ﺇﻥ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﺄﻟﻢ ﻟﻪ ﻗﻠﺐ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﺠﺮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﺗﻢ
ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻫﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻀﺮﻭﺍ ﺇﻻ
ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻭﻻ ﻳﻀﺮُّﻭﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻖُّ ﺗﺒﺎﺭﻙ
ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ: }ﺇﻧﺎ ﻛﻔﻴﻨﺎﻙ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺰﺋﻴﻦ { ، “ﻓﻤﺎ ﺿﺮ ﺭﺳﻮﻝَ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺍﺳﺘﻬﺰﺍﺀُ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺰﺋﻴﻦ، ﻭﻻ ﺇﺳﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﺒﻄﻠﻴﻦ، ﺑﻞ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ، ﻭﺃﻋﻠﻰ
ﻣﻦ ﻗﺪﺭﻩ، ﻭﻇﻠﺖ ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﺧﺎﻟﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ، ﻭﺻﺎﺭ ﺧﺒﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍﻩ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺍﻝ .”
ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻹﺟﺮﺍﻣﻲ ﺑﻐﺮﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻣﺘﻸﺕ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻏﻴﻈًﺎ ﻭﺣﻘﺪًﺍ ﻋﻠﻰ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺃﻣﺘﻪ، ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺍﻋﻮﺍ ﻟﻪ ﺣﺮﻣﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺘﺮﻣﻮﺍ ﻣﺸﺎﻋﺮ
ﺃﻣﺘﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻈﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﻋﻮﺍﻗﺐ ﺟﺮﻳﻤﺘﻬﻢ ﺍﻟﻨﻜﺮﺍﺀ ﻭﻣﺎ ﻗﺪ ﺗﺠﺮُّ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﺎﺕ ﻏﻴﺮ
ﻣﺤﻤﻮﺩﺓ، ﻭ”ﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺳﻔﻪ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﺣﻘﺪ ﺩﻓﻴﻦ، ﻓﻲ
ﻋﻘﻮﻝ ﻭﻗﻠﻮﺏ ﻫﺆﻻﺀ .”
ﻟﻘﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻣﺤﻤﺪًﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻫﺎﺩﻳًﺎ ﻭﻣﺒﺸِّﺮًﺍ ﻭﻧﺬﻳﺮًﺍ
ﻭﺩﺍﻋﻴًﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺈﺫﻧﻪ ﻭﺳﺮﺍﺟًﺎ ﻣﻨﻴﺮًﺍ، ﻓﻬﻮ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﻭﺃﻣﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺣﻴﻪ،
ﻭﺧﻴﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ، ﻓﻬﻮ ﺳﻴﺪ ﻭﻟﺪ ﺁﺩﻡ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ ﺑﺎﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻘﺎﺻﺮﺕ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﻭﻧﻌﺘﻬﺎ، ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺻﺪﺭﻩ، ﻭﺭﻓﻊ ﻟﻪ
ﺫﻛﺮﻩ، ﻭﻭﺿﻊ ﻋﻨﻪ ﻭﺯﺭﻩ، ﻭﺃﺭﺳﻠﻪ ﺭﺣﻤﺔً ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ، ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻧﺒﻞ ﻭﻻ ﺃﻛﺮﻡ ﻣﻨﻪ ﺃﺧﻼﻗًﺎ ﻭﻋﺪﻻً ﻭﺭﺣﻤﺔً، ﻭﻻ ﻋﺮﻓﺖ
ﺭﺳﺎﻟﺔً ﺃﻛﻤﻞ ﻭﺃﺷﻤﻞ ﻭﺃﻋﺪﻝ ﻭﺃﺭﺣﻢ ﻣﻦ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ، ﺗﻀﻤﻨﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﻢ ﻭﺣﻤﺎﻳﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻭﺍﻟﺘﻨﻘﺺ.
ﻫﻮ ﻣﺤﻤﺪٌ: ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺨﺼﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻳُﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﺃﺣﻤﺪ: ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﺤﻤﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳُﺤﻤﺪ
ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﻗﺐ: ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻋﻘﺐ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﻼ ﻧﺒﻲ ﺑﻌﺪﻩ، ﻭﻫﻮ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ:
ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻛﺎﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻛﺜﺮ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺳﺘﻐﻔﺎﺭﺍ ﻭﺗﻮﺑﺔ، ﻭﻫﻮ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ: ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺳﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺣﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﻫﻮ
ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ: ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻷﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻲ ﻭﺍﻵﺫﺍﻥ ﺍﻟﺼﻢ ﻭﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﻐﻠﻒ، ﻭﻫﻮ
ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ: ﺍﻟﻤﺒﺸِّﺮ ﻟﻤﻦ ﺃﻃﺎﻋﻪ ﺑﺎﻟﺜﻮﺍﺏ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻨﺬﻳﺮ: ﺍﻟﻤﻨﺬﺭ ﻟﻤﻦ ﻋﺼﺎﻩ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﺏ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻨﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﻛﻞُّ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺈﻥَّ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻭﻓﻖ
ﺳﻨَّﺘﻪ ﻭﻫﺪﻳﻪ ﻻ ﺑﺎﻻﻓﺘﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻋﻪ ﺍﻟﺤﻨﻴﻒ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﺠﻴﺮ
ﻭﺍﻟﺤﺮﻕ ﻭﺇﺷﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﻖ
ﻓﻲ ﺷﻲﺀ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺗﺠﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ
ﺃﺟﻨﺪﺍﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺃﻭ ﺑﺂﺧﺮ، ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺬﺭ ﻣﻦ
ﺍﻷﻳﺎﺩﻱ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻷﺳﺘﺎﺭ ﻭﺗﺴﻌﻰ ﻓﻲ ﺇﺷﻌﺎﻝ ﻓﺘﻴﻞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ
ﻭﺗﺴﻌﻰ ﻹﻳﺠﺎﺩ ﻣﺒﺮﺭﺍﺕ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻟﺘﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﺸﺎﺀ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ.
“ ﺇﻧﻨﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻈﻠﻢ ﻭﺑﺎﻟﺪﻫﺸﺔ ﻟﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﻐﺎﺋﻦ ﺿﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺿﺪ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻻ ﻧﺨﺎﻟﻒ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻔﻨﺎ ﻭﺭﺩﻭﺩ ﺃﻓﻌﺎﻟﻨﺎ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﺩﺑﻨﺎ ﺑﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﻧﺘﺮﻓﻊ ﻓﻼ ﻧﺠﻴﺒﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻳﻄﻤﺤﻮﻥ
ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺂﺭﺏ ﺧﺒﻴﺜﺔ ﻭﻣﻘﺎﺻﺪ ﻓﺎﺳﺪﺓ، ﺗﺤﻘﻴﻘﺎ ﻟﻤﻜﺎﺳﺐ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﻣﺼﺎﻟﺢ
ﺷﺨﺼﻴﺔ.”
ﺇﻥ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺤﻘﻮﻗﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻣﻦ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ:
-1 ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻭﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﻪ ﻭﺇﻳﺜﺎﺭ ﻣﺎ ﺷﺮﻋﻪ ﻭﺣﺾَّ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻯ ﺍﻟﻨﻔﺲ.
-2 ﻣﺤﺒﺘﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻭﺍﻟﻮﻟﺪ.
-3 ﺗﻮﻗﻴﺮﻩ ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺨﺸﻮﻉ ﻣﻊ ﺳﻤﺎﻉ ﺍﺳﻤﻪ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻣﻊ ﺃﺣﺎﺩﻳﺜﻪ.
-4 ﻛﺜﺮﻩ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺇﻟﻰ ﻟﻘﺎﺋﻪ.
-5 ﺑﺮ ﺁﻟﻪ ﻭﺫﺭﻳﺘﻪ ﻭﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺗﻮﻗﻴﺮ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺑﺮﻫﻢ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﻘﻬﻢ.
-6 ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﻰ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺘﻼﻭﺗﻪ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ
ﻭﺗﻔﻬﻤﻪ ﻭﻣﺤﺒﺔ ﺳﻨﺘﻪ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ.
-7 ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻪ ﻭﺍﻟﻨﺼﺢ ﻟﻬﻢ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ.
