ألقــاب السوء التي وضعها المبتدعة على أهل السنة والجماعة
قال الإمام الفقيه محمد بن صالح العثيمين ، رحمه الله تعالى في كتابه القيم " رسائل في العقيدة " : الباب الخامس والعشرون (ص 109) ما نصه :
" من حكمة الله تعالى أن جعل لكل نبي عدواً من المجرمين ، يصدون عن الحق بما استطاعوا من قول وفعل ، بأنواع المكائد ، والشبهات ، والدعاوى الباطلة ؛ ليتبين بذلك الحق ، ويتضح ويعلو على الباطل ، وقد لقي النبي صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه من هذا شيئاً كثيراً، كما قال تعالى : وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً . سورة آل عمران ، (الآية : 186)
فقد وضع أولئك الظالمون المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه ألقاب التشنيع والسخرية . مثل : " ساحر ، مجنون ، كاهن ، كذاب " ، ونحو ذلك .
ولما كان أهل العلم والإيمان هم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم ، لقوا من أهل الكلام والبدع ، مثل ما لقيه النبي صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه من أولئك المشركين ، فكانت كل طائفة من هذه الطوائف تلقب أهل السنة بما برأهم الله منه من ألقاب التشنيع والسخرية ، إما لجهلهم بالحق ، حيث ظنوا صحة ما هم عليه وبطلان ما عليه أهل السنة ، وإما لسوء القصد حيث أرادوا بذلك التنفير عن أهل السنة ، والتعصب لآرائهم مع علمهم بفسادها .
فالجهمية ومن تبعهم من المعطلة سموا أهل السنة " مشبهة " ، زعماً منهم أن إثبات الصفات يستلزم التشبيه .
والروافض سموا أهل السنة " نواصب " ؛ لأنهم يُوالون أبا بكر وعمر ، كما كانوا يوالون آل النبي صلى االله عليه وسلم ، والروافض تزعم أن من والى أبا بكر وعمر فقد نصب العداوة لآل البيت ، ولذلك كانوا يقولون : " لا ولاء إلا ببراء " . أي لا ولاية لآل البيت إلا بالبراءة من أبي بكر وعمر !!
والقدرية النفاة قالوا : أهل السنة " مجبرة " ، لأن إثبات القدر جبر عند هؤلاء النفاة !!
والمرجئة المانعون من الاستثناء في الإيمان يسمون أهل السنة " شكاكاً " ؛ لأن الإيمان عندهم هو إقرار القلب ، والاستثناء شك فيه عند هؤلاء المرجئة !!
وأهل الكلام والمنطق يسمون أهل السنة " حشوية " . من الحشو ، وهو : ما لا خير فيه ، ويسمونهم " نوابت " . وهي بذور الزرع التي تنبت معه ولا خير فيها . ويسمونهم " غثاء " . وهو ما تحمله الأودية من الأوساخ ، لأن هؤلاء المناطقة زعموا أن من لم يحط علماً بالمنطق فليس على يقين من أمره ، بل هو من الرعاع الذين لا خير فيهم .
والحق أن هذا العلم الذي فخروا به لا يغني من الحق شيئاً ، كما قال الشيخ رحمه الله - يعني شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني - في كتابه : " الرد على المنطقيين " : " إني كنت دائماً أعلم أن المنطق اليوناني لا يحتاج إليه الذكي ، ولا ينتفع به البليد " .
©©©©©©©©©©©©©©©©©©©©©©©©©
سبحان الله ، ولو قام في هذا الوقت من يدعو إلى دين الله عز وجل والتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، واتباع هدي السلف الصالح ، رضي الله عنهم ، وحذر العامة من الشرك وأهله ، والبدع ، والمحدثات ، والزيغ ، والضلال
لأصبحت المسميات والألقاب تطلق على النحو التالي :
• الدعوة السلفية : وهابية ، بازية ، مدخلية ، جامية ، الإسلام السعودي ، الإسلام الوهابي ، الإسلام الأمريكي ، قاديانية سلفية .
• علماء الدعوة السلفية : علماء الحيض والنفاس ، العميان ، علماء نجد البدو " بصيغة تحقير " ، جماعة المدينة ، حمار العلم ، أحبار نجد ، راهب اليمن ، لصوص النصوص ، خوارج على الدعاة ... مرجئة مع الطغاة ، علماء السلطان ، شيوخ السلطة ، الحمر المستأجرة ، علماء قرن الشيطان ، عبيد العبيد .
• هيئة كبار العلماء : مفتي مملكة آل سعود ، عملاء لا علماء ، هيئة كبار العملاء .
• عموم السلفيين والسلفيات : سلفيون تحت الطلب ، اتباع بن عبد الوهاب ، أو بن إبراهيم ، أو بن باز " بصيغة تحقير " ، جواسيس ، عملاء ، مخابرات ، أعداء المجاهدين ، ماسحي الأحذية ، أدعياء السلفية ، مرجئة ، متشددون ، مفرقو الصفوف والوحدة الإسلامية ، أذناب الحكام ، أهل غيبة ونميمة .
ثم يصل بهم الأمر للطعن بالأخلاق والشرف والنسب والأصل . فلماذا كل هذه التهم والإفتراءات والألقاب ؟
، حتى يصرفوا هؤلاء العامة عن الدعوة السلفية ودعوة التوحيد ، وإلا لماذا لا يبين هؤلاء للناس خطأ عقائدياً أو فقهياً عند السلفيين ، لأنهم يعرفون أن عامة المسلمين يثقون بعلماء الدعوة السلفية ، فكان الأسلوب الماسوني الأمثل هو محاربة الخصوم بتلك الطريقة الخبيثة ، ولهم سلف في ذلك ، كيف لا ، وهم أفراخهم .
فإلى الله المشتكى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
---------------
نــور الإسـلام