ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻗﻨﻄﺮﺓ ﺍﻟﺘﺸﻴﻊ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ، ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻧﺒﻲ ﺑﻌﺪﻩ ، ﻭ ﺑﻌﺪ :
ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺃَ ﺍﻟﻤﺪ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﻲ ﺍﻟﺼﻔﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺴﺎﻉ ﻭ ﺍﻟﺰﺣﻒ ﻟِﻴَﻠْﺘﻬِﻢَ ﻣﺎ ﺑﻘﻲَّ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ، ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺤﺖ " ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ " ﺗﺤﺖ ﻗﺒﻀﺘﻪ ، ﻭ ﺗﻮﻏﻞ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ " ﺍﻟﻴﻤﻦ "
ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ـ ﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺷﻮﻛﺔ ﻓﻲ ﻇﻬﺮ " ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ "
ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ـ ، ﻭ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺼﺪﻳﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﺃﺭﺟﺎﺀ " ﻟﺒﻨﺎﻥ " ﺍﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ
ﺟﻨﻮﺑﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﺑﻨﻬﻢ ﺍﻟﺒﺎﺭ " ﺣﺴﻦ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻠﻪ " ، ﻭ ﻇﻬﻮﺭﻩ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ
" ﻏﺰﺓ " ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﻤﺎﺱ ﺍﻹﺧﻮﺍﻧﻴﺔ ، ﻭ ﺑﺪﺀ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻜﻨﺎﻧﺔ ﺑﻌﺪ ﺯﻳﺎﺭﺓ
ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﻤﺠﻮﺱ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ، ﻭ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ " ﺃﺣﻤﺪﻱ ﻧﺠﺎﺩ
" ﻟﻬﺎ ، ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﺍﻷﻧﺠﺎﺱ ﺑﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮ ! ﺑﻌﺪ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ
ﻟﻸﺿﺮﺣﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺘﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ !! .
ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺒﻖَّ ﻟﻬﻢ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﻔﺬﻭﺍ ﻭﺻﻴﺔ ﺃﺋﻤﺘﻬﻢ ـ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ !! ـ ﻣﻦ "
ﺍﺳﺘﺒﺎﺣﺔ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ " ، ﻭ " ﻫﺪﻡ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ " ، ﻭ ﺟﻌﻞ "ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻭ ﻗﻢ " ﻗﺒﻠﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ! ، ﻭ
ﺃﺧﺮﺍﺝ ﺟﺴﺪ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮٍ ﻭ ﻋﻤﺮ ﻭ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺣﺪ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺄﺧﺮ ﻟﻤﺪﺓ
ﻗﺮﻭﻥ! .
ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺣﻼﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺠﻮﺱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ " ﺇﻳﺮﺍﻥ " .
ﺑﻴﺪ ﺃﻧﻲ ﻭﻗﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﻬﺎ " ﻧﻮﺍﺏ ﺻﻔﻮﻱ " ﺃﺣﺪ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻓﺪﺍﺋﻴﺎﻥ ﺇﺳﻼﻡ
ﺍﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ، ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ " ﺃﺣﻤﺪ ﻣﻴﺮ ﻗﺎﺳﻢ ﺍﻟﻜﺴﺮﻭﻱ " ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ
ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ! ، ﻭ " ﺍﻟﻜﺴﺮﻭﻱ " ﻫﺬﺍ ـ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎﺏ
)) ﺍﻟﺘﺸﻴُﻊ ﻭ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ (( ﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺰﺕ ﻛﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﺸﻴﻊ ﺩﺍﺧﻞ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻭ ﺧﺎﺭﺟﻪ .
ﻭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻮﻗﻔﺘﻨﻲ ﻟﻠـﺮﺍﻓﻀﻲ ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ " ﻧﻮﺍﺏ ﺻﻔﻮﻱ " ﻫﺬﺍ ، ﺗﺒﻴﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ
ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﺘﻢ ﻟﻠﺮﺍﻓﻀﺔ ﺍﻷﻧﺠﺎﺱ ﺍﻟﺘﻮﻏﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻟﻠﻨﻴﻞ ﻣﻦ ﺑﺎﻗﻲ ﺑﻼﺩ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ..! ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺣﺸﺪ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ، ﻭ ﺷﺒﺎﺏ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻣﺎ ﻧﺼﻪ : )) ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﻌﻔﺮﻳﺎً ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً ﻓﻠﻴﻨﻀﻢ ﺇﻟﻰ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ! (( ] ﻣﻮﻗﻒ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻟﻌﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺹ / 15 ﻁ ﺳﺒﻬﺮ 1406 ﻫـ .[
ﻓﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﺤﻀﻦ ﻟﺠﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ! .
ﻭ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ :
ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻳﻨﻀﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺷﻴﻌﻴﺎً ﺟﻌﻔﺮﻳﺎً ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ؟!
ﻭ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﻓﻲ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ .. ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﻳﻔﻜﺮ ﺭﺟﺎﻝ ﻭ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺗﻨﻈﻴﻢ
ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﻌﺠﺐ .
ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻻ ﻳَﺘﺼﻮﺭ ﻟﻪ ﻭﺟﻮﺩ ﺑﺪﻭﻥ ﻓﻜﺮ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ " ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ " ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺲ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ، ﺃﻭ ﻗﻞ : ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻧﻴﺔ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻌﻴﺪ ﺣﻮﻯ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ] ﻓﻲ ﺁﻓﺎﻕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺹ / 5 [ : )) ﻭ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﻻ
ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺇﻻ ﺑﻔﻜﺮ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺒﻨﺎ ﻭ ﺇﻻ ﺑﻨﻈﺮﻳﺎﺗﻪ ﻭ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ)) . ﺍﻫـ
ﻭ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺘﻠﻤﺴﺎﻧﻲ : )) ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻣﺮ ﺗﺠﻤﻴﻊ ، ﻭ ﺗﻜﻮﻳﻦ ، ﻭ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ
ﺃﻣﺔ ﻣﺴﻠﻤﺔ ، ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ، ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ..
ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻣﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ !! (( ] ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﻻ ﻣﺬﻛﺮﺍﺕ ﺹ / 8 [
ﻓﺎﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻓﻜﺮ ﻭ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ " ﺍﻟﺒﻨﺎ " ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .. ﻷﻥ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ " ﺍﻟﺒﻨﺎ " ﻣﺼﻄﻔﻰَ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ! ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ " ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺘﻠﻤﺴﺎﻧﻲ " .
ﻭ ﻟﻬﺬﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ " ﺍﻟﺒﻨﺎ " ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ ﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﻴﻊ ،
ﺣﺘﻰ ﻧﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ! .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺘﻠﻤﺴﺎﻧﻲ (( : ﻭ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ ـ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﺫﻛﺮ ـ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ " ﺍﻟﻘُﻤِّﻲ
" ـ ﻣﻦ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ـ ﻳَﻨْﺰﻝ ﺿﻴﻔﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ، ﻭ
ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻳﻌﻤﻞ ﺟﺎﺩﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ... ﻭ ﺳﺄﻟﻨﺎﻩ ﻳﻮﻣﺎً
ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ؟ ﻓﻨﻬﺎﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﺎﺋﻜﺔ ...
ﻭﻗﺎﻝ : " ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ ﺗﺠﻤﻌﻬﻢ ﻛﻠﻤﺔ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ، ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﻴﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ، ﺃﻣﺎ
ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ! ."
] ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﻻ ﻣﺬﻛﺮﺍﺕ ﺹ / 249 : 250 [
ﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ " ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻝ ﺍﻟﺠﺒﺮﻱ " ﻧﻘﻼً ﻋﻦ " ﺭﻭﺑﻴﺮ ﺟﺎﻛﺴﻮﻥ " ﻗﻮﻟﻪ : )) ﻭ
ﻟﻮ ﻃﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ـ ﻳﻘﺼﺪ : ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎـ ﻟﻜﺎﻥ ﻳُﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻟﻬﺬﻩ
ﺍﻟﺒﻼﺩ ، ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻮ ﺍﺗﻔﻖ " ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ " ﻭ " ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺎﺷﺎﻧﻲ " ـ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ـ
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳُﺰﻳﻼ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ، ﻭ ﻗﺪ ﺍﻟﺘﻘﺎ ﺍﻟﺮﺟﻼﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﻋﺎﻡ
48 ﻭ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺗﻔﺎﻫﻤﺎ ﻭ ﻭﺻﻼ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﻄﺔ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﻋﻮﺟﻞ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ
ﺑﺎﻻﻏﺘﻴﺎﻝ (( . ] ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻏﺘﻴﻞ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ ؟ ﺹ / 32 ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﻃـ 1 [ .
ﻗﻠﺖ : ﻓﺎﻷﺳﺘﺎﺫ " ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ " ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺮﻯ ﻓﺮﻗﺎً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ، ﻓﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ
ﻛﻠﻤﺔ " ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ " ! ، ﻭ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ
ﺑﺎﻟﻨﻘﺎﺵ ﻣﻤﺎ ﻳﻔﺮﻕ ﺍﻷﻣﺔ ، ﻭ ﻟﻬﺬﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ! .
ﻭ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺗﺒﻨﺖ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺗﻘﺮﻳﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ، ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﺗﻨﺎﻓﺴﻮﺍ
ﻓﻲ ﻫﺬﺍ !! .
ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺆﺭﺥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻠﻴﻢ : )) ﻭ ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ " ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺗﻲ
" ﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﺸﻴﻊ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ـ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ـ ﻭ ﻣﻦ ﻣﻐﺎﻻﺓ
ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺸﻴﻊ ، ﻓﺈﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﻭ ﺍﺷﻘﺎﺅﻩ ﻭ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻠﻪ ﻭ ﻋﺸﻴﺮﺗﻪ ﺃﺣﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺑﻤﻜﺎﻥ ﺃﺧﻴﻪ ﻭ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ! (( ] ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺻﻨﻌﺖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ 2 / 446 [ .
ﻭ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺘﻠﻤﺴﺎﻧﻲ ـ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭ ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﺟﻤﻊ ﻭ ﻗﺼﺮ
ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ! ـ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻹﺧﻮﺍﻧﻴﺔ ﻣﻘﺎﻝ
ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ : " ﻻ ﺳﻨﺔ ﻭ ﻻ ﺷﻴﻌﺔ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ ﺃﻭﻻً " ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ : )) ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻵﻥ ! (( ] ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 1985 ﻡ ﻋﺪﺩ 37 [
ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ) ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﻻ ﻣﺬﻛﺮﺍﺕ ﺹ / 131 ( : )) ﻛﺎﻥ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ
ﻳﺤﺘﻔﻠﻮﻥ ﺑﺬﻛﺮﻯ " ﻧﻮﺍﺏ ﺻﻔﻮﻱ " ﺭﺋﻴﺲ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻓﺪﺍﺋﻴﺎﻥ ﺇﺳﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ
ﺇﻳﺮﺍﻥ (( ﺍﻫـ
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎً : )) ﻭﻟﻢ ﺗﻔﺘﺮ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺑﺰﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﺎﺗﺼﻠﻮﺍ ﺑﺂﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ "
ﺍﻟﻜﺎﺷﺎﻧﻲ " ﻭﺍﺳﺘﻀﺎﻓﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ " ﻧﻮﺍﺏ ﺻﻔﻮﻱ " ، ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻻ
ﻟﻴﺤﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ! ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻓﻌﻠﻮﻩ ﻟﻐﺮﺽ ﻧﺒﻴﻞ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ
ﺇﺳﻼﻣﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺮﺏ ﺣﺪ ﻣﻤﻜﻦ (( .
