قصيدة أبى عَبْدِ اللهِ أَحْمَد عَبْد الْقَادِرِ الْحِجَازِيِّ
فِي شَيْخِ التَّعَجُّبِ (عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ)
----------------------------
رِفْقًا بِهِ شَيْخَ الْفَصَاحَةِ إِنَّهُ
سَمِعَ الطَّلَائِعَ فَاسْتَجَنَّ قُرُونَهُ
-----------------------------
فَانْظُرْ إِلَى وَجْهٍ تَصَبَّبَ مَاؤُهُ...
عَرَقُ الْمَخَاوِفِ قَدْ أَحَاطَ جَبِينَهُ
----------------------------
فَبَدَا بِسَبٍّ ثُمَّ صَارَ مُكَفِّرًا
وَغَدَا يُرِيكَ خَبَالَهُ وَجُنُونَهُ
----------------------------
يَرْمِي بِدَاءٍ غَيْرَهُ وَكَأَنَّمَا
حَرُمَ السِّبَابُ عَلَى الْخَلَائِقِ دُونَهُ
----------------------------
لَمْ يَدْرِ ذَا الْمِسْكِينُ أَنَّ هَلَاكَهُ
بِدُخُولِهِ عِنْدَ الْهِزَبْرِ عَرِينَهُ
----------------------------
حَتَّى تَرَاهُ بِحَالَةٍ يُرْثَى لَهَا
وَتَكَادَ تَسْمَعُ لِلْبُكَاءِ أَنِينَهُ
----------------------------
غَضِبَ الْجُوَيْهِلُ فَاسْتَمَرَّ مَرِيرُهُ
فَرَمَى النَّبِيَّ –بِلَمْزِهِ- وَقَرِينَهُ
----------------------------
هَذِي نَتِيجَةُ مَا جَنَتْهُ يَمِينُهُ
مِنْ حُمْقِهِ، قَطَعَ الْإِلَهُ يَمِينَهُ
----------------------------
إِبْلِيسُ يَدْعُو وَهْوَ يَقْبَلُ شَاكِرًا
وَمُزَيِّنًا سُبُلَ الْهَوَى تَزْيِينَهُ
----------------------------
وَإِذَا تَحَدَّدَ لِلنِّزَاعِ مَوَاطِنٌ
حَتْمًا يُلَوِّنُ –حَيْدَةً- تَلْوِينَهُ
----------------------------
شَيْخُ التَّعَجُّبِ حِصْنُهُ مُتَهَرِّئٌ
قَدْ جَاءَ سَيْفُ الْحَقِّ دَكَّ حُصُونَهُ