ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ
ﺃﺗﺪﺭﻭﻥ ﻣﺎ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ؟ !
ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔِ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺮ ﺑﻞ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﻣﻊ ﻏﺎﻳﺔِ ﺍﻷﻣﻦ !
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼّﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴّﻢ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - :
ﻭ ﻣﻤّﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳُﻌﻠﻢَ ﺃﻥَّ ﻣَﻦْ ﺭَﺟﺎ ﺷﻴﺌﺎً ﺍﺳﺘﻠﺰﻡَ ﺭﺟﺎﺅﻩ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﻮﺭٍ :
ﺃﺣﺪﻫﺎ : ﻣﺤﺒﺔُ ﻣﺎ ﻳﺮﺟﻮﻩ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺧﻮﻓُﻪ ﻣِﻦْ ﻓﻮﺍﺗِﻪِ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺳﻌﻴُﻪُ ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻠِﻪِ ﺑﺤﺴﺐِ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺭﺟﺎﺀٌ ﻻ ﻳُﻘﺎﺭﻧُﻪُ ﺷﻲﺀٌ ﻣِﻦ ﺫﻟﻚ ؛ ﻓﻬﻮ ﻣِﻦْ ﺑﺎﺏِ ﺍﻷﻣﺎﻧِﻲِّ .
ﻭ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀُ ﺷﻲﺀٌ ﻭ ﺍﻷﻣﺎﻧِﻲ ﺷﻲﺀٌ ﺁﺧَﺮُ؛ ﻓﻜﻞُّ ﺭﺍﺝٍ ﺧﺎﺋﻒٌ، ﻭ ﺍﻟﺴﺎﺋﺮُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﺫﺍ ﺧﺎﻑَ ، ﺃﺳﺮﻉَ ﺍﻟﺴﻴﺮَ ﻣﺨﺎﻓﺔَ
ﺍﻟﻔﻮﺍﺕِ.
ﻭ ﻓﻲ " ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱِّ " ﻣِﻦ ﺣﺪﻳﺚِ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓَ؛ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝَ ﺭﺳﻮﻝُ ﺍﻟﻠﻪِ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ - : " ﻣَﻦ ﺧَﺎﻑَ
ﺃَﺩْﻟَﺞَ ، ﻭَ ﻣَﻦْ ﺃَﺩْﻟَﺞَ ﺑَﻠَﻎَ ﺍﻟﻤَﻨْﺰِِﻝَ ، ﺃﻟَﺎ ﺇﻥَّ ﺳِﻠْﻌَﺔَ ﺍﻟﻠﻪِ ﻏَﺎﻟِﻴَﺔٌ ، ﺃﻻ ﺇﻥَّ ﺳِﻠْﻌَﺔَ ﺍﻟﻠﻪِ ﺍﻟﺠَﻨَّﺔُ "
ﻭ ﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﺟﻌﻞَ ﺍﻟﺮَّﺟﺎﺀَ ﻷﻫﻞِ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝِ ﺍﻟﺼَّﺎﻟِﺤَﺔِ ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻷﻫﻞِ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝِ ﺍﻟﺼَّﺎﻟِﺤﺔِ ، ﻓﻌُﻠِﻢَ ﺃﻥَّ
ﺍﻟﺮﺟﺎﺀَ ﻭ ﺍﻟﺨﻮﻑَ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊَ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺍﻗﺘﺮﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞُ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢُ ؛ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺇِﻧَّﺎﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻫُﻢ ﻣِﻦْ ﺧَﺸْﻴَﺔِ ﺭَﺑِّﻬِﻢْ ﻣُﺸﻔِﻘُﻮﻥَ . ﻭَ
ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻫُﻢْ ﺑِﺂﻳَﺎﺕِ ﺭَﺑِّﻬِﻢْ ﻳُﺆﻣِﻨُﻮﻥَ . ﻭ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻫُﻢْ ﺑِﺮﺑِّﻬِﻢ ﻟَﺎ ﻳُﺸْﺮِﻛُﻮﻥَ . ﻭَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳُﺆْﺗُﻮﻥَ ﻣَﺎ ﺁﺗَﻮﺍ ﻭَ ﻗُﻠُﻮﺑُﻬُﻢْ ﻭَﺟِﻠَﺔٌ ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﺇِﻟَﻰ
ﺭَﺑِّﻬِﻢْ ﺭﺍﺟِﻌُﻮﻥَ . ﺃُﻭﻟﺌِﻚَ ﻳُﺴﺎﺭِﻋُﻮﻥَ ﻓِﻲ ﺍﻟﺨَﻴْﺮَﺍﺕِ ﻭَ ﻫُﻢْ ﻟَﻬَﺎ ﺳَﺎﺑِﻘُﻮﻥَ { ] ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ [61-57
ﻭ ﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱُّ ﻓﻲ " ﺟﺎﻣﻌﻪِ " ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔَ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ - ؛ ﻗﺎﻟﺖ : " ﺳﺄﻟﺖُ ﺭﺳﻮﻝَ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ - ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ، ﻓﻘﻠﺖُ : ﺃﻫُﻢُ ﺍﻟّﺬﻳﻦ ﻳَﺸْﺮَﺑُﻮﻥَ ﺍﻟﺨَﻤْﺮَ ﻭ ﻳَﺰْﻧُﻮﻥَ ﻭ ﻳَﺴْﺮِﻗُﻮﻥَ ؟
ﻓﻘﺎﻝَ : ﻻَ ، ﻳﺎ ﺑﻨْﺖَ ﺍﻟﺼِّﺪِّﻳﻖ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺍﻟَّﺬﻳﻦَ ﻳَﺼُﻮﻣُﻮﻥَ ﻭ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻭ ﻳَﺘَﺼَﺪَّﻗُﻮﻥَ، ﻭَ ﻳَﺨَﺎﻓُﻮﻥَ ﺃﻥ ﻻ ﺗُﺘَﻘَﺒَّﻞَ ﻣِﻨْﻬُﻢْ، ﺃُﻭﻟﺌِﻚَ
ﻳُﺴَﺎﺭِﻋُﻮﻥَ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕِ " ﺍ.ﻫـ ﻛﻼﻣﻪ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ -
]ﺍﻟﺪﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ [ ﺹ 60-5
شبكة سحاب السلفية