ﻭ ﻗﺪ ﺗﺎﺑﻌﻬﻢ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ " ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺎﻣﺪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻨﺼﺮ " ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﺣﻴﺚ
ﻗﺎﻝ : )) ﺇﻥ ﺃﻱ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻳﻌﻨﻲ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭ ﻣﻨﻬﺠﻨﺎ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺨﻮﺽ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ (( ﺍﻫـ .
ﻭ ﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﻣﺎ ﻗﺮﺭﻩ " ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻬﺪﻱ ﻋﺎﻛﻒ " ـ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ ـ
ﻓﻘﺎﻝ : )) ﻧﺤﻦ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻧﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺗﻔﻘﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻳﻌﺬﺭ ﺑﻌﻀﻨﺎ
ﺑﻌﻀﺎً ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺨﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ ! (( ] ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻋﺪﺩ 478 [
ﻭ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ : )) ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻳﺘﻔﻘﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ
ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ " ﺍﻟﺠﻌﻔﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻹﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺰﻳﺪﻳﺔ " ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻓﻼ
ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﻓﻘﻂ ! ((
ﻭ ﻗﺎﻝ : )) ﻓﺎﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻌﺘﺒﺮﺓ ﺗﻘﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ـ ﺇﻥ
ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺤﺘﺮﻣﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ! (( ﺍﻫـ
] ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻧﺖ 3 / 10 / 2004 ﻡ ، ﻧﻘﻼً ﻣﻦ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﻉ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻭ ﺍﻹﻓﻼﺱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻮﺻﻴﻔﻲ [ .
ﻭ ﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎً : )) ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﻤﺪ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﺃﺭﻯ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ، ﻓﻌﻨﺪﻧﺎ 56
ﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺳﻨﻴﺔ ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﺘﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ؟ ، ﺃﻟﻴﺲ ﺣﺴﻦ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻴﻌﻴﺎً ، ﺃﻟﻢ ﻳﺆﻳﺪﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ
ﺣﺮﺑﻪ ﺿﺪ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﻲ ﺻﻴﻒ 2006 ؟ (( ] ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ 24 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2008 ﻋﺪﺩ 470 [ .
ﻭ ﻧﺸﺮﺕ ﻣﺠﻠﺔ " ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ " ﺍﻹﺧﻮﺍﻧﻴﺔ ﺑﻴﺎﻧﺎً ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ " ﺣﺎﻣﺪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻨﺼﺮ " ـ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ ﺣﻴﻨﻬﺎ ـ ﻓﻴﻪ : )) ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻳﺤﺘﺴﺒﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﻴﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ، ﻭ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ
ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ! ، ﻭ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﺧﺎﻟﺺ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭ
ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ، ﻭ ﺇﻧﺎ ﻟﻠﻪ ﻭ ﺇﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ (( ] ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻟﺴﻨﺔ 1979 ﻡ [ .
ﻭ ﻗﺎﻝ ﺳﺎﻟﻢ ﺍﻟﺒﻬﻨﺴﺎﻭﻱ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ] ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﻯ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺹ / 8 [ : )) ﻭﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ
ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﺍﻹﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮﻳﺔ ! ((
ﻭ ﻧﺠﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﺸﻄﻲ ـ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻈّﺮﻱ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻭﺭﺋﻴﺲ
ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻣﺠﻠﺔ ) ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ( ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ ﻟﻺﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ـ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻝٍ ﻛﺘﺒﻪ
ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ ) ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ( ﻋﺪﺩ 455: ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ) ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ( :
)) ﻭ ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺤﻤﺪﻳﺔ ﻓﻤﻨﺎﺻﺮﺗﻬﻢ ﻭ
ﺗﺄﻳﻴﺪﻫﻢ ﻭﺍﺟﺐ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﺪﻭﻫﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﻠﻞ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ..
ﻓﺎﻟﺸﻴﻌﺔ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﺗﺮﻓﻊ ﻟﻮﺍﺀ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ، ﻭ ﺍﻟﺸﺎﺓ ﻳﺮﻓﻊ ﻟﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺠﻮﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﻄﻦ
ﺑﺎﻟﺤﻘﺪ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ .. ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﺆﻳﺪ ﻟﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺠﻮﺳﻴﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻭﻳﺘﺮﻙ ﻟﻮﺍﺀ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ (( ﺍﻫـ
ﻭ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺘﻠﻤﺴﺎﻧﻲ : " ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻬﺎﺟﻢ
ﺍﻳﺮﺍﻥ ؛ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀً ﻟﻬﺬﺍ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻹﺧﻮﺍﻧﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﺭﺟﺎً ﻟﻠﺘﻮ
ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺿﺎﺭﻳﺔ ) 1982-1979 ( ﻣﻊ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﺤﻠﻴﻒ ﻝﺇﻳﺮﺍﻥ ،ﻭ
ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺭﺳﻤﻴﺎً ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﻷﺣﺪ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻫﻮ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻌﻴﺪ ﺣﻮﺍ ( ( ] ﻣﺠﻠﺔ " ﻛﺮﺳﻨﺖ " ﺍﻟﻜﻨﺪﻳﺔ ، ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 6 ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺃﻭﻝ 1984 [
ﻗﻠﺖ : ﻭ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻳﻄﻮﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻭ ﻣﻘﺎﻻﺗﻬﻢ ، ﻭ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ
ﺃﺩﻧﻰ ﺍﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺑﻴﺎﺕ " ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ " ﻳﺴﺘﻮﻗﻔﻪ ﺃﻣﻮﺭ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ،
ﻣﻨﻬﺎ : ﺃﻥ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻣﺮﺷﺪ ﺃﻋﻠﻰ ﻛﻤﺎ ﻟﻠﺮﺍﻓﻀﺔ ﻣﺮﺷﺪ ﺃﻋﻠﻰ ، ﻭ ﻗﻀﻴﺔ "
ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﻴﺔ " ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺎﻭﺭ ﺑﻬﺎ " ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ " ﻟﺨﺪﺍﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑـ " ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ "
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺎﻭﺭ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ .
