قال فضيلة الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي في كتابه معارج القبول صفحة 84:
" و اختلف العلماء في معنى الحمد و الشكر هل هما مترادفتان أو لا، فذهب إلى ترادفهما ابن جرير الطبري صاحب التفسير و جعفر الصادق و غيرهما، و ذهب جماعة من المتأخرين إلى التفرقة بينهما.
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : الحمد يتضمن المدح و الثناء على المحمود بذكر محاسنه، سواء كان الإحسان إلى الحامد أو لم يكن، و الشكر لا يكون إلا على إحسان المشكور إلى الشاكر.
فمن هذا الوجه الحمد أعم من الشكر لأنه يكون على المحاسن و الإحسان، فإن الله تعالى يحمد على ما له من الأسماء الحسنى و المثل الأعلى، و ما خلقه في الآخرة و الأولى، و لهذا قال تعالى { و قل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدًا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له ولي من الذل } الإسراء 111
و قال تعالى { الحمد لله الذي خلق السموات و الأرض و جعل الظلمات و النور } الأنعام 1
و قال تعالى { الحمد لله الذي له ما في السموات و ما الأرض و له الحمد في الآخرة } سبأ 1
و قال تعالى { الحمد لله فاطر السموات و الأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى و ثلاث و رباع يزيد في الخلق ما يشاء } فاطر 1
و أما الشكر فإنه لا يكون إلا على الإنعام فهو أخص من الحمد من هذا الوجه، لكنه يكون بالقلب و اليد و اللسان كما قيل:
أفادتكم النعماء مني ثلاثةً...............يدي و لساني و الضمير المحجبا
و لهذا قال تعالى { اعملوا آل داود شكرا و قليل من عبادي الشكور } سبأ 13
و الحمد يكون بالقلب و اللسان، فمن هذا الوجه الشكر أعم من جهة أنواعه، و الحمد أعم من جهة أسبابه.
و في الحديث " الحمد لله رأس الشكر " فمن لم يحمد الله لم يشكره، و في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال " إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمدَه عليها و يشرب الشربة فيحمده عليها" و الله أعلم انتهى كلامه رحمه الله تعالى."
تنبيه :
حديث "الحمد لله رأس الشكر" ضعيف ضعفه الألباني في الضعيفة تحت رقم 1372