ﺻﻴﺤﺔ ﻧﺬﻳﺮ ... ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺔ ﺍﻟﻐﻀﺐ ] ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ [ !
ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﻫﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺔ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﻢ : ﴿ ﻓَﺒَﺎﺅُﻭﺍْ ﺑِﻐَﻀَﺐٍ ﻋَﻠَﻰ ﻏَﻀَﺐٍ ﻭَﻟِﻠْﻜَﺎﻓِﺮِﻳﻦَ
ﻋَﺬَﺍﺏٌ ﻣُّﻬِﻴﻦٌ ﴾ . ] ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ 90 : . [ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺔ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺬﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻨﺔ ﺑﻜﻔﺮﻫﻢ ﻭﻗﺘﻠﻬﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ : ﴿ ﺿُﺮِﺑَﺖْ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢُ ﺍﻟﺬِّﻟَّﺔُ ﺃَﻳْﻦَ ﻣَﺎ
ﺛُﻘِﻔُﻮﺍْ ﺇِﻻَّ ﺑِﺤَﺒْﻞٍ ﻣِّﻦْ ﺍﻟﻠﻪِ ﻭَﺣَﺒْﻞٍ ﻣِّﻦَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻭَﺑَﺎﺅُﻭﺍ ﺑِﻐَﻀَﺐٍ ﻣِّﻦَ ﺍﻟﻠﻪِ ﻭَﺿُﺮِﺑَﺖْ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢُ
ﺍﻟْﻤَﺴْﻜَﻨَﺔُ ﺫَﻟِﻚَ ﺑِﺄَﻧَّﻬُﻢْ ﻛَﺎﻧُﻮﺍْ ﻳَﻜْﻔُﺮُﻭﻥَ ﺑِﺂﻳَﺎﺕِ ﺍﻟﻠﻪِ ﻭَﻳَﻘْﺘُﻠُﻮﻥَ ﺍﻷَﻧﺒِﻴَﺎﺀ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﺣَﻖٍّ ﺫَﻟِﻚَ
ﺑِﻤَﺎ ﻋَﺼَﻮﺍ ﻭَّﻛَﺎﻧُﻮﺍْ ﻳَﻌْﺘَﺪُﻭﻥَ ﴾ ] . ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ 112 : . [
ﻓﻬﺬﻩ ﺑﻌﺾ ﺻﻔﺎﺗﻜﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻮﺟﺒﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺬﻟﺔ ، ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻨﺔ ، ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ،
ﻭﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﻟﻜﻢ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺇﻻ ﺑﺤﺒﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺣﺒﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻭﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ . ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻜﻢ ﺳﻨﺪ ﻣﻦ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻭﻋﻘﻴﺪﺓ ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻜﻢ ﺳﻨﺪ ﻣﻦ ﺭﺟﻮﻟﺔ
ﻭﺷﺠﺎﻋﺔ ؛ ﻓﻼ ﺗﺰﺍﻟﻮﻥ ﺗﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺟﺪﺭ ﺑﺄﺳﻜﻢ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﺷﺪﻳﺪ ، ﺇﻥ ﺃﻭﺻﺎﻓﻜﻢ
ﺍﻟﺸﻨﻴﻌﺔ ﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪًﺍ ، ﻭﻣﻨﻬﺎ : ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ، ﻭﺍﻟﻐﺪﺭ ، ﻭﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺘﻦ ، ﻭﺗﺄﺟﻴﺞ ﻧﺎﺭ
ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ، ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺎﻟﻔﺴﺎﺩ ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺃﻭﻗﺪﺗﻢ ﻧﺎﺭًﺍ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﺃﻃﻔﺄﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ،
ﻭﺇﻥ ﺗﺄﺭﻳﺨﻜﻢ ﻷﺳﻮﺩ ﻭﻣﻌﺮﻭﻑ ﺫﻟﻜﻢ ﻋﻨﻜﻢ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﻣﻢ ﺟﻤﻴﻌًﺎ .
ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺃﻗﻮﻝ - ﻭﻳﻘﻮﻟﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺻﺎﺩﻕ - : ﻻ ﺗﺒﻄﺮﻭﺍ ، ﻭﻻ ﺗﺄﺷﺮﻭﺍ ، ﻭﻻ
ﺗﻐﺘﺮﻭﺍ ﺑﻤﺎ ﺃﺣﺮﺯﺗﻤﻮﻩ ﻣﻦ ﻧﺼﺮ ﻣﻐﺸﻮﺵ ؛ ﻓﺈﻧﻜﻢ - ﻭﺍﻟﻠﻪ - ﻣﺎ ﺍﻧﺘﺼﺮﺗﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺶ
ﻣﺤﻤﺪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ، ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻣﺤﻤﺪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
- : ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ " ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ " ، ﻟﻢ ﺗﻨﺘﺼﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺶ ﻳﻘﻮﺩﻩ ﺃﻣﺜﺎﻝ : ﺧﺎﻟﺪ
ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ، ﻭﺃﺑﻲ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﺑﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ، ﻭﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻭﻗﺎﺹ ، ﻭﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ،
ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻣﻘﺮﻥ ﻣﻤﻦ ﺗﺮﺑﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻣﺤﻤﺪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ،
ﻭﻣﻨﻬﺞ ﻣﺤﻤﺪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ، ﻭﺭﺑﻮﺍ ﺟﻴﻮﺷﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ، ﻭﻗﺎﺩﻭﻫﻢ
ﻹﻋﻼﺀ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ؛ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﻒ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺃﺷﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﻗﻮﺓً ﻭﺑﺄﺳًﺎ ﻣﻦ ﺟﻴﻮﺵ
ﺍﻷﻛﺎﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺻﺮﺓ .
ﻟﻢ ﺗﻨﺘﺼﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺶ ﻫﺬﺍ ﺣﺎﻟﻪ ، ﻭﻫﺬﻩ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻨﻬﺠﻪ ، ﻭﻫﺬﻩ ﻏﺎﻳﺘﻪ
ﺇﻋﻼﺀ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ . ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻧﺘﺼﺮﺗﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﻮﺵ ﻫﻲ ﺧﻠﻮﻑ ﴿ ﻓَﺨَﻠَﻒَ ﻣِﻦ ﺑَﻌْﺪِﻫِﻢْ
ﺧَﻠْﻒٌ ﺃَﺿَﺎﻋُﻮﺍ ﺍﻟﺼَّﻼﺓَ ﻭَﺍﺗَّﺒَﻌُﻮﺍ ﺍﻟﺸَّﻬَﻮَﺍﺕِ ﻓَﺴَﻮْﻑَ ﻳَﻠْﻘَﻮْﻥَ ﻏَﻴًّﺎ ﴾ . ] ﻣﺮﻳﻢ . [ 59 :
ﺍﻧﺘﺼﺮﺗﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺶ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ، ﻭﻻ ﻣﻨﻬﺞ
ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺟﻨﺪﻩ ، ﻭﻻ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺠﺎﻫﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ . ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻐﺜﺎﺀ
ﺍﻧﺘﺼﺮﺗﻢ ، ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺿﻴﺎﻋﻬﻢ ﻭﻓﺸﻠﻬﻢ ﻗﺎﻣﺖ ﺩﻭﻟﺘﻜﻢ ، ﻭﻋﻠﻮﺗﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ،
ﻭﺃﺷﻌﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﴿ ﻭَﻗَﻀَﻴْﻨَﺎ ﺇِﻟَﻰ ﺑَﻨِﻲ ﺇِﺳْﺮَﺍﺋِﻴﻞَ ﻓِﻲ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﻟَﺘُﻔْﺴِﺪُﻥَّ ﻓِﻲ ﺍﻷَﺭْﺽِ
ﻣَﺮَّﺗَﻴْﻦِ ﻭَﻟَﺘَﻌْﻠُﻦَّ ﻋُﻠُﻮًّﺍ ﻛَﺒِﻴﺮًﺍ . ﻓَﺈِﺫَﺍ ﺟَﺎﺀَ ﻭَﻋْﺪُ ﺃُﻭﻻﻫُﻤَﺎ ﺑَﻌَﺜْﻨَﺎ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﻋِﺒَﺎﺩًﺍ ﻟَّﻨَﺎ ﺃُﻭﻟِﻲ ﺑَﺄْﺱٍ
ﺷَﺪِﻳﺪٍ ﻓَﺠَﺎﺳُﻮﺍْ ﺧِﻼﻝَ ﺍﻟﺪِّﻳَﺎﺭِ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﻭَﻋْﺪًﺍ ﻣَّﻔْﻌُﻮﻻً . ﺛُﻢَّ ﺭَﺩَﺩْﻧَﺎ ﻟَﻜُﻢُ ﺍﻟْﻜَﺮَّﺓَ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ
ﻭَﺃَﻣْﺪَﺩْﻧَﺎﻛُﻢ ﺑِﺄَﻣْﻮَﺍﻝٍ ﻭَﺑَﻨِﻴﻦَ ﻭَﺟَﻌَﻠْﻨَﺎﻛُﻢْ ﺃَﻛْﺜَﺮَ ﻧَﻔِﻴﺮًﺍ . ﺇِﻥْ ﺃَﺣْﺴَﻨﺘُﻢْ ﺃَﺣْﺴَﻨﺘُﻢْ ﻷَﻧﻔُﺴِﻜُﻢْ
ﻭَﺇِﻥْ ﺃَﺳَﺄْﺗُﻢْ ﻓَﻠَﻬَﺎ ﻓَﺈِﺫَﺍ ﺟَﺎﺀَ ﻭَﻋْﺪُ ﺍﻵﺧِﺮَﺓِ ﻟِﻴَﺴُﻮﺅُﻭﺍْ ﻭُﺟُﻮﻫَﻜُﻢْ ﻭَﻟِﻴَﺪْﺧُﻠُﻮﺍْ ﺍﻟْﻤَﺴْﺠِﺪَ ﻛَﻤَﺎ
ﺩَﺧَﻠُﻮﻩُ ﺃَﻭَّﻝَ ﻣَﺮَّﺓٍ ﻭَﻟِﻴُﺘَﺒِّﺮُﻭﺍْ ﻣَﺎ ﻋَﻠَﻮْﺍ ﺗَﺘْﺒِﻴﺮًﺍ ﴾ ] . ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ 4 : . [ 7 -
ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺗﺄﺭﻳﺨﻜﻢ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻌﺎﻣﻠﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻟﺌﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻗﺪ ﻣﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ
ﺍﻟﻤﺠﻮﺱ ، ﻓﻠﻜﻢ - ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ - ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺷﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺟﻴﺶ ﻣﺤﻤﺪ - ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺟﻴﺶ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻋﺪﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻬﻮﺍﻧﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ،
ﻭﻟﺤﻘﺎﺭﺗﻜﻢ ﻟﺪﻳﻪ ﴿ ﻭَﺇِﻥْ ﻋُﺪﺗُّﻢْ ﻋُﺪْﻧَﺎ ﻭَﺟَﻌَﻠْﻨَﺎ ﺟَﻬَﻨَّﻢَ ﻟِﻠْﻜَﺎﻓِﺮِﻳﻦَ ﺣَﺼِﻴﺮًﺍ ﴾ .
] ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ . [ 8 :
ﻭﻫﺄﻧﺘﻢ ﻋﺪﺗﻢ ، ﻭﺳﻴﻌﻮﺩ ﻟﻜﻢ ﺑﻄﺶ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺨﻠﻒ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ ، ﻭﻋﻠﻰ
ﺃﻳﺪﻱ ﺟﻴﺶ ﻣﺤﻤﺪ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺃﻓﺮﺍﺧﻜﻢ ، ﻭﺃﻓﺮﺍﺥ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻱ . ﻻ
ﺗﻐﺘﺮﻭﺍ ، ﻭﻻ ﺗﺒﻄﺮﻭﺍ ؛ ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﺼﺮﺗﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺶ ﻣﺤﻤﺪ ،
ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ ، ﻭﺧﺎﻟﺪ ، ﻭﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﻨﻮﺩ ﺍﻹﺳﻼﻡ .