ﻓﺎﻟﺸﺒﻪ ﻣﻮﺟﻮﺩ .. ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻗﻮﻝ " ﻧﻮﺍﺏ ﺻﻔﻮﻱ " :
)) ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﻌﻔﺮﻳﺎً ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً ﻓﻠﻴﻨﻀﻢ ﺇﻟﻰ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ !
(( ؟ .
ﻧﻌﻮﺩ ..
ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﻗﻀﻴﺔ ﻳﻔﺎﺭﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻧﺘﻘﺎﺹ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ـ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺮﺿﻮﺍﻥ ـ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﺭﻓﻌﻬﻢ ﻷﺋﻤﺘﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ .. ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻐﻴﺐ ،
ﻭ ﺗﺼﺮﻳﻒ ﺍﻟﻜﻮﻥ ، ﻭ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻹﻣﺎﺗﺔ ، ﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺼﺮﻑ ﺇﻻ
ﻟﻠﺮﺏ ـ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﻰ ـ ، ﻟﻜﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﺹ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﻓﻲ
ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ .
ﻓﻬﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ؟
ﻓﻠﻨﻨﻈﺮ ..
ﻫﺬﺍ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﻣﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ، ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺸﻌﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ، ﻭ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﻲ ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻞ ! : " ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﻲ " ، ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ .. ﺧﻼﻑ ﺧﻠﻘﻪ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭ
ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ !!
ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ] ﻛﻴﻒ ﻧﻔﻬﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺹ / 142 [ : )) ﻭﻟﻢ ﺗﻨﺞ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻣﻦ ﻋﻘﺒﻰ
ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺷﻬﻮﺍﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﺀ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﺌﺜﺎﺭ
ﺃﻗﺤﻤﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺴﻤﺎﻥ ﻛﺒﻴﺮﺍﻥ ) ﺷﻴﻌﺔ ﻭ ﺳﻨﺔ( ﻣﻊ ﺃﻥ
ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ﻳﺆﻣﻨﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﺤﻤﺪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ـ ﻭﻻ ﻳﺰﻳﺪ
ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺠﻤﺎﻉ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻠﺢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺗﻠﺘﻤﺲ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ! ((
ﻭ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ] ﺹ / 143 [ : )) ﻭﻛﺎﻥ ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺃﻥ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺸﻘﺎﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻭ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﺘﺼﻼً ﺑﺄﺻﻮﻝ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ! ﻟﻴﺘﻤﺰﻕ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﺰﻗﺘﻴﻦ ﻭﺗﺘﺸﻌﺐ ﺍﻷﻣﺔ
ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ - ﺇﻟﻰ ﺷﻌﺒﺘﻴﻦ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻳﺘﺮﺑﺺ ﺑﺎﻵﺧﺮ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺑﻞ ﻳﺘﺮﺑﺺ ﺑﻪ ﺭﻳﺐ ﺍﻟﻤﻨﻮﻥ ،
ﺇﻥ ﻛﻞ ﺍﻣﺮِﻱﺀٍ ﻳﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔُﺮﻗﺔ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻓﻬﻮ ﻣﻤﻦ ﺗﺘﻨﺎﻭﻟﻬﻢ ﺍﻵﻳﺔ } ﺇِﻥَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ
ﻓَﺮَّﻗُﻮﺍْ ﺩِﻳﻨَﻬُﻢْ ﻭَﻛَﺎﻧُﻮﺍْ ﺷِﻴَﻌﺎً ﻟَّﺴْﺖَ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ﻓِﻲ ﺷَﻲْﺀٍ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﺃَﻣْﺮُﻫُﻢْ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠّﻪِ ﺛُﻢَّ ﻳُﻨَﺒِّﺌُﻬُﻢ ﺑِﻤَﺎ
ﻛَﺎﻧُﻮﺍْ ﻳَﻔْﻌَﻠُﻮﻥَ { (( ﺍﻫـ .
ﻭ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ) ﻇﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺏ ( ـ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﺩﻳﻨﻲ ! ـ ﺹ / 197 : )) ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻮﻗﻦ ﺃﻧﻪ ـ ﺃﻱ ﺍﻷﺯﻫﺮ ـ ﺇﺫﺍ
ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ ﻓﺈﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻮﻗﻴﻌﺔ ﺳﻮﻑ ﺗﺬﻭﺏ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺀ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺬﻭﺏ
ﻛُﺘﻞُ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪ ﺗﺤﺖ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ (( .
