ﺍﻟﺪﺭ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ . ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ.
ﻫﺬﻩ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺃﺋﻤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻣﺤﺮﺭﺓ ﻭﻣﺴﻄﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﺘﺒﻬﻢ ﻭﻓﻲ ﺍﺷﺮﻃﺘﻬﻢ ﻻ ﻳﺠﻬﻠﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺣُﺮﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻨﻔﻊ ﻓﻘﺪ ﻧﺒﺘﺔ
ﻧﺎﺑﺘﺔ ﺗﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺯﻣﺎﻧﺔ ﺑﻨﺘﻬﺎﺀ ﻛﻼﻡ ﺃﺋﻤﺘﻪ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻬﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻣﻐﻠﻮﻁ ﻭﻓﻬﻢ ﺳﺎﻗﻂ ﻻ
ﻋﺒﺮﺓ ﺑﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺑﺎﻕٍ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺃﺟﻼﺀ ﻳﻨﻔﻮﻥ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺗﺤﺮﻳﻒ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﻦ ﻭﺍﻧﺘﺤﺎﻝ
ﺍﻟﻤﺒﻄﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﻭﺍﻟﺤﺠﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﻭﻳﺒﻴﻨﻮﻥ ﻋﻮﺍﺭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﺍﻟﺨﺬﻻﻥ ﻭﻳﺤﺬﺭﻭﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻳﻜﺸﻔﻮﻥ ﺑﺪﻋﻬﻢ ﻭﻳﻄﻤﺴﻮﻥ
ﺷﺒﻬﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺜﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﻴﻦ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻱ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﺸﺊ ﺇﻻ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻜﺘﻮﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻗﻮﺗﻬﻢ
ﻭﺳﻄﻮﺗﻬﻢ ﻭﻳﺨﺸﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﻀﺢ ﺍﻣﺮﻫﻢ ﻭﻗﺪ ﺃﺟﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻓﻜﺎﻥ ﻟﺰﺍﻣﺎً
ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻭﻛﺸﻒ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻨﺪﺳﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻐﺘﺮ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻭﻻ ﻳﻨﺨﺪﻉ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻻ
ﻳﻌﺮﻓﻬﻢ ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﺤﻖ ﺟﻠﻴﺎً ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﺑﻴﻦ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ
ﻭﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻭﺳﻮﻑ ﺍﺗﺮﻛﻜﻢ ﻓﻲ ﺭﻳﺎﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﻨﻴﺮﺓ ﻭﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﻣﻘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻛﻨﺠﻮﻡ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ
ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻭﺍﺳﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻊ ﺑﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﻳﻮﻓﻘﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻳﺎﻛﻢ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﺇﻧﻪ ﺟﻮﺍﺩ ﻛﺮﻳﻢ .
ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﺯ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺨﺮﻳﺞ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ ﻭﺗﺠﺮﻳﺤﻬﻢ , ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺑﺎﺏ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻣﻐﻠﻖ ﺃﻭ
ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﻗﺪﻳﻢ , ﻛﻴﻒ ﺗﺮﻭﻥ ﺫﻟﻚ -ﺳﻤﺎﺣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ- ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : " ﻻ، ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺑﺼﺤﻴﺢ، ﺑﻞ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺑﺎﻕ، ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺾ، ﺑﻞ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ، ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻨﻮﺍ ﺑﻬﺬﺍ ﻭﺃﻥ ﻳﺮﺍﺟﻌﻮﺍ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻳﻤﻴﺰﻭﺍ ﺑﻴﻦ ﺻﺤﻴﺤﻬﺎ ﻭﺳﻘﻴﻤﻬﺎ ﻭﻳﺮﺷﺪﻭﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﻻ ﻳﻘﻔﻮﺍ ﻋﻨﺪ
ﺫﻛﺮ ﻓﻼﻥ ﺃﻭ ﻓﻼﻥ، ﺑﻞ ﻳﺘﺎﺑﻊ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﻰ ﻣﺜﻞ ﺑﻠﻮﻍ ﺍﻟﻤﺮﺍﻡ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻷﺭﺑﻊ، ﻣﺜﻞ ﻣﺴﻨﺪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻳﺮﺍﺟﻊ ﺍﻷﺳﺎﻧﻴﺪ
ﻭﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺻﺤﻴﺤﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻘﻴﻤﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﻔﻴﺪ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺷﺄﻥ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻭﻓﻘﻪ
ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﺳﺎﻧﻴﺪﻫﺎ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﺷﺘﻐﻞ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻟﻪ
ﻭﻟﻐﻴﺮﻩ ."
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ: ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ.
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ :
http://www.binbaz.org.sa/mat/19359ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺜﻴﻤﻴﻦ :
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ : ﻫﻞ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻣﺎﺗﺖ ؟ ،ﻭﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : " ﺃﻧﺎ ﺃﺧﺸﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻤﺔ ﺣﻖ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻬﺎ ﺑﺎﻃﻞ ،
ﺍﻟْﺠَﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻟَﻢ ﻳَﻤُﺖ ﻭﻟَﻢ ﻳﺪﻓﻦ ﻭﻟَﻢ ﻳُﻤْﺮﺽ ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ ، ﻫﻮ ﻗﺎﺋﻢ .
ﺍﻟْﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ، ﻳُﻤﻜﻦ ﻳﺠﺮﺣﻮﻥ ﺍﻟﺨﺼﻢ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ،
ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ، ﻭﻗﺪ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
))ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺇِﻥْ ﺟَﺎﺀَﻛُﻢْ ﻓَﺎﺳِﻖٌ ﺑِﻨَﺒَﺈٍ ﻓَﺘَﺒَﻴَّﻨُﻮﺍ (( .
ﻓﺎﻟْﺠَﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺑﺎﻗﻴًﺎ ﻣﺎ ﺩَﺍﻡ ﻧﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻗﻴًﺎ،
ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻗﻴًﺎ ؛ ﻓﺎﻟْﺠَﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺑﺎﻕ .
ﻟﻜﻦ ﺃﻧﺎ ﺃﺧﺸﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻗﺎﺋﻞ : ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺠﺮﻭﺡ ، ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻤﺠﺮﻭﺡ ، ﻓﻴﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻨﺸﺮ
ﻣﻌﺎﻳﺐ ﺍﻟﺨﻠﻖ .
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺃﻗﻮﻝ : ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺷﺨﺺ ﻋﻴﺐ ﻣﺎ ، ﻓﺈﻥْ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺍﻟْﻤﺼﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟْﺤﺎﺟﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟْﻀﺮﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺑَﻴﺎﻧﻪ . ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ ،
ﻻ ﺑﺄﺱ ﻣﻦْ ﺑﻴﺎﻧﻪ ،
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﺣﺴﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ : ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻔﻌﻞ ﻛﺬﺍ ، ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻘﻮﻝ : ﻛﺬﺍ،ﻟﺴﺒﺒﻴﻦ :
ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻷﻭﻝ : ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻦ .
ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟْﺤﻜﻢ ﺷﺎﻣﻼ ﻟﻪ ﻭﻟﻐﻴﺮﻩ.
ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺷﺨﺼًﺎ ﻣُﻌﻴﻨًﺎ ﻗﺪ ﻓُﺘِﻦَ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ ، ﻭﻫﻮ ﻳَﺪْﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺑﺪْﻋﺔ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺿَﻼﻟﺔ ، ﻓَﺤِﻴﻨﺌﺬ ﻻ ﺑﺪّ ﻣﻦْ ﺍﻟﺘّﻌﻴﻴﻦ ﺣَﺘﻰ ﻻ
ﻳَﻐﺘﺮّ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ " . ﺍﻫــ
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ: ﻣﻦ ﺷﺮﻳﻂ "ﺇﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻼﻑ "
ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻠﺤﻴﺪﺍﻥ :
ﻫﺬﺍ ﺳﺎﺋﻞ ﻳﻘﻮﻝ : ﻫﻞ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻓﻲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺓ ﻭﻃﻠﺒﺔ ﻋﻠﻢ
ﻣﻦ ﻣﻨﻬﺞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : " ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻭﻗﺘﻪ ، ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗُﻨﻘﻞُ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻨّﺔ ﻋﻦ
ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻠﻘﻲ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢٍ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ , ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻵﻥ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺪﻭّﻧﺔ ، ﻭﺍﻟﺴﻨّﺔ ﻣﺪﻭّﻧﺔ .
ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﺇﻻ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝُ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ , ﻫﻞ ﻳﻮﺛﻖ ﺑﻪ ﻣُﻌﻠﻤﺎً ﺃﻭ ﻣُﻔﺘﻴﺎ ؟
ﺇﺫﺍ ﻣﻦ ﻋُﻠِﻢَ ﻋﻨﻪ ﻓﺴﻖٌ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻭﺍﻹﻓﺘﺎ ؛ ﻳُﺤﺬﺭُ ﻣﻨﻪ ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳُﻨﺼﺢ ﻭﻳُﺘﻔﺎﻫﻢَ ﻣﻌﻪ .
ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻷﻗﺮﺍﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻗﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺤﻖٍ ، ﻭﺍﻷﻣﺮُ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻬﻮ ﻗﺪﻳﻢٌ ﺟﺪﺍ .
ﻭﻗﺪ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻣﻊ ﺁﺧﺮ ، ﻓﻴﺮﻯ ﺃﻥّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺼﻞ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻓﺴﻖٌ ، ﻓﻴُﻔﺴﻖ ﺑﺬﻟﻚ ، ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻃّﺮﺣﻪ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀُ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻮﻥ". ﺍﻫــ ﻋﺎﺭﺿﻬﺎ ﺑﺄﺻﻠﻬﺎ ﺃﺑﻮ ﻃﻴﺒﺔ .
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﻟﻬﺬﺍ ﺳﺎﺋﻞ ﻳﻘﻮﻝ : ﻫﻞ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻓﻲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺓ ﻭﻃﻠﺒﺔ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﻬﺞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : " ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻭﻗﺘﻪ ، ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗُﻨﻘﻞُ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻨّﺔ ﻋﻦ
ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻠﻘﻲ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢٍ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ , ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻵﻥ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺪﻭّﻧﺔ ، ﻭﺍﻟﺴﻨّﺔ ﻣﺪﻭّﻧﺔ .
ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﺇﻻ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝُ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ , ﻫﻞ ﻳﻮﺛﻖ ﺑﻪ ﻣُﻌﻠﻤﺎً ﺃﻭ ﻣُﻔﺘﻴﺎ؟
ﺇﺫﺍ ﻣﻦ ﻋُﻠِﻢَ ﻋﻨﻪ ﻓﺴﻖٌ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻭﺍﻹﻓﺘﺎ ؛ ﻳُﺤﺬﺭُ ﻣﻨﻪ ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳُﻨﺼﺢ ﻭﻳُﺘﻔﺎﻫﻢَ ﻣﻌﻪ .
ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻷﻗﺮﺍﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻗﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺤﻖٍ ، ﻭﺍﻷﻣﺮُ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻬﻮ ﻗﺪﻳﻢٌ ﺟﺪﺍ .
ﻭﻗﺪ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻣﻊ ﺁﺧﺮ ، ﻓﻴﺮﻯ ﺃﻥّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺼﻞ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻓﺴﻖٌ ، ﻓﻴُﻔﺴﻖ ﺑﺬﻟﻚ ، ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻃّﺮﺣﻪ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀُ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻮﻥ ." ﺍﻫــ
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ: ﻣﻦ ﺷﺮﻳﻂ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ " ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ : ﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯﺍﺕ "
ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
239 ـ ﻟﻘﺪ ﺗﻔﺸَّﻰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸّﺒﺎﺏ ﻭﺭﻉٌ ﻛﺎﺫﺏٌ، ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﺍﻟﻨّﺎﺻﺤﻴﻦ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﺤﺬّﺭﻭﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﻣﻨﺎﻫﺠﻬﺎ، ﻭﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻳﺮﺩُّﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﻳﻮﺭﺩﻭﻥ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺑﻌﻀﻬﻢ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻴِّﺘًﺎ؛
ﻻﻓﺘﺘﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﺩﻓﺎﻋًﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪّﻳﻦ، ﻭﻛﺸﻔًﺎ ﻟﻠﻤﺘﻠﺒّﺴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻨﺪﺳّﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻷﻣّﺔ؛ ﻟﺒﺚِّ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﻨّﺰﺍﻉ
ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻴﺪَّﻋﻮﻥ ﺃﻥّ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺤﺮَّﻣﺔ؛ ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﻗﻮﻟُﻜﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ؟
ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘّﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻭﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ، ﻭﺗﺸﺨﻴﺼُﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ، ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻗﺘﻀﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﺼﺮَّﺡَ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ، ﺣﺘﻰ
ﻻ ﻳُﻐﺘَﺮَّ ﺑﻬﻢ، ﻭﺧﺼﻮﺻًﺎ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍﻧﺤﺮﺍﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺃﻭ ﺍﻧﺤﺮﺍﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺴّﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺞ، ﻭﻫﻢ ﻣﺸﻬﻮﺭﻭﻥ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻳُﺤﺴِﻨﻮﻥ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻈّﻦّ؛ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﺃﻥ ﻳُﺬﻛَﺮﻭﺍ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ، ﻭﺃﻥ ﻳُﺤﺬَّﺭَ ﻣﻨﻬﻢ .
ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺤﺜﻮﺍ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘّﻌﺪﻳﻞ، ﻓﺬﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﺮُّﻭﺍﺓ ﻭﻣﺎ ﻳُﻘﺎﻝُ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﺩﺡ، ﻻ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﺷﺨﺎﺻﻬﻢ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﻦ
ﺃﺟﻞ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﺍﻷﻣﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﻠﻘّﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺠﻦٍّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪِّﻳﻦ ﺃﻭ ﻛﺬﺏ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
] ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﻰ - ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ [ )3/246( .
