ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ – : ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ
ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﺫﺍ ؟ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻒ ، ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺇﺫﺍ
ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻨﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ” ﺍﻟﺴﻠﻒ ” ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻔﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ، ﻭﻣﺎ ﻭﺯﻧﻬﺎ
ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻭﻓﻲ ﺩﻻﻟﺘﻬﺎ ، ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﻬﺪ ﻟﻬﻢ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ، ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺗﺮ ﺍﻟﻤﺨﺮّﺝ ﻓﻲ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ
ﻗﺎﻝ : ” ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺮﻧﻲ ، ﺛﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻮﻧﻬﻢ ، ﺛﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻮﻧﻬﻢ ” ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ
ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﻬﺪ ﻟﻬﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ، ﻓﺎﻟﺴﻠﻔﻴﺔ
ﺗﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻒ ، ﻭﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻮﻥ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺴﻠﻒ ، ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻣﻌﻨﻰ
ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ، ﺣﻴﻨﺌﺬٍ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻣﺮﻳﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ :
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﻭﻝ : ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺺ ﺃﻭ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻧﺴﺐ
ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ، ﻫﺬﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ
ﺷﺨﺺ ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ، ﺑﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﻫﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ، ﺫﻟﻚ
ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺿﻼﻟﺔ ، ﻭﺑﺨﻼﻑ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﻠﻒ ،
ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺛﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ، ﺑﻞ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺬﻡ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻫﻢ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ
ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ .
ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺸﻬﺪﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ” ، ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺁﺧﺮ ، ﻓﻴﻪ ﻣﺪﺡ ﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺫﻡ
ﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻫﻢ ﺑﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ : “ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ
ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ، ﻻ ﻳﻀﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ، ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ – ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻮﻡ
ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ”- ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺧﺺ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺑﻄﺎﺋﻔﺔ ، ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ، ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻓﻤﺎ ﻓﻮﻕ ، ﻓﺈﺫﻥ ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ
ﻟﻠﺴﻠﻔﻴﺔ ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺗﻤﺴﻚ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ، ﺣﻴﻨﺌﺬٍ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ، ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﺷﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺁﻧﻔﺎً . ﺃﻻ ﻭﻫﻮ : ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺣﻴﻨﺬﺍﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ، ﻭﻣﺎ ﺗﺮﻣﻲ
ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ، ﻓﻴﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺃﻥ – ﻻ ﺃﻗﻮﻝ : ” ﺃﻥ ﻳﺘﺒﺮﺃ
” ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﺑﺪﻫﻲ – ﻟﻜﻨﻲ ﺃﻗﻮﻝ : ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻠﻔﻴﺎً ، ﻷﻧﻨﺎ ﻓﻬﻤﻨﺎ ﺃﻥ
ﺍﻻﻧﺘﺴﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻻﻧﺘﺴﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ، ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ،
ﻧﺤﻦ ﻧﺄﺧﺬﻫﺎ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻳﺴﺘﺪﻝ ﺑﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﺤﻖ ، ﻳﺴﺘﺪﻟﻮﻥ ﺑﻪ
ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﺎﻷﺧﺬ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﺔ ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﺨﻠﻒ ، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ : ” ﻻ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﺃﻣﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﻼﻟﺔ ” ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻛﻞ ﺩﺍﺭﺱ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻲﺀ ، ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﺒﻴﻨﺔ ﻟﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻤﻦ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺳﻴﻘﻊ
ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺮﻕ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ : ” ﺍﻓﺘﺮﻗﺖ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﻭﺳﺒﻌﻴﻦ ﻓﺮﻗﺔ ، ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﺛﻨﺘﻴﻦ ﻭﺳﺒﻌﻴﻦ ﻓﺮﻗﺔ ،
ﻭﺳﺘﺨﺘﻠﻒ – ﺃﻭ ﺳﺘﺘﻔﺮﻕ – ﺃﻣﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻭﺳﺒﻌﻴﻦ ﻓﺮﻗﺔ ، ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﻻ
ﻭﺍﺣﺪﺓ ” ﻗﺎﻟﻮﺍ : ” ﻣﻦ ﻫﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ؟ ” ﻗﺎﻝ : ” ﻫﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ” ، ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻷﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ، ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻫﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻜﻢ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻫﻢ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻴﺔ ، ﻭﻣﻦ ﺳﻠﻚ ﺳﺒﻴﻠﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﻧﺤﺎ
ﻧﺤﻮﻫﻢ ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﺬّﺭﻧﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ
ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻬﻢ ، ﻭﻣﻦ ﺳﻠﻮﻙ ﺳﺒﻴﻞ ﻏﻴﺮ ﺳﺒﻴﻠﻬﻢ ، ﻟﻘﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ” ﻭﻣﻦ ﻳﺸﺎﻗﻖ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﻳﺘﺒﻊ ﻏﻴﺮ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻧﻮﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻮﻟﻰ ﻭﻧﺼﻠﻪ
ﺟﻬﻨﻢ ﻭﺳﺎﺀﺕ ﻣﺼﻴﺮﺍً ” .. ﺃﻧﺎ ﻟﻔﺖُّ ﻧﻈﺮ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺣﻜﻤﺔ
ﻋﻄﻒ ﺭﺑﻨﺎ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ” ﻭﻳﺘﺒﻊ ﻏﻴﺮ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ” ﻋﻠﻰ
ﻣﺸﺎﻗﻘﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻣﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ؟ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺤﺬﻑ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ، ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ : ” ﻭﻣﻦ ﻳﺸﺎﻗﻖ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻪ
ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻧﻮﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻮﻟﻰ ﻭﻧﺼﻠﻪ ﺟﻬﻨﻢ ﻭﺳﺎﺀﺕ ﻣﺼﻴﺮﺍً ” ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ
ﻭﺗﺄﻧﻴﺐ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﻗﻖ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻤﺼﻴﺮﻩ ﺍﻟﺴﻲﺀ ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ
ﺍﻵﻳﺔ ﻫﻜﺬﺍ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﺿﺎﻓﺖ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ” ﻭﻳﺘﺒﻊ ﻏﻴﺮ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ”
ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻋﺒﺚ ؟ ﺣﺎﺷﻰ ﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﺃﻱ ﻣﻦ ﺳﻠﻚ ﻏﻴﺮ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺒﻴﺮﻧﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ، ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪ ﻟﻬﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻴﺔ ، ﻭﻣﻦ ﺳﻠﻚ ﺳﺒﻴﻠﻬﻢ ، ﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ
ﻟﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﻥ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺳﺒﻴﻠﻬﻢ ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ : ” ﻭﻣﻦ ﻳﺸﺎﻗﻖ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﻳﺘﺒﻊ ﻏﻴﺮ ﺳﺒﻴﻞ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻧﻮﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻮﻟﻰ ﻭﻧﺼﻠﻪ ﺟﻬﻨﻢ ﻭﺳﺎﺀﺕ ﻣﺼﻴﺮﺍً “ ، ﺇﺫﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﺃﻣﺮﻳﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ :
ﺃﻭﻻُ : ﻣﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ؟
ﺛﻢ : ﻣﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﻉ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻨﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ، ﺛﻢ
ﺳﺒﻖ ﻟﻬﻢ ﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﺍﻻﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎً ﻋﻤﻠﻴﺎً ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ، ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ” ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻛﺎﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ ” ، ﻭﻣﻨﻪ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻗﻮﻟﻪ:
ﻭﻣﺎ ﺭﺍﺀٍ ﻛﻤﻦ ﺳﻤﻊ .
ﻓﺈﺫﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺸﻬﺪﻭﺍ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻛﺄﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﺎﻫﺪﻭﺍ ،
ﻭﺳﻤﻌﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ، ﻭﺭﺃﻭﻩ ﻣﻨﻪ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎً ﻋﻤﻠﻴﺎً ، ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻮﺟﺪ ﻛﻠﻤﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ
ﻧﻔﺦ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ، ﻭﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍً ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ
ﻧﺠﻌﻠﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻗﻌﺔ ، ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺗﻬﻢ ﻭﻓﻲ ﻣﻮﺍﻋﻈﻬﻢ ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﺍﺗﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ
ﺃﻥ ﻧﺠﻌﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻗﻌﺎً ﻳﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻛﻼﻡ ﺟﻤﻴﻞ ، ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻧﻔﻬﻢ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻛﻤﺎ ﻧﻘﻮﻝ ، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺤﻘﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ
ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ، ﺃﻥ ﻧﺠﻌﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺗﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ، ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﻫﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻟﻠﺴﺒﺒﻴﻦ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﻳﻦ ﺁﻧﻔﺎً ،
ﺳﻤﻌﻮﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻨﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﻮﻋﻮﻩ ﺧﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﻭﻋﻲ ، ﺛﻢ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﻮﺭ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺎﻥ
ﻓﻌﻠﻲ ﺭﺃﻭﺍ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﻓﻌﻼً ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺿﺮﺏ ﻟﻜﻢ ﻣﺜﻼً ﻭﺍﺿﺤﺎً
ﺟﺪﺍً ، ﻫﻨﺎﻙ ﺁﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﺭﻓﺎً
ﻟﻠﺴﻨﺔ ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ” ﻭﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﺘﺒﻴﻦ
ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﻧﺰّﻝ ﺇﻟﻴﻬﻢ ”… ﻫﺎﺗﻮﺍ ﺳﻴﺒﻮﻳﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻓﻴﻔﺴﺮ ﻟﻨﺎ
ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ، ﻭﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﻣﻦ ﻫﻮ ؟ ﻟﻐﺔً ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺩ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ، ﻭﺍﻟﻴﺪ ﻣﺎ
ﺍﻟﻴﺪ؟ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺳﻴﺒﻮﻳﻪ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻟﻴﻦ ، ﻣﻦ
ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻴﺪ ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻘﻄﻊ ﻹﺛﻢ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ؟ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﻣﻦ ﺳﺮﻕ ﺑﻴﻀﺔ ﻓﻬﻮ ﺳﺎﺭﻕ ،ﻭﺍﻟﻴﺪ ﻫﻲ ﻫﺬﻩ ﻟﻮ ﻗﻄﻌﺖ ﻫﻨﺎ
ﺃﻭ ﻫﻨﺎ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻬﻲ ﻳﺪ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻫﻮ .. ﻓﻠﻨﺘﺬﻛﺮ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.
” ﻭﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﺘﺒﻴﻦ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﻧﺰّﻝ ﺇﻟﻴﻬﻢ ”… ، ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ، ﻓﻬﻨﺎﻙ
ﺑﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻃﺒﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻌﻼً ، ﻓﻲ
ﺧﺼﻮﺹ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻛﻤﺜﻞ ، ﻭﻓﻲ ﺧﺼﻮﺹ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ، ﻭﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ . ﻷﻥ ﻣﻦ
ﻗﺮﺃ ﻋﻠﻢ ﺍﻷﺻﻮﻝ ، ﻳﻘﺮﺃ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺎﻡ ﻭﺧﺎﺹ ، ﻣﻄﻠﻖ ﻭﻣﻘﻴﺪ ،
ﻧﺎﺳﺦ ﻭﻣﻨﺴﻮﺥ ، ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣﺠﻤﻠﺔ ﻳﺪﺧﻞ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﺻﻮﻝ ، ﺇﻥ ﻟﻢ ﻧﻘﻞ : ﻣﺌﺎﺕ
ﺍﻷﺻﻮﻝ ، ﻧﺼﻮﺹ ﻋﺎﻣﺔ ﻗﻴﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ ”.
ﺟﺰﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﻓﺮﻏﻪ .
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