ﻗﻠﺖ : ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﻓﻬﻤﻪ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ .. ﻓﻬﻞ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻘﺎﺹ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ؟
ﻟﻘﺪ ﻧﺴﺐَ " ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﻲ " ﺟﻤﺎﻋﺔً ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ
ﺳﻠﻢ ـ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤُﻔﺘﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ( ﺇﻟﻰ ﻧﺤﻠﺔ ﺃﺭﺿﻴﺔ ، ﻭ ﺑﺪﻋﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﻓﻘﺎﻝ
ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ ﻋﻤﺮ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ـ : )) ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﻓﻘﻴﻪ ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﻲ !((
ﺑﻞ ﺃﻓﺤﺶ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ] ﺹ / 103 [ ﻓﻘﺎﻝ : )) ﺇﻥ ﺃﺑﺎ ﺫﺭٍّ ﻛﺎﻥ ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺎً ﻭﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﻘﻰ
ﻧﺰﻋﺘﻪ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ـ !! ))
ﻓﻠﻢ ﻳﻜﺘﻒِ ﺑﺄﻥ ﻧﺴﺐ " ﺃﺑﺎ ﺫﺭٍ ﻭ ﻋﻤﺮ " ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ، ﺑﻞ ﺟﻌﻞ ﺃﺻﻠﻬﺎ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ـ ! .
ﻭ ﺁﺧﺮٌ ﻣﻦ ﻣﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭ ﻋﻠﻤﺎﺋﻪ ! ، ﺑﻞ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﻫﻮ : ﺳﻴﺪ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ـ
ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻓﺔ ـ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﻲ " ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ " .
ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ] ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺹ / 159 [ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ـ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﺿﻮﺍﻥ ـ : )) ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘّﺼﻮّﺭ ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻗﺪ ﺗﻐﻴّﺮ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ
ﺩﻭﻥ ﺷﻚّ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ – ﻭ ﺇﻥ ﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺝ ﺍﻹﺳﻼﻡ - ﻟﻘﺪ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﺷﻴﺦ ﻛﺒﻴﺮ . ﻭ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻪ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻳﺼﺮّﻑ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ . ﻛﻤﺎ ﺃﻥّ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺮّﺧﻴّﺔ ، ﻭ ﺣﺪﺑﻪ ﺍﻟﺸّﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻪ ،
ﻗﺪ ﺳﺎﻫﻢ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺻﺪﻭﺭ ﺗﺼﺮّﻓﺎﺕ ﺃﻧﻜﺮﻫﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼّﺤﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ، ﻭ
ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻘﺒﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ، ﻭ ﺁﺛﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﻧﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ((
ﻭ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄﺒﻌﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ : )) ﻭﺍﻋﺘﺬﺭﻧﺎ ﻟﻌﺜﻤﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ
ﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺪﻟﻒ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ ﻳﻠﻌﺐ ﺑﻪ ﻣﺮﻭﺍﻥ ، ﻓﺼﺎﺭ ﺳﻴﻘﺔ ﻟﻪ
ﻳﺴﻮﻗﻪ ﺣﻴﺚ ﺷﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﻛﺒﺮ ﺍﻟﺴﻦ ﻭ ﺻﺤﺒﺘﻪ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ
ﺳﻠﻢ (( .
ﻗﻠﺖ : ﻭ ﻟﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻔﻈﺔ ﺑﺤﺮﻭﻓﻬﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﺎﺓ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ " ﻋﻠﻲ
ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﺒﻴﺎﺿﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻲ " ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﻲ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻕ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻓﻲ ] ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ
) 2 / 30 ( [ ﻣﺎ ﻧﺼﻪ : )) ﻛﺎﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﻤﻦ ﻳﻠﻌﺐ ﺑﻪ ﻭ ﻛﺎﻥ ... (( .
ﻭ ﻗﺎﻝ " ﺳﻴﺪ ﻓﻄﺐ " ﺃﻳﻀﺎً ﻓﻲ ﺣﻖ ﺷﻬﻴﺪ ﺍﻟﺪﺍﺭ : " ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ " ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ ـ :
)) ﻓﺄﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻭ ﺻﺎﺣﺒﻴﻪ ﻭ ﺧﻼﻓﺔ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ
ﻃﺎﻟﺐ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ، ﻭ ﺃﻣﺎ ﺣﻴﻦ ﺍﻧﺤﺮﻑ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﻗﻠﻴﻼً ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ، ﻓﻘﺪ ﺑﻘﻴﺖ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ، ﻭ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ
ﺣﻞّ ـ ﻭ ﻗﺪ ﺍﺗﺴﻊ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭﺍﺕ ﻟﻠﻨﺎﺱ ـ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻓﻴﻪ ﻳﺪﻩ ﻳﺒﺮّ ﺃﻫﻠﻪ ((
] ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ / 168 [ .