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻣﺎ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﺘﻐﺮﻳﺐ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺪﻭﻥ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﺗﻐﺮﻳﺐ
ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺗﻨﺼﺤﻮﻥ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : " ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻭﻣﺘﻨﻮﻋﻮﻥ , ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺲ ﺍﻟﺘﻐﺮﻳﺐ , ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﻀﻼﻝ، ﺩﻋﺎﺓ ﻟﻠﺸﺮﻙ، ﺩﻋﺎﺓ ﻟﻠﺒﺪﻉ
ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺎﺕ، ﺩﻋﺎﺓ ﻟﻠﺘﻐﺮﻳﺐ، ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ...ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻳﺠﺐ
ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻤﻦ ﻳﺤﺴﻦ ﺍﻟﺮﺩ ﻭﻳﺠﺐ ﺭﻓﻊ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺍﻟﻰ ﻭﻻﺓ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻳﺄﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﺮﻛﻬﻢ .ﻧﻌﻢ ." ﺍﻫـ
ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻓﻮﺯﺍﻥ ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ": ﻟﻘﺎﺀ ﻣﻔﺘﻮﺡ 1433-02-04ﻫـ"
ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺤﺴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ :
ﻫﻞ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻭﺯﺍﻝ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺭﺟﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ؟
» ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﺣﻬﻢ ﻭﺗﻌﺪﻳﻠﻬﻢ ﺛﺒﻮﺕ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ
ﺛﺒﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻭﻥ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺷﻲﺀ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺑﻪ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺃﺗﻰ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻮﻥ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ
ﻗﺎﻝ ﻓﻼﻥ ﻛﺬﺍ ﻭﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﻓﻼﻥ ﻛﺬﺍ ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻼﻥ ﻛﺬﺍ ﺛﻢ ﻳﺨﻠﺼﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ .
ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﺎﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺢ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ ﺑﺄﻥ ﻋﻠﻴﻪ
ﻛﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺠﺮﺡ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﻠﻤﻬﻢ ﻓﻴﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺷﻬﺎﺩﺗﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺛﻮﻗﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮ
ﻣﻌﺘﺒﺮﻳﻦ .
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻹﺿﻼﻝ ﻭﻳﺤﺼﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻹﻓﺴﺎﺩ ﻓﻜﻮﻧﻪ ﻳﺒﻴﻦ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺬﺭﻭﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬﺍ
ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻣﺮ ﻣﻄﻠﻮﺏ .
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻳﻨﻔﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ
ﺑﻌﺾ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ « .
ﻓﺮﻏﻪ ﺃﺑﻮ ﻃﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻂ ﺭﻗﻢ 429 ﻣﻦ " ﺷﺮﺡ ﻋﻠﻞ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ" ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺤﺴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ
62ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ 13 .
ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻘﺒﻞ ﺑﻦ ﻫﺎﺩﻱ ﺍﻟﻮﺍﺩﻋﻲ:
" ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺠﺮﻭﺣﻮﻥ , ﻓﻬﻢ ﻳﻮﺍﻓﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺣﻠﻖ ﺍﻟﻠﺤﻴﺔ ﻭﻟﺒﺲ ﺍﻟﺒﻨﻄﻠﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻭﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻭﻭﺩ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﺴﻘﺔ , ﻭﻗﺪ ﺃﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﺪ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ , ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻘﻢ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﻮﻥ ﺑﺎﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻓﺴﻴﻜﻮﻥ ﻛﻼﻣﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻝ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ , ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ - , ﻭﻛﻼﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﺴﻨﺔ , ﻭﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﻭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻠﻮﻥ ﻭﻛﻼﻡ ﻋﻠﻲ
ﻃﻨﻄﺎﻭﻱ ﻭﺍﺣﺪﺍً , ﺑﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻝ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻴﻦ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻷﻧﻬﻢ ﻫﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ , ﻭﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﻭﺍﻟﻤﺠﻼﺕ , ﻭﻣﻦ ﺃﻧﺖ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻧﻈﺮ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻴﻦ؟ ﻓﻼﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﻢ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ." ﺍﻫــ
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ": ﻛﺘﺎﺏ ﻓﻀﺎﺋﺢ ﻭﻧﺼﺎﺋﺢ"
ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺠﺎﺑﺮﻱ :
ﻗﺎﻝ " ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺟﺮﺣﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻛﺬﻟﻚ ، ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻗﻞ: ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻗﺴﻤﺎﻥ :
ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺮﻭﺍﺓ ، ﺭﻭﺍﺓ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻧﺘﻬﻲ ﻣﻨﻪ ، ﻓﺮﻍ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻨﻪ ﻭﺍﻧﺘﻬﻮﺍ ﻣﻨﻪ ، ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺪ ﺍﻵﻥ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﺱ ﺍﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻭﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ، ﻭﻗﺮﺭﻭﻫﺎ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺤﻜﻢ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .
ﺃﻣﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﻭﻧﻘﻠﺔ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻕ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ، ﻭﻻ ﻳﻨﻔﻚ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺑﺪﺍ ، ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻣﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ،ﻭﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺑﺪﺍ ﻻ
ﻳﻨﻔﻜﻮﻥ ﻋﻨﻪ ، ﻫﻮ ﺟﺎﺭ ﻭﺑﺎﻕ ﺑﺒﻘﺎﺀ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺷﺎﻫﺪ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ
ﻫﺬﺍ ﺑﻔﺴﻖ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ، ﻳﺠﺮﺡ ﻫﺬﺍ ، ﻭﻳﻌﺪﻝ ﻫﺬﺍ ، ﻭﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻟﻮ ﺗﻘﺪﻡ ﺭﺟﻞ ﻟﺨﻄﺒﺔ ﺇﻣﺮﺃﺓ ،
ﻓﺰﻛﺎﻩ ﺭﺟﻞ ﺑﺄﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺻﻼﺓ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺻﻴﺎﻡ ﻭﻛﺬﺍ ، ﺛﻢ ﺟﺮﺣﻪ ﺁﺧﺮ ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ : ﺷﺮﺱ ﺍﻷﺧﻼﻕ ، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺇﻣﺮﺃﺓ
ﻃﻠﻘﺖ ﻣﻨﻪ ﻟﺴﻮﺀ ﺧﻠﻘﻪ ؛ ﻓﺈﻥ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﺑﺔ ﻻ ﻳﺰﻭﺟﻪ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻨﻪ ، ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﻣﻀﻄﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺠﺮﺡ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻵﻥ ، ﻧﻌﻢ ." ﺍﻫـ
ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺷﺮﻳﻂ )ﺍﻹﺟﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ( ﺑﺠﺪﺓ ﺳﻨﺔ 1423ﻫـ :
ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﻫﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ :
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﻟﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺰﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻵﻥ ﻋﺎﻡ ﺃﻟﻒ ﻭﺃﺭﺑﻊ ﻣﺎﺋﺔ
ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻴﺌﺎ ﺍﺳﻤﻪ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﻫﺬﺍ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﺯﻝ ﻭﺍﻟﻤﻀﺤﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﻜﻴﺎﺕ : ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ , ﻟﻤﺎّ ﺗﻜﺜﺮ ﺍﻟﺒﺪﻉ ، ﻭﻳﻜﺜﺮ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ،
ﻭﻳﻜﺜﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻮﻥ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻓﺾ ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ ؛ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﻭﺃﻃﻠﻖ ﺍﻟﻌﻨﺎﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ
ﻳﻤﺮﺣﻮﻥ ﻭﻳﺴﺮﺣﻮﻥ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀﻭﻥ ، ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻘﻮﻝ : ﻫﺬﺍ ﻏﻠﻂ ، ﺃﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﻜﺮ ، ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻘﻮﻝ : ﻫﺬﺍ ﻣﻔﺴﺪ ،
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺼﻠﺢ ؟ !
ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ ؛ ﻓﺎﻟﺴﻠﻒ ﺃﻟﻔﻮﺍ ﻛﺘﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻳﻨﺘﻘﺪﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ
ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ، ﻭﺳﻤّﻮﺍ ﺃﻓﺮﺍﺩﺍ ﻭﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﻓﻬﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺃﻳﻀﺎ ؟!
ﻭﻧﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻋﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﻨﺎﻗﺸﻮﻥ ﻭﻳُﺒﻴّﻦ ﺿﻼﻟﻬﻢ ﻭﺍﻵﻥ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ , ﺣﺮﺍﻡ , ﺍﻵﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺣﺮﺍﻡ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻦ ﺣﺮﺍﻡ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩﻗﺔ ﺣﺮﺍﻡ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﺍﻓﺾ ﺣﺮﺍﻡ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺣﺮﺍﻡ ،
ﻣﺎﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻫﺬﻩ ﺩﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﺎﺫﺍ ؟! ﻧﺴﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﺘﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ , ﻫﺬﺍ ﺿﻼﻝ , ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺠﺮﺡ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻳُﺬَﺏُّ ﺑﻪ ﻋﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻦ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ , ﻭﺃﻥ ﺗُﺴﻞّ ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻹﻋﻼﺀ ﻛﻠﻤﺔ
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻭﺩﺣﺾ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ .
ﻭﺍﻟﺴﻠﻒ ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺇﻥ ﺍﻟﺬﺏّ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺑﺎﻟﺴﻴﻮﻑ , ﻓﺎﻟﺬﺏّ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ .
ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻜﻢ : ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ( ﻗﺎﻝ - ﻭﻛﻼﻣﻪ ﺣﻖ - : ﺍﻟﺠﺮﺡ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻋﻠﻤﺎﻥ :
ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺠﺮﺡ : ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﻣﺴﺘﻘﻞ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺮﺩ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ , ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻋﻠﻢ ﻣﺴﺘﻘﻞ ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺃﻟّﻒ ﻛﺜﻴﺮٌ ﻣﻦ
ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻛﺘﺒﺎً ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻓﻘﻂ , ﺧﺼّﺼﻮﻫﺎ ﻟﻠﺠﺮﺡ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﺮﻭﻛﻴﻦ ، ﻭﺍﺑﻦ
ﺣﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺮﻭﺣﻴﻦ ، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ، ﺃﻟﻔﻮﺍ ﻣﺆﻟﻔﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻟﺠﺮﺡ ﻓﻘﻂ ؛ ﻷﻧﻪ ﻋﻠﻢ ﻣﺴﺘﻘﻞ , ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻘﺼﻢ ﻇﻬﺮ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ، ﻭﻳﻘﺼﻢ ﻇﻬﻮﺭ ﺃﻫﻠﻪ .
ﻭﺃﺋﻤﺔ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺃﻟﻔﻮﺍ ﻛﺘﺒﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻟﻠﻌﺠﻠﻲ ، ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻻﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻋﺮﻓﺘﻢ ﻫﺬﺍ ؟
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻋﻠﻤﺎﻥ ﻣﺴﺘﻘﻼﻥ ؛ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ؟ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺆﻟّﻒ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﺧﺎﺻﺎ
ﺑﺎﻟﺠﺮﺡ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺃﻱّ ﺛﻐﺮﺓ ﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺎﺕ , ﻓﻬﻤﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻜﻢ .
ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺑﺎﻕٍ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ , ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﺘﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ : ﻫﺬﺍ ﻋﺎﻟﻢ ﻓﺎﺿﻞ
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ , ﺗﺰﻛﻴﻪ ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻚ , ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺭﺍﻓﻀﻲ , ﻫﺬﺍ ﺻﻮﻓﻲ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ , ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻤﺎﻧﻲ , ﻫﺬﺍ
ﺷﻴﻮﻋﻲ ﻳﺘﺴﺘﺮ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ .. ﻫﺬﺍ ﻛﺬﺍ .. ﻫﺬﺍ ﻛﺬﺍ ... ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺒﻴّﻦ , ﻫﺬﺍ ﻭﺍﺟﺐ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ، ﻭﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ
ﻭﻟﻴﺲ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺎﻟﺮﻭﺍﺓ .
ﻭﻟﻤّﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺳﻨﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺳﺘﻨﻜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻗﺎﻝ : ﻭﻗﺪ ﺟﺮﺡ ﻓﻼﻥ ﻭﻓﻼﻥ ﺟﺮﺡ ﻓﻼﻥ ﻣﻌﺒﺪ ﺍﻟﺠﻬﻨﻲ ، ﻭﺟﺮﺡ ﻓﻼﻥ ﺟﺎﺑﺮ ﺍﻟﺠﻌﻔﻲ ، ﻓﺒﺪﺃ ﺑﺄﻫﻞ
ﺍﻟﺒﺪﻉ , ﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻳُﻨﺘﻘﺪ ﻟﺒﺪﻋﺘﻪ ﻻ ﻷﻧﻪ ﺭﺍﻭٍ .
ﺛﻢ ﺃﻟّﻒ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺼﺼﻮﺍ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺑﺎﻟﺮﻭﺍﺓ ﻓﻘﻂ : ﻣﺒﺘﺪﻉ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﺑﺪﺍ , ﻣﻌﺘﺰﻟﻲ , ﺟﻬﻤﻲ , ﻣﺮﺟﺊ ... ﺍﻟﺦ ، ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺒﺘﺪﻉ ﻓﺠﺮﺣﻮﻩ , ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ
ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺃﻥ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺃﻏﻠﻖ , ﻫﺬﻩ ﻣﺜﻞ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺼﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺃﻏﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،
ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ، ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ، ﻳﻌﻨﻲ ﺧﻼﺹ ، ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺷﻞّ ﻋﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ، ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﻣﺸﻠﻮﻟﺔ ، ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻤﻮﺍ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﻫﺬﺍ
ﺣﻜﻢ ﺟﺎﺋﺮ ، ﻭﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻫﺬﻩ ﻓﺮﻳﺔ ؛ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ : ﺇﻥ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻭﺃﻏﻠﻖ ﺑﺎﺑﻪ ، ﻫﺬﺍ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺠﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ , ﺍﺗﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ، ﻻ ﺗﺴﺪّ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ، ﻭﻟﻦ ﻳﺴﻤﻊ ﻟﻚ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ .
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ: ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ
http://www.rabee.net/show_fatwa.aspx?id=128ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ:
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺇﻧﻤﺎ ﻭﺿﻊ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻠﺴﻨﺎ
ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﻜﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﻓﻘﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : " ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺃُﺣﺐُّ ﺃﻥ ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻣﻮﺭًﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺭﺛﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻻﻃﻼﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻭﻓﻬﻤﻬﺎ ﺣﻖ ﺍﻟﻔﻬﻢ :
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﻭﻝ : ﻣﺎ ﺃﺛﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻣﺘﺎﺯﺕ ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ
ﺟﻠﻴﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻻ ﺗﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ " : ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺩﻳﻦ
ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﻋﻤﻦ ﺗﺄﺧﺬﻭﻥ ﺩﻳﻨﻜﻢ . "
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀًﺎ " : ﻟَﻢْ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻳﺒﺎﻟﻮﻥ ﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﻓﻠﻤﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺳﻤﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﺭﺟﺎﻟﻜﻢ ، ﻓﻴﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻴﺆﺧﺬ
ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ ، ﻭﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻓﻼ ﻳﺆﺧﺬ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ . "
ﻗﻠﺖ : ﻭﻓﻲ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻠﺘﻴﻦ ﺷﺮﻑ ﻋﻈﻴﻢ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ، ﻭﻗﺪﺡ ﺻﺮﻳﺢ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ، ﻓﻬﻨﻴﺌﺎً ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﺯﻣﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻥ ، ﺫﻟﻜﻢ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻃﺮ ﻭﺍﻟﺘﺰﻛﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﻭﻳﻬﺎ ، ﻭﺃﺳﻔﺎً ﺑﺎﻟﻐﺎً ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺍﻧﻌﻜﺴﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻮﺀ ﺗﺼﺮﻓﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﺇﺣﻴﺎﺋﻬﻢ ﻭﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﻟَﻬﺎ ، ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﻓﻲ ﺇﻣﺎﺗﺔ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻭﺑﻐﺾ
ﺃﻫﻠﻬﺎ .
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﻟﻪ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺻﻔﺎﺗِﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ
ﻭﻋﻠﻮﻣﻬﺎ ، ﻣﺼﺤﻮﺑﺎً ﺑﺎﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻴﻘﻆ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ " : ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺩﻳﻦ ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﻋﻤﻦ ﺗﺄﺧﺬﻭﻥ
ﺩﻳﻨﻜﻢ ، ﻟﻘﺪ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻣﻤﻦ ﻳﺤﺪﺙ ﻗﺎﻝ ﻓﻼﻥ ، ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﻦ ،
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﻤﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﻋﻨﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎً ، ﻭﺇﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻟﻮ ﺃﺅﺗﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﺎﻝ
ﻟﻜﺎﻥ ﺃﻣﻴﻨﺎً ﻷﻧَّﻬﻢ ﻟَﻢْ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ، ﻭﻗﺪﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﻓﻜﻨﺎ ﻧﺰﺩﺣﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻪ . "
ﻗﻠﺖ : ﻭﻣﺎ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﻷﻥ ﺍﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺇﺗﻘﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻮﻥ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﻆ .
ﻭﻗﺒﻞ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻣﺠﺎﻫﺪ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - " : ﺟﺎﺀ ﺑﺸﻴﺮ ﺍﻟﻌﺪﻭﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻌﺠﻞ ﻳﺸﻴﺮ ﻳﺤﺪﺙ
ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﺠﻌﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻻ ﻳﺄﺫﻥ
ﻟﺤﺪﻳﺜﻪ ﻭﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻣﺎﻟﻲ ﺃﺭﺍﻙ ﻻ ﺗﺴﻤﻊ ﻟﺤﺪﻳﺜﻲ ، ﺃﺣﺪﺛﻚ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻻ ﺗﺴﻤﻊ . ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ : ﺇﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻣﺮﺓ ﺇﺫﺍ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﺭﺟﻼً ﻳﻘﻮﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﺑﺘﺮﺗﻪ
ﺃﺑﺼﺎﺭﻧﺎ ﻭﺃﺻﻐﻴﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺂﺫﺍﻧﻨﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﻛﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﻭﺍﻟﺬﻟﻮﻝ ﻟَﻢْ ﻧﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻧﻌﺮﻑ . "
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﻓﻬﻤﻲ : ﺗﻤﻴﺰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻭﺗﻤﻴﺰ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﺍﻟﻤﻨﺠﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﺠﺒﺮ ﻭﺗﻤﻴﺰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ، ﻭﺗﻤﻴﺰ ﻋﻘﻴﺪﺓ
ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﻣﻨﻬﺠﻬﻢ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻋﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﻣﻨﺎﻫﺠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ، ﻭﺗﻤﻴﺰ ﺍﻟﻌﺪﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺠﺮﻭﺣﻴﻦ ، ﻭﺗﻤﻴﺰ ﻣﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺆﺧﺬ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺗﺴﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﻮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺋﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ
ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻋﻠﻤﺎً ﻭﻋﻤﻼً ﻣﻤﻦ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺒﺘﺪﻉ ﺿﺎﻝ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﺿﻼﻟﺘﻪ ﻭﻳﻨﺼﺢ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻟﻴﻘﺒﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻏﻮﺍﻳﺘﻪ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ : ﻓﺎﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺑﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﻔﻬﻢ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ – ﺭﺣﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ
– . ﺇﺫ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﺫﺍ ﺭُﺑًّﻮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺭﺑِّﻬﻢ ﻭﺻﺤﻴﺢ ﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻬﻢ ﻓﺈﻧَّﻬﻢ ﻳﻔﻮﺯﻭﻥ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ ، ﻭﺇﻥ ﺭﺑﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﻣﻤﻦ ﻗﻠﺖ ﺑﺼﺎﺋﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻭﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻋﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ
ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ ، ﻓﻘﺪ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﻭﺭﺩﻭﻫﺎ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻌﻄﺐ ﻓﺒﺎﺀﺕ ﺑﺎﻹﺛﻢ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﻤﻨﻘﻠﺐ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻧﺺ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻣﺴﺘﻤﺪﺍً ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻭﺍﻟﺴﺪﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻟﺤﻖ :
} ﺇِﻳَّﺎﻙَ ﻧَﻌْﺒُﺪُ ﻭَﺇِﻳَّﺎﻙَ ﻧَﺴْﺘَﻌِﻴﻦُ. {
ﺇﻥ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ : ﺇﻧَّﻤﺎ ﻭﺿﻊ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻗﺪ ﻣﻀﺖ ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﻭﺭﻓﻌﺖ ﺃﻗﻼﻣﻬﺎ
ﻭﺟﻔﺖ ﺻﺤﻔﻬﺎ ﻭﻣﺎﺕ ﺃﺳﺎﻃﻴﻨﻬﺎ .
ﺧﻄﺄ ﻣﺤﺾ ﻭﻓﻴﻪ ﻣﺠﺎﺯﻓﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﺗﺜﺒﻴﻂ ﻟﻠﻬﻤﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻋﻠﻮﻣﻬﺎ ، ﻭﺻﺮﻑ ﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﺓ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻣﺘﻮﻧِﻬﺎ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﻳﻦ .
ﻭﺍﻟﺤﻖ – ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ – ﺃﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺑﺎﻕٍ ﻭﺳﻴﺒﻘﻰ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻥ ﻏﺎﻟﺒﺎً
ﺃﺋﻤﺔ ﻣﺆﻫﻠﻴﻦ ﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻭﺟﺮﺡ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : )) ﻻ
ﺗﺰﺍﻝ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻀﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﺬﻟﻬﻢ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻢ ﻇﺎﻫﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺎﺱ – ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ – ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ ﻗﻮﺍﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻀﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﺎ. ((
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺋﻤﺔ : ﺇﻥ ﻟَﻢْ ﺗﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻼ ﻧﺪﺭﻱ ﻣﻦ ﻫﻢ .
ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻢ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ﺑﺄﺳﺎﻧﻴﺪﻩ ﻭﻣﺘﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ ، ﻭﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻝ ﻭﺍﻟﻤﺮﺩﻭﺩ ، ﻭﺃﺳﺒﺎﺏ
ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻭﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺩ ، ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺣﺚ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺪﻭﻧﺔ ﻓﻲ ﺃﺳﻔﺎﺭﻫﻢ ، ﺛُﻢَّ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﺇﺟﺎﺯﺍﺕ ﻣﻦ ﺃﺷﻴﺎﺧﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻬﻢ ﺃﺳﺎﻧﻴﺪ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﺘﺮﺍﻫﻢ
ﻳﺮﻭﻭﻥ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﺴﺖ ﻛﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﺑﺴﻨﺪ ﻣﺘﺼﻞ ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ
ﻭﺑﻌﺪﻩ .
ﺛﻢ ﺇﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤﺘﺄﺧﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪ ﺧﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻪ ،
ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺗﻌﺪ ﺑﺎﻟﻘﺮﻭﻥ ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻪ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺤﻂ ﻣﻦ ﻗﺪﺭ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﺷﻴﺌﺎً ﻭﻻ ﻳﺰﺭﻱ ﺑِﻬﻢ ، ﻭﻣﻤﺎ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻛﻼًّ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﻗﻮﻡ ﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻨﺎﻗﻞ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﻋﺪﻻً ، ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺠﺮﻭﺣﺎً ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺀ . ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻟﻲ
ﻭﺩﻭﻧﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺭ . ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ .
ﻭﺧﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﻣﺎﺕ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﻭﻣﻦ ﻗﺮﻭﻥ ﻋﺪﻳﺪﺓ ، ﺃﻧَّﻬﻢ ﻧﻈﺮﻭﺍ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻨﻴﺖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ ﻭﻣﺪﻯ ﻛﺜﺮﺗﻬﺎ ﻭﺗﻨﻮﻉ ﺭﺗﺒﻬﺎ ، ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺒﺴﻂ ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻂ ﻭﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺭ ﻓﻘﺮﺭﻭﺍ
ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﻭﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻫﻠﻪ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺮﺭﻭﺍ ﻋﺪﻡ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺷﻲﺀٍ
ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﺑﺪًﺍ . ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ." ﺍﻫــ
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ": ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﺟﻮﺑﺔ ﺍﻟﺴﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪﺓ )6/242 246-( "
ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ :
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﻫﺬﺍ ﻳﺴﺄﻝ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻄﻌﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻥ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻫﻮ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻴﻌﺘﺒﺮ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻏﻴﺒﺔ ﻛﻴﻒ ﻧﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : " ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺇﻧﻤﺎ ﻇﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ، ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻕ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﻔﺘﻦ
ﻭﺭﻛﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﻭﺍﻟﺬﻟﻮﻝ ﻓﻘﻴﻞ ﺳﻤﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﺭﺟﺎﻟﻜﻢ ﻓﻴﻌﺮﻑ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻴﻌﺮﻑ ﺣﺪﻳﺜﻢ ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻓﻴﺮﺩ
ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ، ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ .
ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ : ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺯﻣﻨﻪ ﻫﺬﺍ ﻛﺬﺏ ﻭﻗﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻠﻢ ، ﻓﺎﻟﺠﺮﺡ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺻﺤﻴﺢ ، ﺩﻭﻥ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻻ ﻧﺰﺍﻝ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﻧﺖ ﻛﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻻﻧﺰﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ﻧﻐﺘﺎﺏ ﺃﻧﺎﺳﺎ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺭﻣﻤﺎ، ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺗﺮﺍﺑﺎ ﻧﻐﺘﺎﺑﻬﻢ ﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ ﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ
ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻘﻮﻝ ﻋﻨﻪ ﻛﺬﺍﺏ، ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻘﻮﻝ ﻋﻨﻪ ﺩﺟﺎﻝ، ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻘﻮﻝ ﻋﻨﻪ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﻫﻜﺬﺍ، ﻧﺤﻦ ﻧﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﻟﺤﻔﻆ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﻧﺰﺍﻝ ﻧﻘﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ
ﻓﻲ ﺭﻭﺍﺓ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﺪﻉ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﺳﻤﻌﺘﻢ ﻛﻼﻡ ﻣﻦ ؟ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺑﻴﻦ ﺃﺩﻳﻨﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺭﻳﺎﺽ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺇﻥ
ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺒﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻚ ﺃﻥ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﻣﺎ ﻳﺠﻮﺯ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻠﻢ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﻴﻪ
ﻭﺧﺎﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺬﺭﻩ ﻣﻨﻪ ، ﻧﻌﻢ ﻓﻬﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﺑﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ." ﺍﻫــ
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ": ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺠﻮﺯﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ"
ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﺎﺯﻣﻮﻝ:
ﻫﻞ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻳﺨﺘﺺ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻓﻘﻂ ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻗﺪ ﺃﻏﻠﻖ ؟
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ :
ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ : ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﻪ ﻻ ﻳﻐﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺳﻼﻡ ﻟﻤﺎﺫﺍ؟ ﺃﻗﻮﻝ : ﺑﺎﺏ
ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﺼﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻓﻄﺎﻟﻤﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺸﺮ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺍﺧﺘﻼﻑ
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺧﺼﺎﻡ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻧﺰﺍﻉ ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺰﺍﻉ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺷﻬﻮﺩ
ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﻻﺑﺪ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺰﻛﻴﻦ ﻳﺰﻛﻮﻧﻬﻢ ﻓﺎﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ، ﻻ ﻳﺤﺪﺩ ﺑﺰﻣﺎﻥ ﻭﻻ ﻣﻜﺎﻥ ﺇﻧﻤﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ
ﺇﺳﻼﻡ ﻗﺎﺋﻢ ﻓﻴﻪ ﺟﺮﺡ ﻭﺗﻌﺪﻳﻞ. ﺃﺩﻧﻰ ﺑﺎﺏ ﺃﺫﻛﺮﻩ ﻟﻚ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ
ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ، ﺃﻳﻀﺎً ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ i ﻣﺜﻼً : ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ) ﺍﻟﻤﺜﻠﻴﺔ
ﻓﻴﻪ( ? ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻪ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﺫﻭﺍ ﻋﺪﻝ ﻣﻨﻜﻢ ? ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺟﺮﺡ ﻭﺗﻌﺪﻳﻞ، ﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻌﺪﻝ، ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ، ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺮﺣﻮﺍ
ﻟﻢ ﺗﻘﺒﻞ ﻛﻠﻤﺘﻬﻢ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻧﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺟﺮﺣﺎً
ﻭﺗﻌﺪﻳﻼً ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻭﺟﻮﺩﺍً ﻭﻋﺪﻣﺎً ﻓﻄﺎﻟﻤﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺳﻼﻡ ﻗﺎﺋﻢ ﻫﻨﺎﻙ ﺟﺮﺡ ﻭﺗﻌﺪﻳﻞ، ﻭﻗﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ
ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻛﻠﻬﺎ ﻻﺑﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺮﺡ ﻭﺗﻌﺪﻳﻞ .
