ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺍﻟﺴّﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ
ﻳﺘﺴﺎﻫﻠﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺧﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻛﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ
ﺃﻭ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ؛ ﻭﻳﺴﻌﻰ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻦ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻭﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻓﻴﺼﻠﻦ -ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﺗﺤﻤﺪ ﻋﻘﺒﺎﻩ .. ﻭﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺎﻃﺒﻦ ﻣﻊ
ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻑ، ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﺑﻦ ﺑﺎﺯ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻷﺳﺌﻠﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺧﻮﺍﺕ: » ﻻ ﺗﺠﻮﺯ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻠﺔ ﺑﻴﻨﻚ
ﻭﺑﻴﻦ ﺷﺎﺏ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺮﻡ ﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺮﻛﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻑ . ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ
ﻭﻳﻔﻀﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ .« ﺃ. ﻫـ .
ﺃﻗﻮﻝ ﻓﺈﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﻔﺎﺳﺪ ..
ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺷﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﻓﺤﺼﻞ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺬﻭﺭ .
ﻓﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻸﺧﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﻀﻠﻴﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﺤﺮﺹ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻓﻨﻌﻢ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭ ﻫﻮ.
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﺎﺑﺮﻱ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺳﺪﻫﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ: »ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺷﻐﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻓﺈﻧﻪ
ﻣﻦ ﻳﺨﻠﻮ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﺘﺤﺪﺛﻴﻦ ﺑﻤﺎ ﺭﺍﻕ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﺸﻐﻠﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻦ ﻣﺎ
ﻳﺒﺚ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺫﺍﻋﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ
ﺍﻟﻠﻪ .«
ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻼﺕ ﺍﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﻭﺳﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻖ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺛﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻤﺘﺮﺍﺳﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻵﺧﺮ ! ﻭﻫﺬﺍ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﻣﺪﺧﻞ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﻻ ﻳﺤﻞ
ﻟﻚ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺃﻧﺘﻘﻀﻲ ﻭﻗﺘﻚ ﻣﻊ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻭﺗﺮﺍﺳﻠﻴﻬﻢ ﺑﺤﺠﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ , ﺇﺫﺍ
ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻚ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﺿﻄﺮﺭﺕ ﻟﻠﺴﺆﺍﻝ ﻋﻨﻪ ﻓﺎﺳﺄﻟﻲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻗﺪﺭ ﺣﺎﺟﺘﻚ ﺛﻢ
ﺍﻧﺼﺮﻓﻲ.
ﺛﻢ ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻼﺕ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﺎﻳﺎ ﻭﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ
ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻬﻴﺖ ﻋﻨﻪ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ، ﺛﻢ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻧﻴﻦ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺪﺏ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﺻﻤﺎﺕ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ , ﻭﻗﺪ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻄﻼﻕ .
ﻭﻋﻠﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻤﻜﺮﻭﻩ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻼﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺎﺕ، ﻭﻟﺬﺍ ﻓﺈﻧﻲ ﺃﺩﻋﻮﻛﻞ ﺳﻠﻔﻲ ﻭﺳﻠﻔﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺸﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺘﺤﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺯﻳﻨﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺑﺤﺠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻧﺸﺮ
ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ , ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺃﻧﻪ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻳﺘﺬﺍﻛﺮﻭﻥ ,
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﺴﺄﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻦ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎﺟﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻬﺎ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ
ﻭﺟﺪﺕ ﻋﺎﻟﻤﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺠﻠﺲ ﻟﻤﻦ ﻳﺄﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ
ﺑﺤﻀﻮﺭﻣﺤﺮﻣﻬﺎ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭ .
ﻫﺬﺍﻣﺎ ﺃﺣﺒﺒﺖ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻲ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺇﻻ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻟﻜﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﺇﻟﻰ
ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺮﺷﺎﺩ ...ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ..
ﻓﺄﻗﻮﻝ : ﻻ ﻣﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ .. ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻨﻪ ﻣﻤﺎ ﻓﻴﻪ
ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻺﺧﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻔﺎﺳﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻓﻘﻪ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺳﺪ ﻛﻞ ﺑﺎﺏ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺒﻴﻼ ﻟﻠﻔﺘﻨﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ، ﻭﺃﺧﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
﴿ﻭﻻ ﺗﺘﺒﻌﻮﺍ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ﴾ .
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ .
ﻭﻛﺘﺒﻪ
ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻤﺮﻱ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