ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﺻﺎﻟﺢ ﺁﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ – ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ – ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ ،، ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻊ
ﺃﻭﻻﺩﻩ، ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ﺗﺎﺭﺓ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻛﺒﺎﺭﺍ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﺻﻐﺎﺭﺍ، ﻭﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ،
ﻭﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺄﺩﻳﺐ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ : ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻨﻚ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﻓﻘﻮّﻣﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺍﻫﻖ
ﻓﺼﺎﺩﻗﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺒﺮ ﻓﺄﺷﺮ ﻟﻪ .
ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺮﺀ ﻣﻊ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪ
ﺻﻐﻴﺮﺍ ﺃﺩﺑﻪ ﻭﺍﻟﺘﺄﺩﻳﺐ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﺤﺴﻨﻰ، ﻷﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻗﺴﺎ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻧﻔﺮ ﻣﻨﻪ، ﻭﻧﻔﺮ ﻣﻤﺎ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ، ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ،
ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ , ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺯﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ .
ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻮﺍﻟﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻣﻞ ﻭﻟﺪﻩ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻣﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﺄﺩﻳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ
ﺗﺒﻐﻴﺾ ﻟﻪ ﺗﺒﻐﻴﺾ ﻟﻠﻮﻟﺪ ﺗﺒﻐﻴﺾ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ، ﻳﻌﻨﻲ ﻻ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ
ﺩﻭﻥ ﺳﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻻ ﺗﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ، ﻣﺜﻼ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺩﻭﻥ
ﺳﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻟﻬﻢ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻓﻲ ﻋﻮﺭﺍﺗﻬﻦ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻟﻬﺎ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻓﻲ ﻋﻮﺭﺍﺗﻬﺎ .
ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺗﺸﺪﺩ ﻣﺜﻼ ﺑﻌﺾ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﻳﺒﺎﺡ ﻟﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﺣﻤﻴﺪﺓ , ﺃﻭ ﻛﺮﻩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺃﻭ ﻛﺮﻫﺖ
ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺨﻴﺮ . ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻣﺮﺍﻫﻘﺎ ﺃﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻐﻼﻣﺔ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻔﺘﺎﻩ ﻣﺮﺍﻫﻘﺔ ﻓﺈﻥ
ﻟﻬﺎ ﺃﺣﻜﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻭﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﻣﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻊ ﺳﺆﺍﻝ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﻌﻠﻢ .
ﻳﻌﻨﻲ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﺗﺴﺄﻝ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﻛﻴﻒ ﺃﺗﻌﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ، ﻣﻦ
ﺟﻬﺔ ﺍﻹﺫﻥ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ، ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻄﺔ، ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻣﺎ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻣﺎ ﻻ ﺗﻨﻈﺮ . ﻭﻫﺬﺍ
ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺑﺘﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻟﻨﻔﻮﺱ ﺃﻭﻟﺌﻚ، ﻭﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺒﻠﻮﻍ
ﻓﻴﻪ ﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ، ﻭﺍﻟﻘﻠﻢ ﻗﻠﻢ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﺒﻠﻮﻍ .
ﻓﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻠﻮﻍ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﻭﺃﺣﻮﺍﻝ، ﻭﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻪ ﺃﺣﻜﺎﻡ
ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻌﺔ , ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺮﺀ ﻓﻲ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺃﻭﻻﺩﻩ .
ﻷﻥ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﻨﺎ، ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﺤﺴﻦ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻣﻊ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ . ﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻭﻣﻊ
ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻭﺳﻦ ﺍﻟﺒﻠﻮﻍ .
ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﻠﻮﻍ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺸﺎﺭ ﺑﺎﻟﻮﻟﺪ ﻭﻳﺸﺎﺭ ﻟﻠﺒﻨﺖ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ،
ﻳﻀﻴﻖ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻭﻟﺪﻩ ﺭﺟﻼ ﻛﺎﻥ
ﺃﻡ ﺃﻧﺜﻰ ﻳﺄﻣﺮﻫﻤﺎ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻭﺑﺎﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻭﻳﻨﻬﺎﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ .
