مستفاد من: شرح اللؤلؤ والمرجان - الدرس 03 | للشيخ: زيد بن محمد بن هادي المدخلي
أن الشهادتين التي هي أول ركن من أركان الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله من أصل الدين وقاعدته فلا يكون العبدُ مسلمًا إلا إذا نطق بالشهادتين وحققها علمًا وعملًا ومن نطق بالشهادتين فإنه يلزمه أن يأتي ببقية أركان الإسلام كاملة وفي المقدمة الصلاة والزكاة؛ لذا أبو بكر رضي الله عنه لما ارتد بعض العرب في خلافته كانوا أصنافًا منهم من أنكر الشهادتين، ومنهم من ترك الصلاة ومنهم من جحد الزكاة فاستعان بالله وبمن معه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاهد الجميع وقاتلهم حتى نصره الله تبارك وتعالى عليه وذلك أنه لا يُكتفى بمن نطق بالشهادتين وترك بقية أركان الإسلام والإيمان والإحسان لا يقال بأنه مسلم وكفى أنه نطق بالشهادتين بل هذا الحكم لا ينطبق إلا في ظروف ومناسبات منها:
مثلًا: إذا دعوت أحد الكفار إلى الدخول في الإسلام ولقنته ونطق بالشهادتين وبالإيمان صرح بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله إلى آخره، دخل في الإسلام فإذا خرج من عندك ووافته المنية ولم يعمل شيئًا لا صلى ولا عمل أي عمل لكنه نطق بالشهادتين وعزم أن يكون من جملة المسلمين ويعمل كما يعمل المسلمون، فهذا تنفعه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله إذا وافته المنية قبل أن يتمكن من أي عمل.
لكن من نطق بالشهادتين وعاش بين أظهر الناس وهم يعملون بمراتب الدين الإسلامي وهو يدعي بأنه يكتفي بالشهادتين فلا يحل حلالًا ولا يحرم حرامًا ولا يقوم بواجب لا يقبل منه بل يقاتل حتى يذعن للقيام ببقية أركان الإسلام وأركان الإيمان وما فرض الله عز وجل من الفرائض ويصدق بما أخبر الله به بكتابه وبما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم كذلك.
( منقول من موقع ميراث الأنبياء )