-8 ﻧﺸﺮ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﻭﺳﻨﺘﻪ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻓﻀﻠﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﻣﺤﺎﺳﻦ ﺩﻳﻨﻪ.
-9 ﺍﻟﺘﺨﻠﻖ ﺑﺄﺧﻼﻗﻪ ﻭﺁﺩﺍﺑﻪ.
-10 ﻋﺪﻡ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻨﻪ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻮﺿﻮﻳﺔ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ
ﺗﺴﻲﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ }:ﻭﻻ ﺗﺴﺒﻮﺍ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﺴﺒﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻋَﺪْﻭًﺍ
ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻠﻢ { ، ﻓﻨﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻦ ﺳﺐ ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻟﻤﺎ ﻳﺘﺮﺗَّﺐ
ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﺃﻋﻈﻢ، ﻭﻫﻮ ﻛﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺐ ﻃﺮﻳﻘًﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻟﺮﺏ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ.
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﻫﻮ ﺟﺎﺋﺰٌ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﻭﻟﻜﻦ ﻣُﻨِﻊ ﻟﻤﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ
ﻣﻔﺴﺪﺓ ﺃﻛﺒﺮ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺠﺎﺋﺰ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻛﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﺠﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﺮﻕ
ﻭﺇﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﻭﺇﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ
ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ؟!
ﻭﺃﻣَّﺎ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻹﺧﻮﺍﻧﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻳﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ
ﻟﻼﻧﺘﺼﺎﺭ ﻷﺟﻨﺪﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﺗﺼﻔﻴﺔ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﺛﺎﺭﺓ
ﻋﻮﺍﻃﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺿﺪ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻛﺮﺍﺳﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺗﺤﺮﻳﻚ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺑﻠﻮﺭﺓ
ﺭﺩﻭﺩ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻣﺎﺕ ﻭﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻓﻬﻮ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ
ﺩﻧﻲﺀ، ﺇﺫ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺄﺣﺪٍ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻭﻫﻮ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺃﻳﻀًﺎ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﺳﺎﺕ ﻭﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻭﺍﻷﻣﺰﺟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ
ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻫﺪﻱ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻬﻢ
ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ، ﺑﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻭﻓﻖ ﻫﺪﻳﻪ ﻭﺳﻨﺘﻪ ﻭﺷﺮﻳﻌﺘﻪ.
ﻭﻟﻨﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ “ ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺣﺎﻗﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻭ
ﻳﺼﺪ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺣﺎﺋﻞ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺴﻤﺤﺔ
ﺳﺘﺒﻠﻎ ﺍﻵﻓﺎﻕ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: }ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻄﻔﺌﻮﺍ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺄﻓﻮﺍﻫﻬﻢ ﻭﻳﺄﺑﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ
ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﻧﻮﺭﻩ ﻭﻟﻮ ﻛﺮﻩ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ ، ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺳﻞ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺑﺎﻟﻬﺪﻯ ﻭﺩﻳﻦ ﺍﻟﺤﻖ
ﻟﻴﻈﻬﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻠﻪ ﻭﻟﻮ ﻛﺮﻩ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ { ، ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ»: ﻟﻴﺒﻠﻐﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻭﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﺖ ﻣﺪﺭ ﻭﻻ ﻭﺑﺮ
ﺇﻻ ﺃﺩﺧﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺑﻌﺰ ﻋﺰﻳﺰ ﺃﻭ ﺑﺬﻝ ﺫﻟﻴﻞ .”«
ﻭﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ:
ﻫﺠﻮﺕَ ﻣﺤﻤﺪًﺍ ﻓﺄﺟﺒﺖُ ﻋﻨﻪُ … ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀُ
ﻫﺠﻮﺕَ ﻣﺤﻤﺪًﺍ ﺑَﺮًّﺍ ﺣﻨﻴﻔًﺎ … ﺭﺳﻮﻝَ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻴﻤﺘﻪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀُ
ﻓﺈﻥ ﺃﺑﻲ ﻭﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﻋﺮﺿﻲ … ﻟﻌﺮﺽ ﻣﺤﻤﺪٍ ﻣﻨﻜﻢ ﻭﻗﺎﺀُ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻛﺎﺗﺐ ﺇﻣﺎﺭﺍﺗﻲ - ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