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺛﻢ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻘﺼﻴﺮﻱ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺃﻭ ﻫﺬﺍ، ﻓﻼ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ , ﻹﻧﻪ ﺧﺎﺻﺔ
ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻻ ﺗﻨﻔﻊ , ﺑﻞ ﺭﺑﻤﺎ ﻧﻔﺮﺕ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻬﺪﻯ . ﻓﺈﺫﺍ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻼ ﻫﺬﻳﻦ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ .
ﻭﺃﻥ ﻳﺒﺎﻋﺪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺳﺒﻞ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ
ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺎﺕ . ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻗﺴﻮﺓ ﻭﺷﺪﺓ؛ ﺑﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ
ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻹﻗﻨﺎﻉ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﺗﺎﺭﺓ ﻭﺑﺎﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ﺗﺎﺭﺓ، ﻭﻫﺬﺍ ﻻﺷﻚ ﺃﻧﻪ
ﺃﻧﻔﻊ .
ﻭﻣﻦ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻴّﺮ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻷﻭﻻﺩﻩ ﺇﺫﺍ ﻛﺒﺮﻭﺍ ﻣﻦ
ﻳﺼﺎﺣﺒﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ . ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻟﻠﻔﺘﺎﺓ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﻦ ﺍﻟﺒﻠﻮﻍ ﻳﺨﻴﺮ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ
ﺗﺼﺎﺣﺐ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺼﺎﺣﺐ . ﻓﺎﻟﻔﺘﺎﺓ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺼﺎﺣﺐ
ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺼﺎﺣﺐ ﺃﻣﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﺼﺎﺣﺐ ﺃﺧﺘﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺩﺍﺋﻤﺎ؛ ﺑﻞ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﺕ
ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻗﺒﻞ ﻟﻠﺘﻮﺟﻴﻪ .
ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻳﺘﺤﺮﻯ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻓﻲ ﻭﻟﺪﻩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻳﺼﺎﺣﺒﻪ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻓﻼﻥ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﻩ
ﺻﺎﻟﺤﺎ ﺧﻴﺮﺍ ﻣﺄﻣﻮﻧﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﺮﻏِّﺒﻪ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ﻭﻟﺪﻩ ﻭﻳﺤﺚ ﻭﻟﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ . ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻛﺎﻫﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻤﺎ ﻓﺎﺕ، ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ
ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﺕ ﻣﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ؟
ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﺇﺧﻼﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻭ ﺍﻷﻡ ﺑﻮﺍﺟﺒﻬﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ، ﻓﺘﺠﺪ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﻊَ ﻓﻲ
ﺇﺻﻼﺣﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ، ﻟﻢ ﻳﺴﻊ ﻓﻲ ﺇﺻﻼﺣﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﻠﻮﻍ، ﻟﻢ ﻳﺴﻊ ﻓﻲ ﺗﺤﺒﻴﺐ
ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ . ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺄﺗﻲ ﻳﺸﻜﻮ، ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻭﻟﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺑﻨﺘﻪ .
ﻓﻼ ﻳﺘﺮﻙ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﻭﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﻫﺬﻩ ﻭﺗﻠﻚ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﻯ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ
ﻳﺮﻩ، ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﻭﻻﺩ . ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻛﻴﻒ ﺗﻜﻮﻥ
ﻛﻴﻒ ﻳﺴﻌﻰ ﻛﻴﻒ ﻳﺼﻠﺢ، ﻭﻋﻨﺪ ﺫﺍﻙ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻋﻠﻰ
ﻭﻓﻖ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ .
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : ) ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨّﺎﺱ (
ﻧﻘﻠﻪ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ : ﻣﻮﻟﻮﺩ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﺯﻡ