قال بن عبد البر رحمه في ذم التقليد
يا سائلي عن موضع التقليد
خُذ عني الجواب بِفهم لُبٍّ حاضر
واصغ إلى قولي ودِن بنصيحتي
واحفظ علي بوادري ونوادري
لا فرق بين مُقلد وبَهيمة
تَنقاد بين جَنادل ودَعائر
تَبا لقاضٍ أو لمُفتٍ لا يرى
عللا ومعنى للمَقال السَائر
فإذا اقتديتَ فالبِكتاب وسُنة
المـ ـبعوث بالدين الحَنيف الطاهرِ
ثم الصحابة عند عدمك سنة
فأولئك أهل نُهى وأهل بصائرِ
وكذاك إجماع الذين يلونهم
من تابعيهم كابرا عن كابر
إجماع أمتنا وقول نبينا
مثل النصوص لذي الكتاب الزاهر
وكذا المدينة حجة إن أجمعوا
متتابعين أوائلا بآواخر
وإذا الخلاف أتى فدونك فاجتهد
ومع الدليل فمل بفهم وافر
وعلى الأصول فقِس فروعك لا تقِس
فَرعا بفرع كالجهول الحائر
والشر ما فيه -فديتك- أسوة
فانظر ولا تحفل بزلَّة مَاهر
جامع بيان العلم
(ص 990 ، طبعة دار ابن الجوزي)