ﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ
ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻧﺸﺄﺓ ﺑﺪﻋﺔ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨَّﺒﻮﻱ ﺍﻟﺸَّﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺤﺴﻦ ﺍﻟﻌﺒَّﺎﺩ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : " ﺷﺮﺡ ﺳﻨﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ : ) ﺍﻟﺸﺮﻳﻂ : 153 ، ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ"(
ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻧﺸﺄﺓ ﺑﺪﻋﺔ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨَّﺒﻮﻱ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸَّﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺤﺴﻦ ﺍﻟﻌﺒَّﺎﺩ - ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ :-
ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﺪ ﺃُﺣﺪِﺛﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱِّ، ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺛﻬﺎ ﺍﻟﻌُﺒﻴﺪﻳُّﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﻣِﺼﺮَ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ، ﻷﻧَّﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺮﻳﺰﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﻂ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﺼﺮ
ﻗﺎﻝ : ﺇﻧَّﻬﻢ ﺃﺣﺪﺛﻮﺍ ﺳﺘَّﺔ ﻣﻮﺍﻟﺪ :
1 ﻣﻴﻼﺩ ﺍﻟﻨَّﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ،
2 ﻭﻣﻴﻼﺩ ﻋﻠﻲّ، 3 ﻭﻣﻴﻼﺩ ﻓﺎﻃﻤﺔ،4 ﻭﻣﻴﻼﺩ ﺍﻟﺤﺴﻦ، 5 ﻭﻣﻴﻼﺩ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ، :6 ﻣﻴﻼﺩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻣﻦ ﺣﻜَّﺎﻣﻬﻢ .
ﻓﺈﺫﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻻﺕ، ﻭﺗﺨﺼﻴﺺ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ، ﻫﺬﺍ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ
ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ، ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : )) ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﻗﺮﻧﻲ، ﺛﻢَّ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻮﻧﻬﻢ، ﺛﻢَّ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻮﻧﻬﻢ ((
.[1]
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻟﺪ، ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﻛﺬﻟﻚ، ﻭﺃﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻛﺬﻟﻚ، ﺛﻼﺛﻤﺌﺔ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻻ
ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ! ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃُﺣﺪِﺙَ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱّ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺪﺛﻪ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪﻳﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﻣِﺼﺮَ .
ﺛﻢَّ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ؟
ﻫﻮ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﻨَّﺼﺎﺭﻯ؛ ﻷﻥَّ ﺍﻟﻨَّﺼﺎﺭﻯ ﻳﺤﺘﻔﻠﻮﻥ ﺑﻤﻴﻼﺩ ﻋﻴﺴﻰ؛ ﺇﺫﻥ ﻧﺤﺘﻔﻞ ﺑﻤﻴﻼﺩ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﻳﻌﻨﻲ : ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺪﺛﻪ ﺍﻟﻌُﺒﻴﺪﻳُّﻮﻥ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺪ : ﺍﺗِّﺒﺎﻉ ﺍﻟﻨَّﺼﺎﺭﻯ !
ﻭﻣﻌﻠﻮﻡٌ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻛﻞُّ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠَّﻢ ﻣﺎ ﺃﺭﺷﺪ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﻻ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭﻻ -ﺃﻳﻀًﺎ - ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻭﻥ، ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻨﻬﻢ،
ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ، ﻭﺃﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ؛ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻭُﺟِﺪَ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ. ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺆﻟَّﻔﺔ
ﻓﻲ ﻗﺮﻥٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺷﻲﺀ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻟﺪ ﺃﺑﺪًﺍ . ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻨَّﺎﺱ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻳﺤﺘﻔﻠﻮﻥ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻳﺄﻣﺮﻭﻥ ﺑﺎﻻﺣﺘﻔﺎﻝ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﺫﻟﻚ، ﺛﻼﺛﻤﺌﺔ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺫﻟﻚ ! ﻭﻣﻌﻠﻮﻡٌ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺨﻴﺮ
ﻛﻞُّ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﺗِّﺒﺎﻉ ﻣﻦ ﺳﻠﻒ.
ﻣﺤﺒَّﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﺔ ﻛﻞِّ ﻣﺤﺒﻮﺏ؛ ﻟﻜﻦ ﻭﻓﻘًﺎ ﻟﺴﻨّﺘِﻪِ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ. ﻭﻟﻢ ﻳﺄﺕِ ﻓﻲ ﺳﻨَّﺘﻪِ ﻭﻻ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ – ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺠﻬﻢ -
ﺷﻲﺀٌ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ.
ﻓﺈﺫﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻛﻞُّ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺘَّﺒﻊ ﺍﻟﺴُّﻨﻦ، ﻭﻳﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺔ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻋﺔ؛ ﻷﻥَّ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺘَّﺒِﻌًﺎ؛ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ :
ﻛﻞُّ ﺧﻴﺮٍ ﻓﻲ ﺍﺗِّﺒَﺎﻉِ ﻣَﻦْ ﺳَﻠَﻒَ ... ﻭﻛﻞُّ ﺷﺮٍّ ﻓﻲ ﺍﺑﺘﺪﺍﻉِ ﻣَﻦْ ﺧَﻠَﻒَ
1 / ﻫﻮ ﺑﻠﻔﻆ : ) ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻨَّﺎﺱ( ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱُّ ﻭﻣﺴﻠﻢٌ، ﻋَﻦْ ﻋَﺒْﺪِ ﺍﻟﻠَّﻪِ - ﺭَﺿِﻲَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻨْﻪُ- ﻋَﻦْ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ
ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻗَﺎﻝَ : )) ﺧَﻴْﺮُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻗَﺮْﻧِﻲ ﺛُﻢَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﻠُﻮﻧَﻬُﻢْ ﺛُﻢَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﻠُﻮﻧَﻬُﻢْ ... .((
ﺍﻫـ