ﻭ ﻗﺎﻝ : )) ﻣﻨﺢ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺯﻭﺝ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﺳﻪ
ﻣﺌﺘﻲ ﺃﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ ... ﻭﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺳﻴﺮﺓ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘّﻮﺳﻌﺎﺕ ؛ ﻓﻘﺪ
ﻣﻨﺢ ﺍﻟﺰّﺑﻴﺮ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ، ﻭ ﻣﻨﺢ ﻃﻠﺤﺔ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﺃﻟﻒ ، ﻭﻧﻔّﻞ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺑﻦ
ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺧﻤﺲ ﺧﺮﺍﺝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ... (( ﺍﻫـ
ﻭ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ] 161 [ : )) ﻣﻀﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺭﺣﻤﺔ ﺭﺑﻪ ، ﻭ ﻗﺪ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻷﻣﻮﻳﺔ
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑﻔﻀﻞ ﻣﺎ ﻣﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻭ ﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻭ ﺑﻔﻀﻞ ﻣﺎ ﻣﻜﻦ
ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﻣﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻓﻴﺔ ﻟﺮﻭﺡ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻣﻦ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻲ ﻭﺍﻻﺳﺘﺌﺜﺎﺭ
ﺑﺎﻟﻤﻐﺎﻧﻢ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ، ﻣﻤﺎ ﺃﺣﺪﺙ ﺧﻠﺨﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ . ﻭ ﻟﻴﺲ
ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﻊ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ـ ﺇﻥ ﺣﻘﺎً ﻭ ﺇﻥ ﺑﺎﻃﻼ ـ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻳﺆﺛﺮ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭ
ﻳﻤﻨﺤﻬﻢ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﻟﻮﻑ ؛ ﻭ ﻳﻌﺰﻝ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﻮﻟﻲ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ !! ؛ ﻭ
ﻳﺒﻌﺪ ﻣﺜﻞ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ ﻷﻧﻪ ﺃﻧﻜﺮ ﻛﻨـﺰ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ، ﻭ ﺃﻧﻜﺮ ﺍﻟﺘﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺐ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺛﺮﻳﺎﺀ،
ﻭ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ـ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻭ
ﺍﻟﺒﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻔﻒ .. ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﺸﻴﻮﻉ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ، ﺇﻥ ﺣﻘﺎً ﻭ ﺇﻥ
ﺑﺎﻃﻼ ، ﺃﻥ ﺗﺜﻮﺭ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ، ﻭ ﺃﻥ ﺗﻨﺤﻞ ﻧﻔﻮﺱ ؛ ﺗﺜﻮﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺷﺮﺑﺖ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺭﻭﺡ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﻧﻜﺎﺭﺍً ﻭ ﺗﺄﺛﻤﺎ ، ﻭ ﺗﻨﺤﻞ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﺒﺴﻮﺍ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺭﺩﺍﺀ ، ﻭ ﻟﻢ ﺗﺨﺎﻟﻂ
ﺑﺸﺎﺷﺘﻪ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ، ﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺠﺮﻓﻬﻢ ﻣﻄﺎﻣﻊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﻭ ﻳﺮﻭﻥ ﺍﻻﻧﺤﺪﺍﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ . ﻭ
ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﻋﻬﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ (( .
ﻗﻠﺖ : ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ " ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ " ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ـ ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺫﻛﺮ "
ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ " ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ـ ﻗﺎﻝ : )) ﺟﺎﺀ " ﻋﻠﻲ " – ﻛﺮّﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﻬﻪ
– ﻭ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺴﺮ ﺃﻥ ﻳﺮﺩ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﻧﺼﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﻫﻮﺍﺩﺓ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻔﻌﻮﻥ
ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ " ﻋﺜﻤﺎﻥ " ﻭ ﺑﺨﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﻴﺔ ﺃﻥ " ﻋﻠﻴﺎً " ﻟﻦ ﻳﺴﻜﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺎﻧﺤﺎﺯﻭﺍ
ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﻢ ﺇﻟﻰ " ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ " ﻭ ﺑﻤﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ، ﺟﺎﺀ " ﻋﻠﻲٌ " ﻟﻴﺮﺩ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻭ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻨﺎﺱ . ﺟﺎﺀ ﻟﻴﺄﻛﻞ ﺍﻟﺸﻌﻴﺮ ﺗﻄﺤﻨﻪ
ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﺑﻴﺪﻳﻬﺎ ، ... ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ " ﻋﻠﻲّ " ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﺻﻨﻊ ﻭﻫﻮ ﻳﺠﻬﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ . ﺇﻧﻤﺎ
ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﻈﻨّﺔ ﻭﻗﺪﻭﺓ. ﻣﻈﻨّﺔ ﺍﻟﺘﺒﺤﺒﺢ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺗﺤﺖ
ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ؛ ﻭ ﻗﺪﻭﺓ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﻭﺍﻟﺮﻋﻴّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺮﺝ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻔﻒ. ﻓﺄﺧﺬ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻌﺰﺍﺋﻢ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ
ﻭﻋﻤﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ (( .
ﻫﺬﺍ ؛ ﻭ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ " ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ " ﻋﻨﺪ ﺍﻧﺘﻘﺎﺹ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ـ
ﺑﻞ ﺫﻫﺐ ﻟﻴﻨﺎﻝ ﻣﻦ ﺻﺤﺎﺑﻴﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ـ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻓﻲ
ﻛﺘﺎﺑﻪ ] ﻛﺘﺐ ﻭ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺹ / 242 [ :
)) ﺇﻥ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﻋﻤﺮﺍً ﻟﻢ ﻳﻐﻠﺒﺎ ﻋﻠﻴﺎً ﻷﻧﻬﻤﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﻨﻪ ﺑﺪﺧﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ، ﻭ ﺃﺧﺒﺮ ﻣﻨﻪ
ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻃﻠﻴﻘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻛﻞ
ﺳﻼﺡ ، ﻭﻫﻮ ) ﻳﻌﻨﻲ : ﻋﻠﻴﺎً ( ﻣﻘﻴﺪ ﺑﺄﺧﻼﻗﻪ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ، ﻭ ﺣﻴﻦ
ﻳﺮﻛﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﺯﻣﻴﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺬﺏ ، ﻭ ﺍﻟﻐﺶ ، ﻭ ﺍﻟﺨﺪﻳﻌﺔ ، ﻭ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ، ﻭ ﺍﻟﺮﺷﻮﺓ ، ﻭ
ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻣﻢ ، ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺭﻙ ﺍﻷﺳﻔﻞ ﻓﻼ ﻋﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﺤﺎ ﻭ
ﻳﻔﺸﻞ ، ﻭ ﺇﻧﻪ ﻟﻔﺸﻞٌ ﺍﺷﺮﻑ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻧﺠﺎﺡ (( .
ﻗﻠﺖ : ﻭ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﻲ ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ ﺗﻔﻀﻴﻞ
" ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ " ﻋﻠﻰ " ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ " ﻭ " ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ " ﻭ "
ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ " ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً ـ ﺗﺠﺪﻩ ﺭﻣﻰ ﺧﺎﻝ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ " ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ "
ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ـ ﺑﺎﻟﻜﺬﺏ ! ، ﻭ ﻫﺬﻩ ﻣﺼﻴﺒﺔ .. ﻷﻥ " ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ " ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻛﺘﺒﺔ
ﺍﻟﻮﺣﻲ ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﺗﺐ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎً .. ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺎﺫﺍ ؟! ؛ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺗﺠﺪﻫﺎ ﻋﻨﺪ
ﻣﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺗﺤﺮﻳﻒ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .
ﻫﺬﺍ ؛ ﻭ ﻗﺪ ﻛﻔﺎﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ " ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ " ، ﻓﺒﻴﻨﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ، ﻓﻬﺬﺍ " ﻳﺤﻴﻰ ﺃﺑﻮ ﻫﻤﻮﺱ " ﺃﺣﺪ ﻛُﺘّﺎﺏ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻳﺼﺮﺡ ﺃﻥ ﻣﺬﻫﺐ " ﺳﻴﺪ
ﻗﻄﺐ " ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺎ ﻧﺼﻪ : )) ﺇﻧﻪ ﻳﺮﻣﻲ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎً ، ﻭ ﺑﻨﻲ ﺃﻣﻴﺔ
ﻋﻤﻮﻣﺎً ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ) ﻳﻘﺼﺪ : ﺳﻴﺪ ( ﻓﻔﻲ ) ﺹ 172 ( ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻄﺎﺑﻊ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﺑﻤﺼﺮ ، ﻳﻘﻮﻝ : ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﺎﺀ
ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭ ﺻﻴﺮ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻠﻜﺎً ﻋﻀﻮﺿﺎً ﻓﻲ ﺑﻨﻲ ﺃﻣﻴﺔ ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ
ﻭﺣﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻭﺣﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ، ﻓﺄﻣﻴﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻢ ﻳﻌﻤﺮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﻗﻠﻮﺑﻬﺎ ، ﻭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﻻ ﺭﺩﺍﺀ ﺗﺨﻠﻌﻪ ﻭ ﺗﻠﺒﺴﻪ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭ
ﺍﻟﻤﻼﺑﺴﺎﺕ ... (( .
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : )) ﻭ ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﻣﺼﺮﺣﺎً ﺑﻜﻔﺮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭ ﺑﻨﻲ ﺃﻣﻴﺔ : ﻓﻤﻌﺎﻭﻳﺔ ﻫﻮ ﺍﺑﻦ
ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻭ ﺍﺑﻦ ﻫﻨﺪ ﺑﻨﺖ ﻋﺘﺒﺔ ، ﻭ ﻫﻮ ﻭﺭﻳﺚ ﻗﻮﻣﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻭ ﺃﺷﺒﻪ ﺷﻲﺀ ﺑﻬﻢ ﻓﻲ
ﺑﻌﺪ ﺭﻭﺣﻪ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﻓﻼ ﻳﺄﺧﺬ ﺃﺣﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻤﻌﺎﻭﻳﺔ ﺍﻭ ﺑﻨﻲ ﺃﻣﻴﺔ ، ﻓﻬﻮ
ﻣﻨﻪ ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺮﻱﺀ (( . ] ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻱ ﺹ 700 ـ
701 ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻻ ﻳﺎ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﻟﻠﻮﺻﻴﻔﻲ ﺹ 96 ـ 97 [ .
ﻗﻠﺖ : ﻭ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1966 ﺗﺮﺟﻢ ﻟﻠﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ ـ ﻣﺮﺷﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ
ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﻴﺔ ، ﻭ ﺗﻠﻤﻴﺬ ﺍﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ـ ﻛﺘﺎﺏ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ": ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ " ، ﻭﻛﺘﺐ
ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﺘﺮﺟﻤﺔ ﻳﺼﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺆﻟﻒ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺪﻡ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﺑـ " ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ " ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻌﻰ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﻓﺼﻮﻟﻪ ﺍﻟﻤﺒﻮﺑﺔ ﺗﺒﻮﻳﺒﺎً ﺍﺑﺘﻜﺎﺭﻳﺎً ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻲ
ﺃﻭﻻً ﺻﻮﺭﺓ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﻴَﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻨﻬﺞ ﺣﻴﺎﺓ ،ﻭ ﺃﻥ ﻃﻘﻮﺳﻪ ﻻ
ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺠﺪﻳﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺒﺮﺓ ﻋﻦ ﺣﻘﺎﺋﻘﻪ ،ﺃﺛﺒﺖ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺭﺍﺋﻊ ﻭ ﻧﻈﺮﺓ
ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺳﻴﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺭﺳﺎﻟﺘﻨﺎ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ."
ﺛﻢ ﻭﻋﺪ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺘﺮﺟﻢ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻟﻠﻘﺮﺍﺀ ﻛﺘﺎﺑﺎً ﺁﺧﺮﺍً ﻟﺴﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﻭ ﻫﻮ ﻛﺘﺎﺏ " ﺧﺼﺎﺋﺺ
ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭ ﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻪ " .
ﻭ ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺑﻮﻋﺪﻩ ، ﻭ ﺍﻛﺘﻔﻰ ﺑﻮﺿﻊ ﺻﻮﺭﺓ " ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ " ﻋﻠﻰ ﻃﻮﺍﺑﻊ
ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺇﻳﺮﺍﻥ ! ؛ ﻭ ﺃﺟﺰﻡ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ " ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ " ﻣﻦ
ﻛﻼﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ، ﻣﺎ ﺭﻓﻌﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ، ﻓﺎﻧﺘﺒﻪ ! .
ﻭ ﻧﻨﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻔﻜﺮ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻣﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ، ﻭ ﻫﻮ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ : " ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﻨﻄﺎﻭﻱ "
ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ) 978 ( ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻝ ] ﺃﻧﺎ ﻣﻊ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ [ ﻣﺎ ﻧﺼﻪ :
)) ﻟﻘﺪ ﻫﺪﻡَ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺃﻛﺒﺮَ ﺭﻛﻦٍ ﻓﻲ ﺻﺮﺡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻴﻦ ﺃﺑﻄﻞَ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏَ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ، ﻭ ﺟﻌﻠﻪ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑًﺎ ﺷﻜﻠﻴﺎ ﻣﺰﻳﻔﺎ ، ﻭ ﺗﺮﻙَ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ، ﻭ ﻋﻄّﻞَ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺎﺕ . ﻭ
ﺳَﻦَّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ . ﺑﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺮﺕ ﺃﻛﺜﺮُ ﺍﻟﺒﻼﻳﺎ ﻭ ﺍﻟﻄﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻤﻸُ ﺗﺎﺭﻳﺨَﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ، ﻓﻬﻞ ﻧﻘﻮﻝُ ﻟﻤﻌﺎﻭﻳﺔ : ﺃﺣﺴﻨﺖَ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ؟ ﺑﻞ ﺇﻧﻲ ﻷَﺳﺄﻝ :
ﻫﻞ ﻳﻘﻮﻝُ ﻫﺬﺍ ﻣﺤﻤﺪٌ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺣﻴًّﺎ ؟ (( .
ﻭ ﻗﺎﻝ : ))ﺇﻥّ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺻﺤﺎﺑﻲ ﺟﻠﻴﻞ ، ﻭ ﻟﻪ ﻣﻨﺎﻗِﺒﻪ ﻭ ﻓﻀﺎﺋﻠﻪ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ، ﻭ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳُﻘﺎﺱ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ ﻛﺒﻴﺮ، ﻓﻬﻞ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠِﻪ
ﻫﺬﺍ ﻣﺘﺒَﻌﺎ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ؟ ﻫﺬﻩ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭ ﺇﻥْ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺄﻟﻒ (( .
ﻭ ﻗﺎﻝ : )) ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﺑﻨﻲ ﺃﻣﻴﺔ ، ﻭ ﺃﻣﺠِّﺪُ ﺁﺛﺎﺭَﻫﻢ ، ﻭ ﺃﺭﻓﻊ ﺃﻗﺪﺍﺭَﻫﻢ ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ
ﺃﻥْ ﺃﻗﻮﻝ ﺇﻥّ ﺩﻭﻟﺘﻬﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻭﻟﺔً ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ، ﻷﻧﻲ ﺃﻛﻮﻥ ﻗﺪ ﻣﺪﺣﺘُﻬﻢ ﺑﺬﻡِّ ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﻭ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﺣﺐُّ ﺇﻟﻲّ ﻭ ﺃﻋﺰُّ ﻋﻠﻲّ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺃﻣﻴﺔ ، ﻭ ﺑﻨﻲ ﻫﺎﺷﻢ ، ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽِ
ﺟﻤﻴﻌﺎ (( . ﺍﻫـ
ﻗﻠﺖ : ﻭ ﻻ ﺗﻐﺘﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ "ﺳﻤِّﻦ ﻛﺒﺸﻚ ﻟﺘُﻌﻴﺪ ﺑﻪ " ﻓﻬﻮ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻟﻠﺤﺮﻛﻴﻴﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ
ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﺛﻨﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺄﻧﻬﻢ ﺃﻧﺼﻔﻮﺍ ﺃﻭﻻً ﺛﻢ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺗﻤﺎﻡ
ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ! ، ﻓﻤﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺫﻛﺮ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ، ﻭ ﺃﻧﻪ ... ﻭ ﺃﻧﻪ ... ﺛﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺇﻇﻬﺎﺭ
ﺃﻧﻪ ﺃﺗﻰ ﺑﻔﻌﻞ ﻟﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ! .
ﻭ ﻟﻌﻞ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﻹﺧﻮﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤﺸﺒﻮﻩ " ﺻﺒﺤﻲ ﺻﺎﻟﺢ " ﺃﻭﺿﺢ ﻣﻦ ﺃﺳﻠﻮﺏ
ﻫﺆﻻﺀ ﻓﻘﺪ ﺻﺮﺡ ﻣﺆﺧﺮﺍً : )) ﺃﻥ ﺳﺐ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺨﻼﻓﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ (( .
ﻫﺬﺍ ؛ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﻲ ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ "
ﻧﻮﺍﺏ ﺻﻔﻮﻱ " : )) ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﻌﻔﺮﻳﺎً ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً ﻓﻠﻴﻨﻀﻢ ﺇﻟﻰ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ! (( .
ﻭ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ.
ﻭ ﻛﺘﺐ
ﺃﺑﻮ ﺻﻬﻴﺐ ﻭﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ
ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ 14 / 4 / 2013