ﻭﺇﻟﻰ ﻋﻤﻮﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ - ﺣﻜﺎﻣًﺎ ﻭﻣﺤﻜﻮﻣﻴﻦ ، ﻃﻮﺍﺋﻒ ﻭﺃﺣﺰﺍﺏ ، ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﻭﻣﺜﻘﻔﻴﻦ
- : ﺇﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﺗﺮﻛﻨﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺬﻟﻴﻠﺔ ! ؟ ﺇﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﺗﻌﻴﺸﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺜﺎﺀ ! ؟
ﺇﻟﻰ ﻣﺘﻰ ! ؟ ﻭﺇﻟﻰ ﻣﺘﻰ ! ؟ ﻭﺇﻟﻰ ﻣﺘﻰ ! ؟ ﻓﺄﻳﻦ ﻋﻘﻼﺅﻛﻢ ! ؟ ﻭﺃﻳﻦ ﻋﻠﻤﺎﺅﻛﻢ ! ؟ ﻭﺃﻳﻦ
ﻣﺜﻘﻔﻮﻛﻢ ! ؟ ﻭﺃﻳﻦ ﻗﺎﺩﺍﺗﻜﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻮﻥ ! ؟
ﻟﻘﺪ ﺃﻧﺸﺄﺗﻢ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ ! ؟ - ﻭﺍﻟﻠﻪ - ﻟﻮ ﻗﺎﻡ ﻋﺸﺮ
ﻣﻌﺸﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻋﻘﻴﺪﺓً ، ﻭﺃﺧﻼﻗًﺎ ، ﻭﺗﺸﺮﻳﻌًﺎ
ﺣﻜﻴﻤًﺎ ﻷﺿﺎﺀﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻨﻮﺭ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ، ﻭﻟﺘﺒﺪﺩﺕ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﻙ
ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ ، ﻭﻟﻤﺎ ﺗﺴﻠﻂ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺴﻠﻂ ، ﻭﺇﻥ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺤﻖ ﺗﺴﻠﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺤﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ، ﻓﺄﺛﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭﻫﺎ ، ﻭﻏﻴﺮ
ﻭﺟﻬﺔ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺴﻮﺑﻴﻬﺎ ، ﻓﺈﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺸﺘﻜﻰ .
ﺃﻻ ﻳﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮ ؛ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻣﺪﺍﺭﺳﻜﻢ
ﻭﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻜﻢ ، ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﺮﺑﻴﺘﻜﻢ ، ﻫﻞ ﺁﻥ ﺍﻵﻭﺍﻥ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ، ﻭﻗﻠﺒﻬﺎ ﺭﺃﺳًﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ ، ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ، ﻭﻣﻨﻬﺞ
ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ، - ﻭﺍﻟﻠﻪ - ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﺁﺧﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ؛ ﺇﻻ ﺑﻤﺎ ﺻﻠﺢ ﺑﻪ ﺃﻭﻟﻬﺎ .
ﻏﻴﺮﻭﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺘﺞ ﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﺇﻻ ﺍﻟﻐﺜﺎﺀ ، ﻭﺃﻗﻴﻤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻘﺎﺿﻬﺎ
ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺻﻼﺡ ﻭﻻ ﻓﻼﺡ ﻭﻻ ﻧﺠﺎﺡ ﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﺇﻻ ﺑﻪ ؛
ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﻷﻧﻔﺴﻜﻢ ﻭﺃﻣﺘﻜﻢ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﻨﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ، ﻭﻋﻠﻰ
ﺭﺃﺳﻬﻢ ﻣﻦ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺬﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻨﺔ .
ﻭﺇﻟﻰ ﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ - ﺧﺎﺻﺔ - ﺇﻥ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻟﻤﺴﺆﻟﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺟﺪًﺍ ﺟﺪًﺍ :
ﺃﻭﻟﻬﺎ : ﺇﻟﺘﺰﺍﻣﻜﻢ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ، ﻭﺳﻴﺮﺓ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﻓﻲ
ﻋﻘﺎﺋﺪﻛﻢ ﻭﻋﺒﺎﺩﺍﺗﻜﻢ ﻭﺳﻴﺎﺳﺘﻜﻢ ، ﻭﻓﻲ ﺣﻤﻞ ﺭﻋﺎﻳﺎﻛﻢ ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ،
ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ - ﺣﺘﻤًﺎ - ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺑﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻨﺒﺬﻭﺍ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ - ﻭﺍﻟﻠﻪ - ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ،
ﻭﺳﻴﺎﺳﺔ ﺃﻣﺘﻜﻢ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺷﺆﻭﻥ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺳﻨﺔ
ﺭﺳﻮﻟﻪ ، ﻭﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ . ﻓﺈﻧﻜﻢ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺭﺿﻪ ﺗﻌﻴﺸﻮﻥ ، ﻭﻣﻦ ﺭﺯﻗﻪ
ﺗﺄﻛﻠﻮﻥ ﻭﺗﺸﺮﺑﻮﻥ ﻭﺗﻠﺒﺴﻮﻥ ؛ ﻓﻤﻦ ﺣﻘﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻌﺒﺪﻭﻩ ، ﻭﺃﻥ ﺗﺸﻜﺮﻭﻩ ، ﻭﺃﻥ
ﺗﻌﺘﺰﻭﺍ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﻭﺷﺮﻋﻪ ؛ ﻓﺘﻠﺘﺰﻣﻮﻧﻪ ، ﻭﺗﻠﺰﻣﻮﻥ ﺑﻪ ﺷﻌﻮﺑﻜﻢ ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ
ﻣﻠﻮﻛﻬﻢ ، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﻨﺰﻉ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺎﻻ ﻳﻨﺰﻉ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ - ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪ
ﻋﺜﻤﺎﻥ . -
ﺛﺎﻧﻴًﺎ : ﺃﻥ ﺗﻜﻮِّﻧﻮﺍ ﺟﻴﻮﺷًﺎ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺘﺮﺑﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ
ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ، ﻭﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻏﺎﻳﺎﺕ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﺤﻤﺪﻱ . ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺮﺑﻮﻩ
ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻭﻣﻨﻬﺞ ﻣﺤﻤﺪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ، ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ ، ﻭﺧﺎﻟﺪ ، ﻭﺃﻥ
ﺗﺮﺑﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﻤﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﺟﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻘًﺎ ،
ﻭﺣﻴﻨﺌﺬٍ ﻓﻠﻦ ﻳﻐﻠﺒﻮﺍ ﴿ ﻭَﺇِﻥَّ ﺟُﻨﺪَﻧَﺎ ﻟَﻬُﻢُ ﺍﻟْﻐَﺎﻟِﺒُﻮﻥَ ﴾ ] . ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ . [ 173 : ﻻ
ﻋﻠﻰ ﻏﺎﻳﺎﺕ ﺩﻧﻴﻮﻳﺔ ، ﻭﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻴﺔ ، ﻭﻭﻃﻨﻴﺔ ، ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ، ﻭﻣﺎ ﻫﻮ
ﺃﺳﻮﺃ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ، ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺎﻛﻢ - ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ - ، ﻭﻛﻔﻰ ﺷﻌﻮﺑﻜﻢ ﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﺑﻜﻢ ، ﻭﺑﻬﻢ
ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺨﻔﺎﻑ ﺃﺣﻂ ﺍﻷﻣﻢ ، ﻭﺃﺫﻟﻬﺎ ، ﻭﺗﺤﺪﻳﻬﺎ ﻟﻜﻢ ، ﻭﻏﻄﺮﺳﺘﻬﺎ ، ﻭﻛﺒﺮﻳﺎﺋﻬﺎ ،
ﻭﻃﻐﻴﺎﻧﻬﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺪﻓﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ﺇﻻ ﺑﺎﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ،
ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﺃﻣﺘﻜﻢ ﻭﺟﻴﻮﺷﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻮﻟﻪ ، ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﻣﻊ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ،
ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ، ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺁﻟﺖ ﺑﺎﻷﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮ .
ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ - ﺧﺎﺻﺔً - ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ : ﺃﻥ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻣﺎ
ﻓﺘﺤﺖ ﺇﻻ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺟﻴﻮﺷﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻗﻴﺔ ، ﻭﻟﻦ
ﺗﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺩﻧﺲ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺇﻻ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺘﺤﺖ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ . ﻭﻟﻘﺪ
ﻧﺎﺿﻠﺘﻢ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻭﻛﺜﻴﺮًﺍ ، ﻭﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺷﻌﺒًﺎ ﺻﺒﺮ ﻣﺜﻞ ﺻﺒﺮﻛﻢ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﻨﻜﻢ ﻻ
ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ ﻭﻻ ﻣﻨﻬﺠﻪ ، ﻭﻟﻮ ﻗﺎﻡ ﺟﻬﺎﺩﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻟﺤﻠﺖ ﻣﺸﻜﻠﺘﻜﻢ ،
ﻭﺃﺣﺮﺯﺗﻢ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭﺍﻟﻈﻔﺮ ؛ ﻓﻌﻠﻴﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻘﻴﻤﻮﺍ ﻋﻘﺎﺋﺪﻛﻢ ، ﻭﻣﻨﺎﻫﺠﻜﻢ ، ﻭﺟﻬﺎﺩﻛﻢ
ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ، ﻭﺃﻥ ﺗﻌﺘﺼﻤﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﺑﺤﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﻔﺮﻗﻮﺍ ؛
ﺍﻓﻌﻠﻮﺍ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺑﺠﺪ ﻭﺇﺧﻼﺹ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺟﺪﻛﻢ ، ﻭﻣﺪﺍﺭﺳﻜﻢ ، ﻭﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻜﻢ ، ﻭﺍﺻﺪﻗﻮﺍ
ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ - ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ - ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺍﻟﻤﺆﺯﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻘﺮﺩﺓ
ﻭﺍﻟﺨﻨﺎﺯﻳﺮ .
ﻭﺇﻥ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻋﺪًﺍ ﺻﺎﺩﻗًﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﺼﺪﻭﻕ - ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ، ﻓﺸﻤﺮﻭﺍ ﻋﻦ ﺳﺎﻋﺪ ﺍﻟﺠﺪ ﻳﻨﺠﺰ
ﻟﻜﻢ ﻭﻋﺪﻩ ، ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻦ ﺗﺤﺼﻠﻮﺍ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﺨﺴﺮﺍﻥ ، ﻓﻼ - ﻭﺍﻟﻠﻪ - ﻻ
ﻳﻨﻔﻌﻜﻢ ﺗﺪﺧﻞ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ، ﻭﻻ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ، ﻭﻻ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ، ﻭﻻ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﻴﺘﺔ ؛
ﻓﺎﻟﺒﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﺪﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﻤﺆﺯﺭ ، ﻓﻠﻘﺪ ﻛﻔﺘﻜﻢ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻐﻨﻲ ، ﻭﻟﻦ ﺗﻐﻨﻲ ﻋﻨﻜﻢ ﺷﻴﺌًﺎ ، ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ :
ﻛﺎﻟﻌﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺪﺍﺀ ﻳﻘﺘﻠﻪ ﺍﻟﻈﻤﺄ ... ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻮﻕ ﻇﻬﻮﺭﻫﺎ ﻣﺤﻤﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺑﺮﻡ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺃﻣﺮ ﺭﺷﺪ ﻳﻌﺰ ﻓﻴﻪ ﺃﻭﻟﻴﺎﺅﻙ ، ﻭﻳﺬﻝ ﻓﻴﻪ ﺃﻋﺪﺍﺅﻙ . ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﻞ
ﻛﻠﻤﺘﻚ ، ﻭﺃﻋﺰ ﺩﻳﻨﻚ ، ﻭﺃﻋﺰ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ . ﻭﺧﺬ ﺑﻨﻮﺍﺻﻴﻬﻢ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﺇﻟﻴﻪ . ﺇﻧﻚ
ﺳﻤﻴﻊ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