قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في: "مجموع الفتاوى والرسائل" (ج22:/ص: 183-184):
( فالسنة:" مثال سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق"، قال الزهري: كان من مضى من علمائنا يقول: "الاعتصام بالسنة نجاة"، وعامة من تجد له حالا من مكاشفة أو تأثير، أعان به الكفار أو الفجار أو استعمله في غير ذلك من معصية الله، فإنما ذلك نتيجة عبادات غير شرعية، كمن اكتسب أموالا محرمة، فلا يكاد ينفقها إلا في معصية الله.
والبدع نوعان: بدع في الأقوال والاعتقادات، وبدع في الأفعال والعبادات، وهذا الثاني يتضمن الأول، كما أن الأول يدعو إلى الثاني.
فالمنتسبون إلى العلم والنظر وما يتبع ذلك يخاف عليهم إذا لم يعتصموا بالكتاب والسنة من القسم الأول، والمنتسبون إلى العبادة والنظر والإرادة وما يتبع ذلك يخاف عليهم إذا لم يعتصموا بالكتاب والسنة من القسم الثاني
وقد أمرنا الله أن نقول في كل صلاة: (( اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضالين))، آمين، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون))، قال سفيان بن عيينة: كانوا يقولون: "من فسد من العلماءففيه شبه من اليهود، ومن فسد من العُباد ففيه شبه من النصارى"، وكان السلف يقولون: "احذروا فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون".
فطالب العلم إن لم يقترن بطلبه فعل ما يجب عليه، وترك ما يحرم عليه من الاعتصام بالكتاب والسنة، وإلا وقع في الضلال).