفرط الحركة، أو بأحد الأمراض النفسية الأخرى كالقلق.
وأوضح هشام أن العلاج يعتمد على ثلاثة محاور، الأول من خلال المساعدة من الأخصائى الاجتماعى داخل المدرسة، لأن هؤلاء الأطفال يعانون من مشاكل فى التعليم، حيث يجب أن يحصل على عناية، خاصة داخل المدرسة، مشيرا إلى أن المحور الثانى للعلاج يتجه إلى محاولة تقييم سلوك الطفل، ويتم هذا من خلال تأهيل الأسرة لتعامل مع الطفل، ويعتمد على نظرية الثواب والعقاب فإذا أحسن الطفل التصرف يجب أن يثاب، وإن أهمل يجب أن يعاقب.
وأضاف هشام أن المحور الثالث لعلاج الطفل يكون باستخدام العقاقير الطبية، التى تقلل من حركة الطفل، وتزيد من قدرته على التركيز إلا أنه لا يفضل اللجوء إليها دائما.