ﺿــﺮﺏ ﺍﻟﻨﺴــﺎﺀ ﺧﻠــﻖ ﺫﻣﻴــﻢ
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ : حفظه الله
وضربُ النساء- معشر الإخوة -وإن كان مباحًا إلا أنه ليس بمحبوب، ليس بمحبوب عند كرماء الرجال وشرفائهم وفُضلائهم ولهذا قالت عائشة- رضي الله عنها- : ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأة قط ولا خادمة ولا انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تُنتهك حرمة الله فينتقم لله.[1]
ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة.
فضرب النساء مكروه عند عقلاء الرجال ونبلائهم وشُرفائهم وفُضلائهم ورفعائهم وعقلائهم ، مكروه هذا عندهم.
ولهذا أكد النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى، مع أنه مباح. فقال لا يجلد أحدكم امرأته جلده العبدَ أو عبدَه ثم يضاجعُها. وفي رواية في أول النهار ثم يضاجعها من آخره.
كيف بالله تضربها وتجلدها كما تضرب العبد وتطيب نفسها بعد ذلك في فراشك؟ ما يمكن!
فحذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الخُلق الذَّميم، وإن كان مباحًا أن تؤدَّب المرأة [...وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ...] (النساء:34)
فجعل الضرب آخر دوائه، ومع ذلك هذا الضرب مضبوطٌ عند العلماء بأنه بلكزة وبلطمة لا تكسر عظمًا ولا تشين جارحة . ما تضربها وتصفعها على عينها فتخرج عينها أو على أذنها فتخرج الطبلة؛ هذا لا يجوز.
والضرب على الوجه حرام. والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه؛ ومع ذلك في المحاكم تسمع الشكاوى من ضرب الرجال للنساء وهذا خُلقٌ ذميمٌ حذّر رسول الله صلى الله عليه وسلم منه بهذا الذي سمعتَه.
لا يجلد أحدكم امرأته جلد عبدِه أو جلد العبدِ ثم يضاجعُها.[2]
____________________
[1]: عَنْ عائِشَةَ قَالَتْ:"مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ".رواه مسلم
* قال ابن تيمية رحمه الله:[الناس ثلاثة أقسام: قسم يغضبون لنفوسهم ولربهم، وقسم لا يغضبون لنفوسهم ولا لربهم، وقسم يغضب لربه لا لنفسه وهذا خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما من يغضب لنفسه لا لربه أو يأخذ لنفسه ولا يُعطي غيره فهم شر الخلق لا يصلح بهم دين ولا دنيا].
[2]: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يَجْلِدُ أَحَدُكُمُ امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ ثُمَّ يُجَامِعُهَا فِي آخِرِ الْيَوْمِ "