ﺧﺬ ﻣﺜﻼً ﺑﺎﺏ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺁﺩﺍﺏ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺇﺳﻼﻡ ﻭﻋﻠﻢ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻳﻄﻠﺐ ﻻﺑﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺡ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﻠﻒ : ) ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻌﻮﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﺳﺄﻟﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻈﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻬﻢ
ﻳﺮﻳﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺰﻭﺟﻮﻩ( ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻵﺧﺮ: ) ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺩﻳﻦ ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﻋﻤﻦ ﺗﺄﺧﺬﻭﻥ ﺩﻳﻨﻜﻢ ( ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ؟ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻧﻚ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻠﻢ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﺗﻄﻠﺒﻪ . ﻓﻤﻦ ﻗﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻫﻮ ﻓﻘﻂ
ﺧﺎﺹ ﺑﺴﻠﺴﺔ ﺭﻭﺍﺓ ﺍﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻜﺘﺐ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﻬﺬﺍ؟! ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ، ﺃﻧﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ
ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﺧﻠﻒ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ، ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻫﻮ ﻛﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ , ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻫﻮ ﻛﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ , ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﻌﻼﺝ، ﻳﻨﺺ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﺒﻞ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﺜﻘﺔ
ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻗﺪ ﻳﻮﺟﺪ ﻃﺒﻴﺐ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻏﻴﺮ ﺛﻘﺔ، ﺛﻘﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺛﻘﺔ ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ , ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ
ﻳﺄﺗﻲ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﻳﻘﺎﻝ: ﻫﻮ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﻣﺜﻞ ﻗﻀﻴﺔ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺯﻛﺎﻩ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺰﻛﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ! ﺇﺫﺍً ﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﺍﻧﻘﻀﻰ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﻣﺘﻌﻠﻖ
ﺑﺎﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭ ﺍﻵﻥ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺟﺮﺡ ﻭﺗﻌﺪﻳﻞ .
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﻼﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺑﻴﻊ ﺑﺄﻧﻪ ﺣﺎﻣﻞ ﻟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ !! ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﺒﻖ ﻟﻜﺎﻥ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺈﻧﻜﺎﺭﻩ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻋﻠﻢ , ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﺻﻔﺤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ.
ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺘﻴﺒﻲ:
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻬﺔ: ﺃﻥ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺑﺎﺑﺎﻥ، ﻭﺃﻧﻪ ﺧﺎﺹ ﺑﺎﻟﺮﻭﺍﺓ، ﻭﺃﻥ ﻟﺤﻮﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﺴﻤﻮﻣﺔ، ﻭﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺀ
ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﺩﻟﻴﻼً ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺠﺮﺡ.
" ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ،
ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ : ﻓﻬﺬﻩ ﺃﺟﻮﺑﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺜﻴﺮﻫﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ . ﻷﺟﻞ ﻣﺎ ﻳﻈﻨﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺻﻮﺍﺏ ﻭﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﻣﺎ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻮﻥ ﺧﻄﺄ ﻭﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﺤﻖ .
ﻓﺄﻭﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻗﻮﻟﻬﻢ : ﺇﻥ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﺮﺝ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ـ ﺑﺎﺑﺎﻥ ﻣﻨﻔﺼﻼﻥ ـ ﻭﺃﻥ ﺍﻹﺳﺘﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺪﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺠﺮﺡ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻴﺲ ﺩﻟﻴﻼ ﻭﺃﻥ ﻟﺤﻮﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﺴﻤﻮﻣﺔ ﻭﺃﻥ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺠﺮﺡ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺃﻏﻠﻖ ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ ؟ !!
ﻓﺎﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ :
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻭﻝ : ﺃﻥ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ، ﺳﻮﺍﺀ ﻗﻴﻞ : ﺇﻧﻬﻤﺎ ﺑﺎﺑﺎﻥ ) ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ( ﺃﻭ ﺑﺎﺏ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﻘﺪ
ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺳﻊ ؛ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻫﻮ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺒﺎﺑﻴﻦ ﺃﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ . ﻭﺃﻥ ﺃﺩﻟﺘﻬﻢ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ، ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺃﻧﻪ ﺍﻧﺘﻬﻰ . ﻻ ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ . ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ
ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻭﺩﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﺩﻟﺔ .
ﺃﻭﻟﻬﺎ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ـ : } ﻳَﺎﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍْ ﺇِﻥْ ﺟَﺂﺀَﻛُﻢْ ﻓَﺎﺳِﻖٌ ﺑِﻨَﺒَﺈٍ ﻓَﺘَﺒَﻴَّﻨُﻮﺍْ ﺃَﻥْ ﺗُﺼِﻴﺒُﻮﺍْ ﻗَﻮْﻣﺎً ﺑِﺠَﻬَﺎﻟَﺔٍ ﻓَﺘُﺼْﺒِﺤُﻮﺍْ
ﻋَﻠَﻰ ﻣَﺎﻓَﻌَﻠْﺘُﻢْ ﻧَﺎﺩِﻣِﻴﻦَ { )ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﺕ 6:(. ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻃﻠﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﻃﻠﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﻞ ، ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺎﻝ )): ﻣَﻦْ ﺣَﺪَّﺙَ ﻋَﻨِّﻲ ﺑِﺤَﺪِﻳﺚٍ ﻳَﺮَﻯ ﺃَﻧَّﻪُ ﻛَﺬِﺏٌ ﻓَﻬُﻮَ ﺃَﺣَﺪُ ﺍﻟْﻜَﺎﺫِﺑَﻴْﻦِ ـ ﺃﻭـ ﺍﻟﻜَﺎﺫِﺑِﻴﻦَ (( ﻭﻗﺎﻝ )): ﻭَﻣَﻦْ
ﻛَﺬَﺏَ ﻋَﻨِّﻲ ﻣُﺘَﻌَﻤِّﺪﺍً ﻓَﻠْﻴَﺘَﺒَﻮﺃْ ﻣَﻘْﻌَﺪَﻩُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ (( ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻷﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ـ ﻟﻤﺎ
ﺣﻜﻰ ﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ـ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻳﺤﺜﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ـ ﻗﺎﻝ )): ﺻَﺪَﻗَﻚَ ﻭَﻫُﻮَ ﻛَﺬُﻭﺏْ .(( ﻓﺎﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﺮﺣﻪ . ﻣﻊ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﻟﻤﻘﺎﻟﻪ ـ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺟﺮﺡ ﻟﻠﺮﻭﺍﺓ ـ .ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺩﺙ
ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻛﻤﺎ ـ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ـ .!!
ﺃﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ
ﻟﺤﻮﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﺴﻤﻮﻣﺔ ( ﻟﻴﺼﺪﻭﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻬﺪﻯ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ !! . ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ
ﻗﻴﺲ ﺗﺴﺘﺸﻴﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺯﻭﺍﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ـ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ
ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺠﻬﻢ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ـ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻧﺎﺻﺤﺎ )): ﺃَﻣَّﺎ ﻣُﻌَﺎﻭِﻳَﺔُ ﻓَﺼُﻌْﻠُﻮﻙٌ ﻻَ ﻣَﺎﻝَ ﻟَﻪُ ـ ﻳﻌﻨﻲ :
ﻓﻘﻴﺮـ . ﻭﺃﻣﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺠﻬﻢ ﻓﻼ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﻌﺼﻰ ﻋﻦ ﻋﺎﺗﻘﻪ ـ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ : ﻓﻀﺮﺍﺏ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ـ (( .ﻓﻬﺬﺍﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺠﻠﻴﻼﻥ
ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻻ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ؛ ﻻ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ .ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻣﺮﺃﺓ
ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻫﻨﺪ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺗﺸﺘﻜﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺃﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺷﺤﻴﺢ. ﻓﺎﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻭﺇﻥ ﻟﺤﻮﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﺴﻤﻮﻣﺔ .
ﺃﻭ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ ﻻ ﻫﻲ ﺟﺂﺀﺕ ﻣﺘﺸﻜﻴﺔ ﻭﺗﺼﻒ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻴﺸﻪ ﻭﺗﻈﻨﻪ . ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺠﺮﺡ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ .ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺍﻹﺳﺘﻘﺮﺍﺀ ﻓﻘﻂ . ﺑﻞ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺻﺮﻳﺤﺔﻭ ﻭﺍﺿﺤﺔ ، ﻭﺃﻣﺎ
ﻗﻀﻴﺔ ﺇﻥ ﺍﻹﺳﺘﻘﺮﺍﺀ ﻟﻴﺲ ﺩﻟﻴﻼ . ﺍﻹﺳﺘﻘﺮﺍﺀ: ﻫﻮ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻷﺩﻟﺔ ، ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﻷﺟﻞ
ﺑﺤﺚ ﺍﻷﺩﻟﺔ ، ﻳﺴﺘﻘﺮﺃ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ . ﻓﻠﻴﺲ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻟﻜﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺠﺎﻟﺐ ﻟﻸﺩﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ .
ﻓﺎﻹﺳﺘﻘﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻟﻴﺲ ﺩﻟﻴﻼ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺟﺎﻣﻊ ﻟﻸﺩﻟﺔ ﻛﺎﻟﺘﺘﺒﻊ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺮﻭﻳﺎﺕ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ . ﻓﻠﻤﺎ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﺩﻟﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﻇﺎﻫﺮﺓ ﻭﻧﺼﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ . ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻴﻪ )): ﺍﻟﺪِّﻳﻦُ ﺍﻟﻨَّﺼِﻴﺤَﺔُ ،
ﺍﻟﺪِّﻳﻦُ ﺍﻟﻨَّﺼِﻴﺤَﺔُ ، ﺍﻟﺪِّﻳﻦُ ﺍﻟﻨَّﺼِﻴﺤَﺔُ ،ﻗَﺎﻟُﻮﺍْ :ﻟِﻤَﻦْ ﻳَﺎﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠﻪِ ﻗَﺎﻝَ : ِﻟﻠﻪِ ﻭَﻟِﻜِﺘَﺎﺑِﻪِ ﻭَﻟِﺮَﺳُﻮﻟِﻪِ ﻭَﻟِﺄَﺋِﻤَّﺔِ ﺍﻟْﻤُﺴْﻠِﻤِﻴﻦَ
ﻭَﻋَﺎﻣَّﺘِﻬِﻢْ (( . ﻓﺄﺩﻟﺔ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ، ﻭﻫﻤﺎ ﺑﺎﺑﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍﻥ ﺛﺎﺑﺘﺎﻥ ـ ﺃﻭﺑﺎﺏ ـ ﺳﻮﺍﺀ
ﺳﻤﻴﻨﺎﻩ ))ﺑﺎﺑﺎﻥ ﺃﻭ ﺑﺎﺏ(( ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻭﺍﺳﻊ ؛ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻭﻝ .
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺃﻥ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪ ، ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺠﺮﺡ ، ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﻴﻦ ـ ﺃﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻴﻦ ـ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺯﻣﺎﻥ ، ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ـ ﺣﺬﺭ ﻣﻦ ﻓﺮﻋﻮﻥ .ﻫﻞ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻛﺎﻥ ﺭﺍﻭﻳﺔ ؟ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ـ
ﺫﻡ ﺃﺑﻮ ﻟﻬﺐ ﻫﻞ ﺃﺑﻮﻟﻬﺐ ﻛﺎﻥ ﺭﺍﻭﻳﺔ ﻟﻸﺣﺎﺩﻳﺚ ؟ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﻋﺰﻭﺟﻞ ـ ﺫﻡ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ .ﺫﻡ ﻷﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ، ﺫﻡ
ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻬﻮﻯ . ﻓﻬﻞ ﻛﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺭﻭﺍﺓ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ؟ !! ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﺬﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ . ﻭﻫﻮ ﻛﺜﻴﺮ
ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﻣﺎﻣﻦ ﻧﺒﻲ ﺇﻻ ﻭﺣﺬﺭ ﺃﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺮﺍﻭﻳﺔ ﺣﺪﻳﺚ ، ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺭﺟﻞ
ﺩﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ . ﻭﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﺬﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺟﺎﻟﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ؛ )) ﻳَﻜُﻮﻥُ ﻓِﻲ ﺃُﻣَّﺘِﻲ ﺛَﻼَﺛُﻮﻥَ
ﻛَﺬَّﺍﺑُﻮﻥَ ، ﻛُﻠُﻬُﻢْ ﻳَﺰْﻋُﻤُﻮﻥَ ﺃَﻧَّﻪُ ﻧَﺒِﻲٌّ ، ﻭَﻻَ ﻧَﺒِﻲَّ ﺑَﻌْﺪِﻱ (( . ﻓﺎﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺣﺬﺭ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﺟﻞ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺬﺏ
ﺇﻣﺎ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﻭﺇﻣﺎ ﺑﺄﻋﻴﺎﻥ ،ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ـ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﻫﺆﻻﺀ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﻥ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ،
ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻔﻬﻢ . ﻓﻨﺠﺪ ﻣﺜﻼ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﺬﻣﻮﻥ ﻣﺜﻼ : ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ، ﻳﺬﻣﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﻴﻦ، ﻃﻴﺐ ، ﻳﺬﻣﻮﻥ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﻔﻦ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﻟﻠﻲ ﻳﺴﻤﻮﻧﻬﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻦ! ـ ﻳﺬﻣﻮﻥ ﺍﻟﻔﺴﻘﺔ ـ ﻃﻴﺐ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻓﺴﻘﺔ ﺃﻭ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﺃﻭ ﻫﺆﻻﺀ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻺﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻫﻢ ﺑﺄﻱ ﺣﻖ ﻳﺤﺬﺭﻭﻥ ﻣﻨﻬﻢ ؟ ﺃﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺃﻭ ﻣﻦ
ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ !! ﻛﺬﻟﻚ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻫﻢ ﻳﺤﺬﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ، ﻳﺤﺬﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺑﻴﻊ
ﻭﻳﻄﻌﻨﻮﻥ . ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﻘﺖ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺑﻴﻊ ﻭﻛﻼﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﺃﻧﻪ ﻣﻨﻬﺞ ﻣﺘﻤﻴﻊ،
ﻓﻬﻢ ﺫﻣﻮﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻴﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻮﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﺫﻣﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻫﻢ ﻳﺤﻞ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﺴﻘﺔ ،
ﻭ