«لا أحد يأمَنْ على نفسه مِنْ الشِّرك»
سُئِلَ معالي الشَّيخ الدُّكتور/ صالح بن فوزان الفوزان (عضو هيئة كبار العُلماء) -حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى-: ما الرَّد على مَنْ يقول: أنَّ النَّاس في هذه البلاد على بيئة التَّوحيد، وعلى الفطرة السَّليمة، فلماذا يشتغلون بتعلم التَّوحيد؟
فقالَ -حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى-: يا سُبحان الله!، يعني: آمنين مِنْ الشِّرك، ما أحد يأمَنْ على نفسه؛ إبراهيم عليه السَّلام قالَ: ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ﴾، خاف على نفسه، مع أنه هو الَّذي كسر الأصنام وألقي في النَّار بسبب ذلك ومع هذا خاف على نفسه، والسَّبب: ﴿إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ﴾، فتنة -والعياذُ بالله-، ولا أحد يأمَنْ على نفسه مِنْ الشِّرك، ولا يكفي أنْ تقول: أنا موحّد وأنا ما أشرك، لا، صرت ما تعرف الشِّرك تقع فيه، لازم تتعلم الشِّرك ما هو، وأنواع الشِّرك عشان تتجنَّبها، ولا تزكِّي نفسك، وتقول: أنا في حماية، وأنا..، ضلَّ مَنْ هُو أعظم منك، ضلُّوا وزاغُوا، خاف من الفتنة يا أخي!، الفتنة عظيمة الآن، -كما تعلمون- الفتن الآن عظيمة ومتنوِّعة، وتصل إلى النَّاس وهُم على فرشهم، في بيوتهم، وهُم مغلقون أبوابهم، تدخل عليهم الفتن بواسطة -ما تعلمون- من "وسائل الإعلام الشّريرة"، فالفتن عظيمة؛ ولا أحد يأمَنْ على نفسه، ولا تزكِّي نفسك، ولا تأمَنْ على نفسك. نعم.اهـ.
([المصدر: «موقع الشَّيخ حَفِظَهُ اللهُ»])