و مالي و للـدُّنيا و ليسـتْ ببغْيتـي * ولا مُنْتهى قصَدي ولسْتُ أنا لهـا
و لسـتُ بميـَّال إليـها و لا إلـى * رئاسَـتِهـا نَـتْناً وقُبْحـا ً لحالهـا
هي الـدارُ دارُ الهمِّ والغمِّ و العَنـا * سريعٌ تقضِّيــها قريـبٌ زوالُهـا
إذا أضحكَتْ أبكتْ و إنْ رام وصْلَها * غبيٌّ فيا سُرْعَ انقطاعِ وصالِهـا
مياسيرُها عُسْرٌ وحـزْنٌ سرورُهـا * وأرباحُهـا خُسْرٌ ونَقْـصٌ كمالُها
فأسـألُ ربـي أن يحـوْلَ بحـوله * وقوَّتِـه بيـني وبيـنَ اغتيالِـها
لقـد نظَـروا قـومٌ بعينٍ بصـيرةٍ * إليها فلـمْ تغررْهُـمُ باختيالِهـا
و مال إليهـا آخـرون لجهلـهم * فلما اطمئنّـوا أرشقتْهُـمْ نبالُهـا
ليلْهـوا و يغترُّوا بها ما بدا لـهم * متى تبلغِ الحلقـومَ تُصـرَمْ حبالُهـا
مَحَلَّين قل للنفس ليس سـواهما * لِتَكْسِبْ أو فلْتَكْتسِـبْ ما بـدا لَهـا
فإنْ تَكُ منْ أهـل السعـادةِ والتقى * فـإنَّ لهـا الحسْنى بحسْن فِعالهـا
تفـوزُ بجنـاتِ النعيـم وحُورِهـا * و تُحـبَرُ فـي روضاتِهـا وظلالِهـا
على سـرُرٍ موضـونةٍ ثم فرْشُهـم * كمـا قال فيهـا ربُّنا واصفاً لَـهـا
بطائنُهـا إستـبرقٌ كيفَ ظنُّـكم * ظواهرُهـا لا منتهـى لجمالِـهـا
و إنْ تكنِ الأخـرى فويلٌ و حسْرةٌ * و نارُ جحيـمٍ مـا أشدَّ نكالَـهـا
طعـامُهم الغسلينُ فيها وإن سُقُـوا * حميماً بـه الأمعـاءُ كان انحلالُـه
للعلامة الحافظ الحكمي رحمه الله